فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، اليوم الأربعاء، عقوبات على ثمانية سجون سورية يديرها جهاز مخابرات نظام الأسد، والتي كانت مواقع لانتهاكات حقوق الإنسان ضد السجناء السياسيين وغيرهم من المعتقلين، كما طالت العقوبات شخصيات في المعارضة السورية وكيان عسكري.
وقام مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بفرض عقوبات على خمسة مسؤولين أمنيين كبار من كيانات النظام التي تسيطر على مرافق الاحتجاز.
وشن نظام الأسد حربا قاسية على الشعب السوري، حيث سجن مئات الآلاف من السوريين المطالبين بالإصلاح والتغيير، وتعرض ما لا يقل عن 14000 منهم للتعذيب حتى الموت، وما زال أكثر من 130 ألف شخص في عداد المفقودين أو المعتقلين بشكل تعسفي حتى يومنا هذا.
وفرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عقوبات على جماعة "أحرار الشرقية" أحد الجماعات التابعة للجيش الوطني السوري المعارض في الشمال السوري، وعزت الوزارة تلك العقوبات بسبب ارتكاب الجماعة انتهاكات ضد المدنيين، كما فرضت عقوبات على اثنين من قادة الجماعة.
واتهمت الوزارة أحرار الشرقية بارتكاب العديد من الجرائم ضد المدنيين، لا سيما الأكراد السوريين، بما في ذلك القتل غير المشروع والاختطاف والتعذيب ومصادرة الممتلكات الخاصة، مشيرة إلى أن الجماعة ضمت أعضاء سابقين في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) إلى صفوفها.
وقالت أندريا جاكي، مديرة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، إن "تصنيفات اليوم تعزز المساءلة عن الانتهاكات المرتكبة ضد الشعب السوري، وتحرم الجهات المارقة من الوصول إلى النظام المالي الدولي".
وذكرت الوزارة، في بيان نشر على موقعها، أن هذا الإجراء يعزز أهداف قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا، والذي يسعى إلى تحميل نظام الأسد المسؤولية عن ارتكاب الفظائع ضد المعتقلين في سجونه.
وفيما يلي الجهات والشخصيات التي طالتها العقوبات:
سجن صيدنايا العسكري، حيث تدير المخابرات العسكرية السورية سجن صيدنايا العسكري، وله تاريخ موثق جيداً من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، منذ بداية الأزمة في سوريا، تم اعتقال ومقتل كل من المعارضين السلميين للنظام وكذلك العسكريين المشتبه في معارضتهم للنظام.
ويمكن لمبنيين في سجن صيدنايا العسكري وحده استيعاب ما يصل إلى 10000 إلى 20000 محتجز، حُرم العديد من السجناء من الطعام والماء لفترات طويلة وتعرضوا للضرب المبرح.
ورد أن الآلاف من المعارضين للنظام السوري قد أُعدموا خارج نطاق القضاء في عمليات شنق جماعية في السجن/ ودفنوا في مقابر جماعية.
وتقدر عدة تقارير صادرة عن منظمات غير حكومية أنه تم إعدام ما بين 5000 و 13000 شخص في سجن صيدنايا العسكري بين عامي 2011 و 2015، وتشير التقارير المهربة من المعتقلين في سجن صيدنايا العسكري منذ ذلك الحين/ إلى تسارع وتيرة عمليات القتل خارج نطاق القضاء في السجن.
سجون المخابرات، يقال إن السجون التي يديرها فرع المخابرات العسكرية السورية 215، والفرع 216، والفرع 227، والفرع 235، والفرع 248، والفرع 290 كانت مواقع لانتهاكات وانتهاكات عديدة لحقوق الإنسان ارتكبها نظام الأسد منذ بداية الصراع السوري.
وبحسب ما ورد أشرف رئيس المخابرات العسكرية السورية كفاح ملحم على مرافق الاحتجاز التي وقعت فيها انتهاكات لحقوق الإنسان، وارتبط وفيق ناصر، قائد فرع المخابرات العسكرية السورية 290، بالعديد من عمليات الخطف والقتل والاغتيالات، وتورط رئيس فرع المخابرات العسكرية السورية، آصف الدكر، في واحدة من أكبر مذابح الصراع السوري، حيث قُتل أو اختفى ما يقرب من 2000 مدني سوري وفلسطيني في مدرسة تدريب تابعة للمخابرات العسكرية السورية تحت سيطرته.
ولعب رئيس فرع المخابرات العسكرية السورية مالك علي حبيب دورا رئيسيا في الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها فرع تدمر التابع للمخابرات العسكرية السورية، بما في ذلك قتل معتقلين في ذلك الفرع.
المديرية العامة للمخابرات السورية فرع 251 وأحمد الديب، تم تحديد فرع دائرة المخابرات العامة 251، بقيادة أحمد الديب، من قبل لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، كمنشأة تسيطر عليها دائرة المخابرات العامة السورية، حيث حدثت حالات وفاة أثناء الاحتجاز والتعذيب، ويتمتع الديب بتاريخ طويل كمسؤول كبير في دائرة المخابرات العامة السورية، وقد تورط في تقارير عن الاعتقال التعسفي وتعذيب المعتقلين منذ عام 2011 على الأقل.
وفرضت عقوبات على أحمد إحسان فياض الهايس، المعروف باسم "أبو حاتم شقراء"، هو زعيم أحرار الشرقية، واتهمته الوزارة بالتواطؤ بشكل مباشر في العديد من انتهاكات حقوق الإنسان، وقاد الهايس سجن أحرار الشرقية خارج حلب، حيث تم إعدام مئات المعتقلين منذ عام 2018.
وأيضا طالت العقوبات رائد جاسم الهايس، المعروف باسم "أبو جعفر شقرا" وابن عم أحمد الهايس، وكان القائد العسكري لأحرار الشرقية منذ أواخر عام 2017.
بالتزامن مع هذا الإجراء، فرضت وزارة الخارجية الأمريكية عقوبات على سرايا العرين، وهي ميليشيا تابعة لجيش الأسد، انخرطت في القتال منذ بداية الصراع السوري
إيران إنسايدر - (ترجمة فتحية عبدلله)