لامس سعر صرف الدولار 15 ألف ليرة لبنانية للمرة الأولى في السوق السوداء، وسط ترجيحات بانهيار متسارع خلال الأيام المقبلة.
ويأتي هذا الانهيار بعد أشهر من حالة الاستعصاء السياسي لتشكيل حكومة جديدة برئاسة سعد الحريري، خلفا لحكومة حسان دياب التي استقالت عقب تفجير مرفأ بيروت في آب/أغسطس العام الماضي.
ويحذر خبراء اقتصاديون من أن الدولار قد يصل في العام الجاري ما بين 25 ألف و50 ألف ليرة لبنانية.
يقول أسامة، وهو صاحب محل تجاري لبيع المواد الغذائية، إن "المواطن اللبناني في جهنم حقيقية، أصبح مذلولا ومتروكا لمصيره، هو في وادٍ والمسؤولون في وادٍ آخر وكأنهم لا يعيشون في البلد نفسه. آخر همهم إن كان سيستطيع هذا المواطن المعتر تأمين الحليب أو الزيت أو الخبز أو الدواء لأسرته بل همهم "الثلث المعطل" والمناكفات والحصول على المكاسب ولو على جثث اللبنانيين".
وأضاف أنه "لا حل في المدى المنظور، مشهد أسود ينتظر اللبنانيين الذين لم يبقَ أمامهم سوى انتظار اعجوبة تنقذهم وتنقذ بلدهم من تعنت وغطرسة ولا مبالاة مسؤوليه الذين أوصلوهم إلى الهاوية".
ويعتبر سعر الصرف 15 ألف ليرة أمام الدولار الواحد، عشرة أضعاف السعر الرسمي البالغ 1500 ليرة.
ويعاني لبنان من أزمة مالية ومصرفية حادة، وتعثر تشكيل حكومة بديلة للحكومة دياب المدعومة من حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر.
الرئيس التنفيذي لشركة axis كابيتال المالية وليد أبو سليمان، أوضح أن الاجتماع المالي والاقتصادي الأخير في بعبدا أسفر عنه قرارات ز"خاطئة"، حيث كان لا بد من إنشاء منصة مركزية شفافة للتداول عبر الجهاز الرقابي المتثمل بمصرف لبنان، للإطاحة بالتلاعب بسعر الصرف والمضاربة.
انهيار الليرة اللبنانية دفع المئات للتظاهر في مدن عدة منذ يوم الثلاثاء الماضي، مطالبين بمحاسبة الفاسدين، كما دفع بأصحاب المؤسسات التجارية إلى الإقفال بانتظار إصدار لوائح جديدة بالأسعار، والمواطنين للتهافت على شراء المواد الغذائية وتخزينها، بعد أن وصل سعر كيس الرز الأميركي 5 كيلو وصل إلى 166 ألف ليرة، وكيلو الصنوبر أصبح بـ 940 ألف.
وانطلقت احتجاجات شعبية في مدن لبنانية عدة، الثلاثاء الماضي، بعد بلوغ سعر صرف الدولار عتبة الـ10 آلاف ليرة لبنانية، وشملت كافة المناطق اللبنانية.
وجرى تكليف سعد الحريري برئاسة الوزراء في أكتوبر/ تشرين الأول، لكنه لم ينجح بعد في تشكيل حكومة جديدة بسبب أزمة سياسية مع الرئيس ميشال عون.
وكان هدد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب، السبت الماضي، بالامتناع عن تأدية مهام منصبه، للضغط على السياسيين للإسراع في تشكيل حكومة جديدة.
إيران انسايدر – (ريتا مارالله)