عبّر عراقيون عن غضبهم من تصريحات متزعم "حزب الله" حسن نصرالله بدعوته العراقيين إلى عدم نسيان ما أسماها "تضحيات إيران ووقوفها إلى جانب العراق".
وتساءل "نصرالله"، في كلمة له أمس السبت، "كيف يمكن لشعب العراق أن ينسوا تضحيات إيران ووقفتها إلى جانب الشعب العراقي وهي التي وضعت نفسها بالكامل بعدتها وعتادها وقواتها المسلحة ووقفت للدفاع عن العراق، ومحاربة داعش"، حسب زعمه.
وردّ عراقيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي على حسن نصر الله، حيث قالت "سجد الجبوري": "إلى نصرالله يبدو أنك تناسيت الصفقة التي أبرمتها مع الدواعش في 2017؟"، مضيفة أن "كل قطعة سلاح قدمتها إيران دفع العراق قيمتها يعني لا منة لأحد علينا".
وردا على تعجب "نصرالله" عن كيف يكن العراقيون المحبة للسعودية، قالت "الجبوري" هل تريد أن تتحكم بمشاعرنا وتعلمنا من نحب ونكره". وقال آخر: "هو يريد ناس لا تفكر مجرد أدوات يتحكم فيها كيف يشاء".
وردّ ثالث بالقول: "بشرفكم لحد يسويله قيمة بأعز ما تملكون دعوه ينبح وحده لتنطوه قيمه و تسووه ترند و كل شويه كامز بخلقتنا، هو شخص منتهي يريد يصنع مجد جديد لنفسه".
ويظهر جليا أن التدخل الإيراني من أبرز الأسباب لتدهور الأوضاع في العراق التي باتت حديقة خلفية لنفوذ القادة الإيرانيين.
وعبّر العراقيون خلال السنوات الماضية عن "غضبهم" من الدور الإيراني في العراق، وموقف الحكومة الإيرانية من حركتهم الاحتجاجية، بإحراق صورا للمرشد الأعلى علي خامنئي وقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، وإحراق مبنى القنصلية الإيرانية في النجف وقبلها في البصرة، بالإضافة إلى إحراق مكاتب عدد من الأحزاب السياسية وفصائل الحشد الشعبي الحليفة لإيران في وسط وجنوب العراق.
ويرى العراقيون، أن إدارة الدولة العراقية طيلة ستة عشر عاما من سيطرة الأحزاب السياسية الحليفة لإيران على السلطة والموارد، كان مخيبا لطموحاتهم، وأن هؤلاء أثبتوا فشلهم في تحسين المستوى المعيشي والخدمات، في ذات الوقت الذي تفشت ظاهرة الفساد في مؤسسات الدولة العراقية ليكون العراق من بين أكثر الدول فسادا في العالم، حسب تقارير منظمات دولية.
وركز المحتجون في العراق، بالإضافة إلى مطالبهم الأساسية التي تطالب بإصلاح جذري شامل لمجمل العملية السياسية، ومكافحة الفساد وتحسين الخدمات الأساسية والوضع المعيشي، على وقف التدخلات الإيرانية ومطالبة إيران بالخروج من العراق والقاء اللوم عليها في ما آلت اليه الأوضاع في العراق نتيجة دعمها للأحزاب السياسية الحاكمة.
وفي شعارات رفعها محتجون في أعقاب إحراق القنصلية الإيرانية في النجف، أشاروا إلى أنهم يدركون أن إيران هي المتسبب الأول في كل ما يجري من خلال دعمها للحكومة في بغداد، والفصائل المسلحة الحليفة لها والتي تسيطر على معظم القطاعات الاقتصادية والتعيينات في الدوائر الحكومية بينما يعاني الآخرون من الفقر والبطالة.
كما تعرضت مكاتب الأحزاب والفصائل المسلحة المرتبطة بايران للتخريب من محتجين جعلوها من بين أهم أساليبهم في رفض التدخلات الإيرانية ورغبتهم في إنهاء النفوذ الإيراني من العراق.
إيران إنسايدر