تجتاح إيران موجة غضب عارمة ردا على تداول مقطع فيديو يظهر اعتداء عناصر الأمن الإيراني بالضرب على والدة إحدى التلميذات الضحايا في ظاهرة التسمم بالعاصمة طهران.
وقال ناشطون، إن المعتدين على هذه المرأة عناصر من الباسيج.
فيما زعمت الشرطة الإيرانية، أمس الخميس، اعتقال الأشخاص المتورطين في هذه الواقعة. وأصدر مكتب المتحدث باسم الشرطة الإيرانية، بيانا أعلن فيه أن "الأشخاص الذين ارتكبوا أمس سلوكا غير لائق وعنيفا مع امرأة أمام إحدى المدارس، تم تحديد هوياتهم خلال إجراءات استخباراتية من قبل رجال الشرطة، وألقي القبض عليهم".
إلى هذا، شهدت مدرسة 13 للبنات بمنطقة تهرانسر، يوم الأربعاء، ظاهرة تسمم تعرضت لها الطالبات بهذه المدرسة تم على إثرها نقل العديد منهن إلى المراكز الطبية.
"الموت للديكتاتور"
عقب الحادث، رفعت التلميذات خلال الخروج من المدرسة شعار "الموت للديكتاتور" و"المرأة والحياة والحرية"، بينما تجمع عدد من أسر الطالبات أمام المدرسة، مطالبين بمتابعة القضية.
وأظهر مقطع الفيديو المنتشر من هذا التجمع أمام المدرسة، أن عناصر أمن بزي مدني اعتدوا بالضرب على والدة إحدى التلميذات بغية اعتقالها. كما يظهر المقطع أن أحد الضباط يحاول غلق فمها، وآخر يجرها من شعرها بعنف.
عنصر من الباسيج
وسرعان ما أبدى نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي في إيران، ردود فعل واسعة على الحادثة، وحددوا المهاجم، وقالوا إنه أحد "عناصر الباسيج" بطهران.
وأفادت تقارير محلية، أن عناصر الأمن هذه انتشرت حول المدارس التي شهدت "هجمات تسمم" بعد تجمع الأسر هناك للاحتجاج على تسمم بناتهن، وقد شهدت بعض التجمعات شعارات مناهضة للنظام الإيراني.
تسميم الفتيات
يذكر أنه منذ 30 نوفمبر الماضي، وردت تقارير يومية من إيران أفادت بتعرض بعض المدارس في البلاد لهجمات بـ"الغازات الكيماوية"، ما أدى إلى تدهور صحة المئات من التلميذات في المدارس، وأثار مخاوف واسعة بين المواطنين.
ومع استمرار حالات التسمم المتسلسلة في المدارس الإيرانية، تصاعدت ردود الفعل العالمية على هذا "الاغتيال البيولوجي"، وأعربت أستراليا، إلى جانب أميركا، عن قلقهما بشأن تسمم الفتيات التلميذات في المدارس.
كما حذرت "اليونيسيف" من تداعيات هذا الحادث على نسبة تعليم الطلاب وخاصة البنات.