"العنود شريان" لديها ذكريات جميلة عن طفولتها، نشأت في صنعاء، عاصمة اليمن، وعاشت مع والدتها وأختها الكبرى، حيث نعمت بحياة هادئة، لكن هذا تغير عندما بلغت الثانية عشرة من عمرها، وأجبرت على الزواج من رجل يكبرها بعشرين عاما.
وبعد سبع سنوات، تتلقى الآن العلاج في المستشفى، عقب هجوم مروع من زوجها تجاهها، وفقا لتقرير نشرته "هيئة الإذاعة اليابانية".
تقول العنود، إن والدتها تعاني من مرض خطير، واعتقدت أن تزويجها هو السبيل الوحيد لمنحها مستقبلا آمنا، ليس لديها ذكريات عن والدها، تقول العنود إنها في الوقت الذي أُجبرت على الزواج من عبد الله دجات، ابن عمها الثري الذي بالكاد تعرفه، كزوجة ثانية، لم يكن لديها أي فكرة عما يعنيه هذا المصطلح".
توفيت والدتها بعد فترة وجيزة، تاركة العنود مع زوجها، لكن لم يمر وقت طويل حتى أصبح عبد الله مسيئا، كان يجرها من ملابسها، ويقيدها بالسلاسل إلى عمود، ويضربها بعصا كل يوم تقريبا، أحيانا حتى تفقد وعيها، وعلى الرغم من أنها توسلت إليه أن يتوقف، إلا أنه لم يستجب.
تتذكر أنه سُمح لها بحضور حفل زفاف أحد أصدقائها، وكانت تكافح لإخفاء كل كدماتها، لم تكن تريد أن يعرف أي شخص ما كانت تمر به في المنزل.
تقول "اعتقدت أنه يمكن أن تحدث ضجة إذا رأى الناس الكدمات".
وبعد عامين من الزواج، هربت العنود إلى أختها التي رأت العلامات وأخذتها على الفور، لكن العنود كانت قلقة من أن هذا مجرد هروب مؤقت وعاشت في خوف دائم من أن يأتي زوجها يوما ما من أجلها.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حضر عبد الله إلى المنزل وحاول استعادتها بالقوة، وعندما قاومت، ألقى بسائل على وجهها، فشعرت العنود بألم شديد في جميع أنحاء جسدها وأغمي عليها.
تم نقلها إلى المستشفى ودخلت الجراحة مباشرة، ويشتبه الأطباء في أن السائل كان حمض الكبريتيك، ومنذ ذلك الحين، خضعت لعدة عمليات ترقيع للجلد، ولكن وجهها يعاني من ندوب شديدة، وهي تكافح لفتح عينها اليسرى.
وليست فقط الآثار الجسدية للهجوم هي ما تكافح العنود من أجل التغلب عليه، حيث يتولى الطبيب النفسي عبدالمحسن شليلي، رعاية العنود العقلية وهو قلق بشأن الصدمة المستمرة.
يقول "إنها خائفة من أن أي شخص تقابله قد يفعل شيئا مشابهًا لها.. تجد صعوبة في النوم وتبكي باستمرار".
تقول اليونيسف إن الزواج دون سن 18 هو انتهاك لحقوق الإنسان، لكن هذه الممارسة ليست غريبة في اليمن حيث يتم التخلي عن فتيات لا تتجاوز أعمارهن 10 سنوات، وغالباً ما يختار آباؤهن العريس.
لقد ازداد الوضع سوءا منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2015، والتي دفعت الأسر إلى المزيد من الفقر، ما ضاعف عدد الآباء، غير القادرين على تغطية نفقاتهم، فيعرضون بناتهم الصغار مقابل مهر العروس.
وتقدر اليونيسف، أن أكثر من 4 ملايين طفل تزوجوا قسرا في البلاد العام الماضي.
يقول اتحاد المرأة اليمنية، ومقره صنعاء، إنه يتلقى حوالي 60 مكالمة في الشهر، بخصوص الأزواج المسيئين، وتعود معظم هذه الحالات من زواج الأطفال.
وتطالب فوزية يون المشرفة على النقابة بضغط دولي لحمل اليمن على حظر هذه الممارسة، وتقول "نريد أن يساعد المجتمع الدولي اليمن على تغيير المجتمع، لضمان حماية حقوق المرأة".
ولا تزال العنود في المستشفى، غير متأكدة من موعد مغادرتها واستئناف حياتها، اعتقلت الشرطة عبد الله في فبراير/ شباط للاشتباه في محاولته القتل، لكنه رفض حتى الآن منحها الطلاق.
تقول العنود "ما حدث لي هو ما مرت به نساء أخريات". "نحن لسنا عبيدا. بغض النظر عن صغر سننا ، لدينا جميعا أفكارنا الخاصة. أريد أن يفهم الناس في جميع أنحاء العالم معاناة النساء مثلنا".
إيران إنسايدر - (ترجمة فتحية عبدالله)