هل يقترب المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي من الموت؟ ناقش محللو المخابرات الأمريكية والإسرائيلية حالة صحة الزعيم الإيراني السياسي والروحي منذ أن نشر خامنئي تغريدته، الأربعاء الفائت، يطلب فيها من أنصاره الصلاة من أجله.
وقال خامنئي في تغريدته "أطلب منكم جميعا أيها الأعزاء الصلاة من أجلي".
وأثارت التغريدة، وفقا لتحليل نشرته شبكة "فوكس نيوز" تكهنات حول ما تعنيه لجهود إدارة بايدن لإحياء وتعزيز الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وهو اتفاق الحد من التسلح مع إيران الذي تخلى عنه دونالد ترامب من جانب واحد قبل ثلاث سنوات بالضبط.
وتتزامن التكهنات أيضا مع افتتاح جولة رابعة من المحادثات في فيينا، يوم السبت بشأن جهود بايدن للعودة إلى هذا الاتفاق.
وقالت مصادر إن الجانبين كانا على وشك التوصل إلى اتفاق ومتفائلين بإمكانية التغلب على الخلافات المتبقية بشأن المطالب الإيرانية بإلغاء العقوبات على الفور، وإمكانية التغلب على الإجراءات الإيرانية الأخيرة لتسريع برنامجها النووي بما يتجاوز الحدود التي يسمح بها الاتفاق.
وأكدت مصادر إسرائيلية في تقرير لمجلة فورين بوليسي لجون هانا، مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس السابق ديك تشيني، أن كبار المسؤولين الإسرائيليين أصبحوا مقتنعين الآن بعد اجتماعات في واشنطن بأن إدارة بايدن مستعدة لتقديم ما تريده لإيران لاستعادة السلاح النووي.
وأفاد هانا بأن وفدا رفيعا من المسؤولين الإسرائيليين الذين التقوا بنظرائهم في البيت الأبيض (وكذلك الرئيس بايدن)، خلصوا بعد محادثاتهم الخاصة إلى أن بايدن سيعطي إيران مليارات الدولارات لتخفيف العقوبات دون إصلاح عيوب الاتفاق النووي أول، والتي تشمل، من وجهة نظرهم، السماح لإيران بالمضي قدما في برنامج أجهزة طرد مركزي متقدم في عام 2023، ودون تعزيز التحقق من امتثال إيران للصفقة.
وعلى الرغم من أن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، والعقوبات الموسعة، وسياسة "الضغط الأقصى" على طهران، فشلت في وقف القمع الإيراني في الداخل أو العدوان في الخارج، فقد خلص الإسرائيليون إلى أن العودة إلى الاتفاق النووي دون تعزيزه قد تكون مناسبة، لبدء العد التنازلي لحرب جديدة في الشرق الأوسط.
وأشار هانا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين كبار آخرين، حذروا واشنطن مرارا وتكرارا من أن إسرائيل لن تسمح لإيران ببناء قنبلة ذرية، التي يعتقدون أنها تشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل وأمنها.
ومع ذلك، فإن مسؤولاً بارزا في إدارة بايدن كان قد أطلع الصحفيين على وضع محادثات فيينا، يوم الخميس، استخدم نبرة أكثر حذراً بشأن آفاق الاتفاق، وقلل من احتمال أن يكون الاتفاق وشيكا، قائلاً إن النتيجة تعتمد على طهران.
وقال "هل من الممكن أن نرى عودة متبادلة إلى الامتثال في الأسابيع القليلة المقبلة، أو تفاهم لعودة متبادلة إلى الامتثال؟ هذا ممكن، نعم، هل هو مرجح؟ الوقت وحده هو الذي سيخبرنا".
وهذا الكلام يعيد إلى أهمية تغريدة خامنئي، وقال باتريك كلاوسون مدير الأبحاث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إنه من الصعب معرفة ما إذا كان المرشد الأعلى لإيران سيوافق سيوافق على الاتفاق النهائي في فيينا أم لا".
وأضاف "يمكن لخامنئي دائما أن يسحب القابس"، مضيفا أن "المرشد الأعلى فعل ذلك من قبل في اتفاق سابق تم التفاوض بشأنه، لكن تم التخلي عنه في عام 2009" وتابع "المرشد الأعلى هو الذي يهم، وليس المفاوضين".
وعلى الرغم من كل الوقت والمال الذي يتم إنفاقه على الجهود المبذولة لمعرفة ما يفكر فيه خامنئي وحتى حالته الصحية، لا تعرف واشنطن سوى القليل جدًا على وجه اليقين بشأن مثل هذه الأمور الإيرانية الداخلية الحيوية.
وقال عمير كرمي، وهو باحث في معهد واشنطن، إن "الشائعات التي تفيد بأن خامنئي مريض بشدة تنتشر منذ سنوات"، في السياق، يرى كرمي أن التغريدة دينية أكثر منها سياسية، من حيث أن نداء "ادعوا لي" صدر في ليلة القدر في ذروة شهر رمضان، ويعتقد الإيرانيون والمسلمون الشيعة أن ليلة القدر هي عندما يقرر الله مصير الرجل لهذا العام، وبالتالي، يستجيب تعالى بشكل خاص لصلاة الفرد.
وما أثار التكهنات حول صحة خامنئي، أن التغريدة الأولى لم تكن تحمل أي إشارات لـ"ليلة القدر"، ولكن بعد ساعات تم حذف التغريدة الأولى وإضافة تغريدات تحمل هاشتاغ ليلة القدر، وهو ما اعتبره كرمي نوعا من خطأ القائمين على إدارة حسابات شبكات التواصل الاجتماعي للمرشد الأعلى لإيران، معتقداً أن بعضهم سيطرد من عمله.
إيران إنسايدر – (هشام حسين)