قدم يوسي كوهين، الذي تقاعد كرئيس للموساد الإسرائيلي الأسبوع الماضي، تفاصيل محددة للغاية عن نشاط الموساد الأخير ضد إيران، ودوره في تطبيع إسرائيل مع الإمارات، ومهنته السرية في مقابلة وصفت بـ "الاستثنائية"، في التلفزيون الإسرائيلي، مساء الخميس، ونقلها موقع "تايمز أوف إسرائيل".
وألمح كوهين إلى أن وكالته فجرت منشأة للطرد المركزي الإيرانية تحت الأرض في نطنز، وقدم وصفا دقيقا لعملية 2018 التي سرق فيها الموساد الأرشيف النووي الإيراني من خزائن في مستودع بطهران,
وأكد كوهين أن تخطيط وتنفيذ سرقة الموساد لأرشيف ضخم من الوثائق النووية الإيرانية من مستودع في طهران ليلة 31 يناير/ كانون الثاني 2018، أدير من مركز الموساد في تل بيب بناء على تعليماته، وأن الوكالة بدأت العمل على تحقيقها، بناء على تعليماته، قبل عامين.
قال كوهين، "عرفنا إنهم يحتفظون بالأسرار النووية في مستودع، وعملنا على إفراغ محتوياته في عملية استغرقت 7 ساعات، لم يعرف عنها الإيرانيون إلا في صباح اليوم التالي، وعندها أغلقوا جميع نقاط الخروج من البلاد".
وأضاف "حيد الفريق أجهزة الإنذار وإزالة أبواب المستودع وفتح 32 خزانة تحتوي على المواد التي تقدر بـ 50 ألف مستند".
وأشار كوهين إلى أنه أخبر نتانياهو "بمجرد مغادرة موقع المستودع.. أن الجزء الأول من العملية اكتمل، وأن التحدي هو إعادة المواد إلى البلاد.
وأوضح أن جميع العناصر المكلفين بالعملية وهم ليس من الإسرائيليين، على قيد الحياة وبصحة جيدة، موضحا أن بعضهم بحاجة إلى إخراجهم من إيران.
وقال كوهين، إنهم فحصوا كل الوثائق الفارسية وغيرها من المواد الموجودة خلال وقت قياسي وأدركوا أنهم امتلكوا أدلة على برنامج إيران النووي العسكري، مؤكدا أن ذلك يثبت "كذب إيران" عندما زعمت أنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية.
وبشأن عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده الذي وصفته إسرائيل على أنه "الأب الروحي" لبرنامج الأسلحة، أكد كوهين أن الموساد كان يراقب هذا العالم منذ سنوات، لكنه لم يعترف بمسؤولية بلاده عن هذه العملية.
وأضاف "لقد أزعجنا علماء البرنامج النووي العسكري الإيراني، إنه كان هدفا (للاستخبارات) لسنوات عديدة".
كما وجه تحذيرا واضحا لعلماء آخرين في البرنامج النووي الإيراني بأنهم قد يصبحون أيضا أهدافا للاغتيال، حتى في الوقت الذي يحاول الدبلوماسيون في فيينا التفاوض على شروط لمحاولة إنقاذ اتفاق إيران النووي مع القوى العالمية.
في حين لم يؤكد كوهين صراحة مسؤوليته عن التخريب في منشأة نطنز خلال المقابلة، قائلا: "نقول بوضوح شديد (لإيران)، لن نسمح لكم بالحصول على أسلحة نووية".
في يوليو/ تموز 2020، هز انفجار غامض مجموعة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة في نطنز، وألقت إيران باللوم فيها على إسرائيل.
وبعد إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل والإمارات في صيف العام 2020، قال كوهين إن هذه العلاقات تطلبت "إزالة العقبة" التي فرضها اغتيال الموساد للقيادي في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، محمود المبحوح، في إحدى الغرب الفندقية بمدينة دبي عام 2010.
وتابع كوهين "لقد كان لغما احتجنا لنزع فتيله أثناء المفاوضات مع الإمارات".
وردا على سؤال حول ما إذا كان من المناسب أن يكون الموساد مهيمنا جدا في العلاقات الخارجية الإسرائيلية، أجاب كوهين "من وجهة نظري، يجب أن يكون (الموساد) في كل مكان".
إيران إنسايدر