تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في هذه الأيام للتفاوض مع إيران، من أجل العودة إلى الاتفاق النووي، وإذا لم تنجح سيتعين على الولايات المتحدة ردع إيران عن إنتاج أسلحة نووية.
وأشار الكاتب إيهود عيلام وهو باحث سابق في وزارة الدفاع الاسرائيلية، وحاصل على درجة الدكتوراه، ونشر ستة كتب في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" إلى أنه في حال تم العودة للاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، سيكون للاتفاق رقابة صارمة على برنامج إيران النووي، لكنه لن يكون كافيا، فالردع مطلوب أيضا، وستكون هناك حاجة إلى مفاوضات عند انتهاء صلاحية خطة العمل الشاملة المشتركة، أو حتى قبل ذلك إذا افترضت إيران أن لديها الفرصة لإنتاج القنبلة النووية.
ووجد الكاتب أن عملية ردع إيران، يجب أن تستند إلى تعزيز القدرات العسكرية لإسرائيل، التي يمكنها المساعدة، خاصة أن الولايات المتحدة تريد تقليص التزاماتها في الشرق الأوسط، بطريقة ما، ويمكن لإسرائيل أن تحل محل الولايات المتحدة في ردع إيران، وهذا سيجعل الأمر أسهل بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل أيضا.
وأشار عيلام إلى أنه في أواخر عام 2020، كان هناك مشروع قانون من الحزبين في الكونغرس الأمريكي يهدف إلى تزويد إسرائيل بقنبلة من طراز MOP، وهي قنبلة عملاقة خارقة للتحصينات قادرة على تدمير المواقع النووية الإيرانية المحمية بشدة.
وتحتاج إسرائيل أيضا إلى قاذفات من طراز B-52 لحمل تلك القنبلة الضخمة، لذا فإن معرفة قدرة إسرائيل على تدمير مواقعها النووية سوف يردع إيران عن محاولة إنتاج سلاح نووي.
وإذا حاولت إيران إنتاج سلاح نووي، فسوف تندفع إسرائيل للهجوم بترسانتها المتاحة، والتي قد لا تكفي لتدمير المواقع الإيرانية شديدة الحماية، وفي الوقت ذاته لا تريد الولايات المتحدة أن تحث إسرائيل على مهاجمة إيران، ناهيك إذا تصاعدت تلك الهجمات إلى حرب قد تجر الولايات المتحدة إليها.
وبالمقابل إذا كانت إسرائيل مسلحة بشكل أفضل، فهذا لا يقضي بالضرورة توجيه ضربة إلى إيران، ويمكنها ردع إيران عن إنتاج سلاح نووي كبداية.
ونوه الكاتب إلى أن أفضل المقاتلات الإيرانية - مثل MIG-29 و F-14 - قد عفا عليها الزمن تقريبا، ولن تكون مطابقة للطائرات الإسرائيلية المتفوقة، فضلا عن أن سلاح الجو الإسرائيلي طور صواريخ جو - جو، وسمعة عالمية في القتال، ويمكن لسلاح الجو الإسرائيلي الوصول إلى إيران والتغلب على الدفاعات الجوية والقوات الجوية الإيرانية.
وستكون مشكلة إسرائيل الرئيسية هي اختراق المواقع النووية الإيرانية شديدة الحماية، مثل تلك الموجودة في فوردو، حيث لا يمكنها كسر التحصينات، التي تتطلب قنبلة MOP، وهي قنبلة أمريكية الصنع تزن 30 ألف رطل.
وتحتاج إسرائيل إلى أمريكا لتزويد سلاح الجو الإسرائيلي ليس فقط بالـ MOP، ولكن أيضا بمفجر ثقيل لحمل تلك القنبلة الضخمة، حيث لا يوجد لدى سلاح الجو الإسرائيلي قاذفات ثقيلة، بل قاذفات مقاتلة فقط وهي: F-15 و F-16 و F-35، ويجب ألا تطلب إسرائيل B-2، ولكن يجب أن تطلب B-52.
إيران إنسايدر – (ترجمة هشام حسين)