قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إن إعادة انتشار القوات الإماراتية في اليمن جاء بالتوافق مع السعودية، مشددا أن الإمارات والسعودية تغلبان العمل السياسي على المواجهة في الملف الإيراني.
وأضاف قرقاش "اتفقنا مع السعودية على استراتيجية المرحلة المقبلة في اليمن"، مشيرا إلى أن الموقف الإماراتي ثابت والتنسيق مع السعودية في أفضل حالاته، مشددا على أن الشراكة السعودية الإماراتية صلبة وباقية وممتدة.
وفيما يخص إيران، قال قرقاش إن موقف البلدين مشترك أيضا في الملف الإيراني، مشيرا إلى أن الإمارات والسعودية تغلبان العمل السياسي على المواجهة في الملف الإيراني.
وجاءت تصريحات قرقاش بعد زيارة قائد خفر السواحل الإماراتي العميد محمد علي مصلح الأحبابي، لطهران ولقائه مع قائد قوات حرس الحدود الإيراني العميد قاسم رضائي، يوم الثلاثاء، لبحث سبل توسيع العلاقات الدبلوماسية بين بلديهما وتأمين الخليج، في خضم تصاعد التوتر في المنطقة واحتجاز إيران لناقلة نفط بريطانية وتعزيز لندن لقواتها في الخليج العربي.
وأصدر الطرفان بيانا بعد اللقاء، نشرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، مع إبراز صورة لهما وهما يتصافحان.
رسائل إيرانية
ونقلت وكالة "إرنا"، عن قائد حرس الحدود الإيراني ترحيبه بالوفد الإماراتي الزائر، وقال إن "الجيرة في الإسلام تعني التعاون والتراحم"، فيما أضاف أنه سبق للجمهورية الإسلامية أن أقامت علاقات تاريخية عريقة وفي مختلف الأصعدة والمجالات مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذه العلاقات اليوم متواصلة بين المستثمرين والصيادين ورجال الأعمال.
وشرح رضائي، حسب "إرنا"، الظروف السائدة حاليا على المناطق الحدودية الإيرانية التي تبلغ مساحتها 8 آلاف و755 كم، حيث قال إن إيران تواجه في المناطق الحدودية الشرقية الجماعات الإرهابية وعمليات ترانزيت المخدرات.
وأضاف "تشكل ظاهرة التهريب معضلة كبيرة للقوات الحدودية في البلدين، ومن شأن هذا اللقاء أن يمثل انطلاقة لبلوغ مستوى أمني جيد في هذا الخصوص".
ونوه المسؤول الإيراني إلى العلاقات الحدودية "الجيدة" بين إيران ودول الجوار، وقال إن "موضوع حماية الحدود يحظى بأهمية خاصية ويشكل جسرا بين الجانبين، والنهوض بمستوى العلاقات الثنائية، يسهم في توفير الأمن المستدام لشعبي البلدين".
وأكد رضائي على تنمية التعامل الحدودي بين إيران والإمارات بهدف تيسير الظروف لرجال الأعمال والصيادين والسياح، و"انتفاع الشعبين من هذه العلاقات الجيدة".
وشدد القائد الأمني الإيراني على أن منطقة الخليج الاستراتيجية وبحر عمان يعودان إلى شعوبهما، مردفا "ينبغي لنا ألا نسمح لسائر الدول بأن تمس بأمننا الإقليمي".
وأكد رضائي على أهمية الاتصالات الهاتفية والميدانية، وقال "نستطيع من خلال النهوض بمستوى التعاون الثنائي أن نقيم ملتقيين سنويا في طهران وأبو ظبي، فضلا عن لقاءات ميدانية في المناطق الحدودية، بين قادة البلدين لاحتواء المشاكل الحدودية والعمل على حلها".
تحولات إماراتية
من جانبه، أعرب قائد قوات خفر السواحل الإماراتي، حسب "إرنا"، عن ترحيبه بتنمية العلاقات الحدودية بين البلدين، قائلا "إيران رائدة في مكافحة تهريب المخدرات، ونحن بوصفنا خفر السواحل الإماراتي، نثمن إجراءات الجمهورية الإسلامية في هذا الخصوص".
وأكد القائد الأمني الإماراتي خلال اللقاء على ضرورة الرقي بمستوى العلاقات الحدودية، ومواصلة الإجراءات المشتركة والتنسيق المستدام بهدف تأمين التجارة وسلامة الملاحة البحرية.
وشدد العميد الأحبابي على أن تدخل بعض الدول في الخطوط الملاحية الأولى يثير المشاكل في المنطقة، بما يستدعي من خلال تحسين العلاقات إرساء الأمن في الخليج وبحر عمان.
اجتماع خفر السواحل
ووصل وفد من خفر السواحل الإماراتي، صباح يوم الثلاثاء، إلى طهران لبحث التعاون الحدودي بين البلدين.
وتأتي زيارة الوفد الإماراتي في إطار المشاركة في الاجتماع السادس المشترك لخفر السواحل الإيراني والإماراتي.
وسيبحث الاجتماع كذلك تنقل الأجانب بين البلدين والدخول غير الشرعي عبر الحدود البحرية، إضافة إلى تسريع وتسهيل تبادل المعلومات الأمنية بين الجانبين.
وكان آخر اجتماع مشترك لخفر السواحل الإماراتي الإيراني عقد عام 2013.
توتر بالخليج
وتأتي زيارة الوفد الإماراتي المكون من 7 أفراد من خفر السواحل، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، بالإضافة إلى سعي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تشكيل تحالفات بحرية عسكرية لمواجهة إيران.
وتشهد العلاقات الإماراتية-الإيرانية توترا مستمرا بسبب الجزر الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، المتنازع عليها بين أبو ظبي وطهران، والتي تقول الأولى إنها محتلة من قبل الثانية.
وتفاقم التوتر بين البلدين على خلفية الصراع المحتدم في اليمن منذ نحو خمسة أعوام بين القوات الحكومية الشرعية من التحالف العربي، وبين ميليشيا الحوثيين المدعومة من طهران.
كما زاد التوتر على خلفية اتهام إيران باستهداف أو تحريض جماعات أخرى لاستهداف ناقلات نفطية في الخليج العربي، وهو ما نفته طهران.
وفي أيار الماضي، أعلنت الإمارات تعرض أربع سفن شحن تجارية لعمليات تخريبية قبالة ميناء الفجيرة، ونفت إيران اتهامات أميركية بمسؤوليتها عن هذا الهجوم.
المصدر: إيران إنسايدر