نشرت إيران، أمس الأربعاء، تقريرا نهائيا باللغتين الفارسية والإنكليزية، حول إسقاط الطائرة الأوكرانية من قبل دفاعاتها الجوية في يناير/كانون الثاني 2020.
ويرفع التقرير المسؤولية عن التسلسل القيادي في القوات المسلحة، وقد لقي انتقادات من أوكرانيا وكندا اللتين خسرتا العديد من مواطنيهما في الحادث، حيث رفضت أوكرانيا التقرير النهائي لمنظمة الطيران المدني الإيرانية بشأن إسقاط طائرة أوكرانية ووصفته بأنه "محاولة ساخرة" لإخفاء الحقيقة.
وتضمنت الفقرة الأولى معطيات سبق نشرها، وهي أن أنظمة الدفاع الجوي أطلقت صاروخين نحو الطائرة، وهو ما أدى لتحطمها وانفجارها فورا على الأرض.
وأفادت الفقرة الثانية، أن الإجراءات التخفيفية ومستويات الدفاع في إدارة المخاطر أثبتت عدم فعاليتها بسبب وقوع خطأ غير متوقع في تحديد التهديد، وأخفقت في نهاية المطاف في حماية سلامة الرحلة ضد الأخطار التي تسببت بها حالة الإنذار لقوات الدفاع.
وأشار التقرير إلى أن المسؤول المشغّل لنظام الدفاع الجوي لاحظ وجود هدف في الجو، مبينا أنه "من دون تلقي أمر من مركز التنسيق، خلص المشغّل إلى أن الهدف المرصود يشكل تهديدا، وأطلق صاروخا في اتجاهه".
وفي تلك الليلة كانت الدفاعات الجوية في حال تأهب خشية وقوع ضربة أميركية ردا على هجوم صاروخي نفذته طهران قبل ساعات من ذلك، واستهدف قاعدة عين الأسد الجوية في غرب العراق، حيث يوجد جنود أميركيون.
وأصيبت رحلة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية PS752 بصاروخين بعد إقلاعها من طهران في 8 يناير/ كانون الثاني 2020. ولقي جميع من كانوا على متنها حتفهم وعددهم 176 شخصا.
وفي مقطع فيديو نُشر على فيسبوك عقب نشر التقرير، وصف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا التحقيق الإيراني بأنه "متحيز"، وأن الأدلة المقدمة "انتقائية"، والاستنتاجات "خادعة".
وقال "الوثيقة لا تعرض جميع الظروف، ولا تكشف عن الأسباب الجذرية للمأساة أو سلسلة الإجراءات التي أدت إليها. هذا ليس تقريرا، إنه مجموعة من التلاعبات، ليس الهدف منها إثبات الحقيقة ولكن تبييض صفحة الجمهورية الاسلامية الايرانية".
وطالبت أوكرانيا وأربع دول أخرى قُتل مواطنوها -كندا والمملكة المتحدة وأفغانستان والسويد- إيران بتقديم تفسير كامل وشامل لما حدث.
في الأيام الثلاثة الأولى بعد تحطم الطائرة، نفت القوات المسلحة الإيرانية مسؤوليتها، وأشارت منظمة الطيران المدني الإيرانية إلى حدوث عطل فني.
كما سمحت السلطات بنهب موقع التحطم ثم تم هدمه بالجرافات.
وكانت الدفاعات الجوية الإيرانية في حالة تأهب قصوى في ذلك الوقت لأن البلاد كانت قد أطلقت لتوها صواريخ باليستية على قاعدتين عسكريتين عراقيتين تستضيفان قوات الأمريكية ردا على مقتل الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في بغداد قبل خمسة أيام.
وقُتل تسعة من أفراد الطاقم الأوكرانيين، إلى جانب 167 راكبا، وبحسب مسؤولين إيرانيين، كان من بين الضحايا 146 شخصا يحملون جوازات سفر إيرانية.
وتقول كندا، إن 55 من الضحايا كانوا مواطنين كنديين و30 كانوا مقيمين دائمين، بينما كان 53 آخرون يسافرون إلى كندا عبر كييف في ذلك اليوم.
وفي بيان مشترك يوم الأربعاء، قال وزير الخارجية الكندي مارك غارنو ووزير النقل عمر الغبرة إنهما ما زالا "قلقين للغاية بشأن نقص المعلومات والأدلة المقنعة".
وأضافا أن "عائلاتهم تستحق إجابات على أسئلة مهمة، بما في ذلك سلسلة الأحداث التي أدت إلى إطلاق هذه الصواريخ في المقام الأول، ولماذا سُمح للمجال الجوي بالبقاء مفتوحا خلال فترة اشتداد الأعمال العدائية".
وأضاف البيان أن كندا ستعلن نتائج تحقيقها في الحادث "قريبا".
وفي ديسمبر/ كانون الأول، قال وزير الخارجية الكندي آنذاك فرانسوا فيليب شامبين إنه لا يعتقد أن إسقاط الطائرة PS752 يمكن أن يُعزى إلى خطأ بشري.
إيران إنسايدر