قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إن إفراج السلطات الإيرانية عن آخر أربعة فرنسيين متهمين بالتجسس "يصب في مصلحة البلدين"، مضيفا أنه أحرز تقدمًا في هذا الملف مع الدبلوماسية الفرنسية، وذلك بعد أسبوع من إطلاق سراح مواطنين فرنسيين كانا محتجزين في إيران.
وفي مقابلة خصّ بها صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، أبدى "عبد اللهيان" بعض التفاؤل، قائلاً: "هناك اتصالات عبر الهاتف مستمرة بيني وبين نظيرتي السيدة كاترين كولونا. في الآونة الأخيرة أجرينا في بكين نحو ساعتين من المفاوضات. تحدثنا عن كل سوء الفهم بيننا".
وأشار "عبد اللهيان"، إلى وجود اتفاقات بين الجانبين، نتج عنها إطلاق سراح الرعايا الفرنسيين قبل أيام.
وأضاف بالقول: "نحن نتفق مع السيدة كولونا على بذل الجهود من أجل إطلاق سراح الرعايا الفرنسيين الذين أدينوا بالفعل وسجنوا في إيران، لكن محاكمة هذه القضية تقع على عاتق القضاء في بلادنا.. السيدة كولونا والسلطات الفرنسية الأخرى قد اتخذت بالفعل خطوات إيجابية، والنتيجة في مصلحة البلدين".
وأفرجت طهران عن بنجامين بريير والأيرلندي الفرنسي برنارد فيلان، يوم الجمعة 12 مايو الجاري لأسباب إنسانية، بينما تدهورت حالتهما الصحية في الأشهر الأخيرة.
بنيامين بريير (37 عامًا)، اعتقل في مايو 2020 بتهمة التجسس أثناء قيامه بجولة في إيران، واتهم على وجه الخصوص بالتقاط صور بالقرب من موقع عسكري من طائرة تجارية بدون طيار. فيما تم القبض على برنارد فيلان (64 عامًا)، في أكتوبر الماضي، بتهمة انتهاك الأمن القومي. لطالما أكد الرجلان، اللذان ما يزالان في المستشفى منذ عودتهما إلى فرنسا، براءتهما.
وقال "عبد اللهيان": "خلال (أعمال الشغب)، اندلعت حرب نفسية وإعلامية واسعة النطاق ضد الشعب الإيراني. كان السيد ماكرون مخطئًا في تقديم رؤية معينة لإيران في ذلك الوقت، لكنه سرعان ما أدرك أنه لن يحدث شيء في إيران". ورحب "عبد اللهيان" بنهج "ماكرون" (الواقعي).
وأضاف وزير الخارجية الإيراني، "السيد ماكرون بدأ بشكل جيد مع الحكومة القائمة حاليًا في إيران. أجرى اتصالات جيدة وبناءة مع السيد رئيسي. حتى إن السيد ماكرون طلب من نظيره الإيراني التدخل لإقرار وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا".
وردا على سؤال حول ما إذا كان يمكن للمرء أن يشعر بالتفاؤل بشأن الإفراج المبكر عن المعتقلين الأربعة الفرنسيين الذين ما زالوا محتجزين، بعد الإفراج الأسبوع الماضي، قال "عبد اللهيان" إن إيران وفرنسا "تواصلان اتصالاتهما للتخلص من سوء التفاهم بين البلدين".