هددت فصائل عراقية مسلحة بتوجيه ضربات مركزة وموجعة للقوات الأمريكية في البلاد، ما لم تعلن بغداد وواشنطن عن موعد واضح وصريح لانسحاب القوات الأمريكية من العراق برا وجوا، وبصورة كاملة.
ونشرت ما تسمى بـ"الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية" التي تضم فصائل مسلحة، وعلى رأسها كتائب "حزب الله" العراقي وعصائب "أهل الحق" وكتائب "سيد الشهداء"، وحركة "النجباء"، وجميع تلك الميليشيات مدعومة إيرانيا بيانا، استعرضت من خلاله مطالبها.
وتزامن صدور البيان مع انعقاد الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، حيث تجرى الجولة عبر تقنية فيديو "كونفرنس"، اليوم الأربعاء، لمناقشة قضايا تهم البلدين.
وأكدت "الهيئة التنسيقية"، أن البيان الذي سيصدر في الجولة الحالية من الحوار، سيكون مهلهلا، سالب المخرجات، ولا يحتوي أي إشارة إلى قرار مجلس النواب بخروج القوات الأميركية من العراق، مطالبة "لآخر مرة" بتشكيل لجنة الحوار من "الشخصيات المشهود لها بالكفاءة والنزاهة الوطنية، وأن يتم اختيارهم بالتشاور مع الأطراف السياسية والوطنية".
كما طالبت بألا تضم اللجنة المشكلة بين أعضائها حاملين للجنسية الأمريكية أو البريطانية، وأن تشكل لجنة موازية من الشخصيات العلمية والأكاديمية والسياسية، ووظيفتها وضع خارطة طريق للجنة الحوار، ومتابعة عملها، وأن يكون على رأس خارطة الطريق تنفيذ قرار الشعب، ومجلس النواب العراقي بإخراج القوات الأمريكية من البلاد، والقوات الأجنبية جميعها، وحماية الأجواء العراقية ومنع أي طيران أجنبي من انتهاكها.
وشددت الهيئة على أنه إن لم تتحقق تلك الشروط، ولم تضمن في بيان اللجنة الحالية، فلا قيمة لما سيلي ذلك من اتفاقات أو حوار في بلد منتهكة السيادة.
واختتمت الهيئة بيانها، بالقول إن "الفصائل العراقية لديها القدرة العالية والجهوزية التامة، لفتح جبهات واسعة على القوات الأمريكية في العراق وتوجيه ضربات مركزة وموجعة".
وأضافت "بعد أن ألغيت الهدنة التي أعطتها الفصائل العراقية، بناء على طلب بعض الأطراف، مع الاحتفاظ بنمط معين من قواعد الاشتباك مع القوات الأمريكية، فإن الفصائل ستجد نفسها ملزمة بناء على ما يتمخض من مقدمة الحوار، واللقاء المزمع عقده مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن ترد بقوة وصلابة وتوجه ضربات قوية ودقيقة، في حال لم يكن هناك إعلان صريح وواضح عن موعد الانسحاب الأمريكي من العراق، براً وجواً وبصورة كاملة".
وتعتبر هذه الجولة من المباحثات بين واشنطن وبغداد، الأولى من نوعها في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة.
وفي وقت سابق اليوم، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في تغريدة عبر تويتر "الحوار الاستراتيجي مع واشنطن في المرحلةِ الثالثة منه، يحظى باهتمام الحكومة العراقيّة".
وأشار إلى أن بلاده تتطلع إلى تعزيز العلاقات ذات الاهتمام المشترك وعلى كافة الصُعُد بين العراق والولايات المتحدة الأمريكيّة.
وكان البرلمان العراقي، صوت في 5 يناير/كانون الثاني 2020 على قرار يتضمن إخراج القوات الأجنبية من البلاد، وذلك عقب يومين من اغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي السابق أبو مهدي المهندس وآخرين، في ضربة جوية أمريكية، قرب مطار بغداد الدولي.
وبقدر عدد الجنود الأمريكيين في العراق بـ 2500 جندي ضمن قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش.
إيران إنسايدر – (إسراء الحسن)