أفادت مصادر إعلامية لبنانية، بأن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، سيصل إلى لبنان بعد غد الأربعاء، حاملا رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس ميشال عون.
ووفقا لمعلومات حصلت عليها قناة "MTV"، فإن شكري سيقوم بمسعى يهدف الى تذليل العقبات من أمام ولادة الحكومة اللبنانية الجديدة، وسيلتقي لهذه الغاية مع عدد من الشخصيات اللبنانية، من بينها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.
وكان سعد الحريري زار مصر، مطلع شهر شباط/ فبراير الفائت، وأشاد بجهود الرئيس المصري لحشد المجتمع الدولي لدعم لبنان.
من جانبه، شدد الرئيس السيسي بعد استقباله رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، في قصر الاتحادية بالقاهرة، على ضرورة المحافظة على قدرة الدولة اللبنانية بالدرجة الأولى، ولانتشال لبنان من الحالة التي يعاني منها حالياً من خلال قيام كافة القادة اللبنانيين بإعلاء المصلحة الوطنية.
وفي ديسمبر الماضي، دعا رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري المسؤوليين اللبنانيين للوقوف في وجه الانهيار الذي يتعرض له لبنان.
وكان وزير خارجية السعودية، الأمير فيصل بن فرحان، انتقد الطبقة السياسية في لبنان، منذ أيام، مشترطاً إجراء إصلاحات جوهرية في لبنان، لمواصلة المملكة دعمها له.
وأشار بن فرحان إلى أن "مستقبل لبنان بيد اللبنانيين"، معربا عن أمل الرياض في أن يلقي اللبنانيون والقيادة اللبنانية والهيئة السياسية اللبنانية "نظرة جادة حقيقية" على الوضع الذي يمر به بلدهم، وأن "يتوحدوا في سبيل تبني إصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية من شأنها أن تتصدى للتحديات التي يواجهها لبنان، وأن تقدم حلولا مستدامة للمستقبل".
وأشار الوزير إلى أن حزب الله يتمتع بحكم الأمر الواقع وحق الفيتو على كل ما يجري في البلد ويسيطر على بنيته التحتية الرئيسة، فيما لا تفعل الطبقة السياسية سوى القليل للتعامل مع التحديات التي يواجهها الشعب اللبناني، سواء كان فسادا أو سوء الإدارة أو مشاكل أخرى.
وردا على سؤال عما إذا كانت السعودية مستعدة لدعم رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، شدد بن فرحان على أن المملكة مستعدة لدعم أي شخص في لبنان سيتمكن من تبني أجندة إصلاحية.
وقال "لا نقف خلف أفراد في لبنان، وسنكون مستعدين للوقوف خلف لبنان ما دامت الطبقة السياسية هناك تتخذ خطوات حقيقية لمعالجة المشاكل التي يواجهها البلد".
وكان الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، أكد، الشهر الماضي، استعداد الجامعة للقيام بأي شيء يطلب منها لتسوية الأزمة اللبنانية الحالية، وصولا إلى تشكيل حكومة تتفق عليها كافة الأطياف.
وأشار زكي إلى أن الحكومة المرجوة تستطيع أن تعمل بمهارة الاختصاصيين على إنقاذ لبنان من وضعه المأزم الحالي، عبر تنفيذ إصلاحات ضرورية تلبي تطلعات ومطالب الشعب اللبناني.
ودعت الجامعة جميع الفرقاء السياسيين في لبنان إلى "إعلاء المصلحة الوطنية، والعمل بشكل سريع على إنهاء حالة الانسداد السياسي التي تفاقم من معاناة الشعب اللبناني".
ويشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث، حيث فشل الزعماء السياسيون في الاتفاق على خطة إنقاذ، منذ اندلاع الأزمة في 2019، مع توقف تدفقات الدولار وانتشار الاحتجاجات في البلاد على تدهور قيمة العملة المحلية.
وما يزال كل من رئيس الجمهورية ميشال عون وسعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة يتبادلان الاتهامات حول المسؤول عن تعطيل تشكيلها، بعد أن مر أكثر من ستة أشهر على استقالة الحكومة الأخيرة عقب انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/ أغسطس 2020.
إيران إنسايدر