الجبير: سياسة التهدئة لن تنجح مع إيران واتفاق قريب جنوب اليمن

قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، يوم الخميس، إن سياسة التهدئة مع إيران لن تنجح، مشيرا إلى أن سياسة الضغوط القصوى لا تزال السبيل الوحيد لدفعها إلى طاولة المفاوضات. 

وأضاف الجبير، في حديث لصحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية، أنه "على الإيرانيين أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون الاستمرار في تحمل العقوبات أم العودة والتفاوض بشأن الاتفاق النووي، على الرغم من أنهم يشترطون رفع العقوبات الأميركية قبل أي تفاوض".

وقال وزير الدولة السعودي "على إيران أن تدفع ثمن تصرفها العدائي، لا يمكن بأي حال أن تطلق دولة صواريخ باليستية على بلدان أخرى ولا تتوقع أي عواقب".

وأكد أن المملكة لا تسعى إلى تغيير النظام في إيران، وقال "نريد تغييرا في السلوك الإيراني"، متسائلا "لماذا كل هذا العداء تجاه المملكة؟".

وأضاف "المسألة مع إيران أننا لا نعلم هل نتعامل مع ثورة أم دولة كباقي الدول؟"، مضيفا أن التهدئة أو المهادنة لا تنفع مع طهران.

اتفاق قريب باليمن

وفي الشأن اليمني، اعتبر عادل الجبير، أن "الاتفاق بين الحكومة اليمنية والانفصاليين بات قريبا".

وأضاف، أن الاتفاق بين الحكومة اليمنية والانفصاليين لإنهاء صراع على السلطة في ميناء عدن الجنوبي وشيك.

وكان مصدر محلي في محافظة عدن أفاد بوصول تعزيزات عسكرية سعودية، منتصف ليلة الأربعاء إلى العاصمة المؤقتة لليمن عدن (جنوب اليمن).

وأبلغ مصدر في السلطة المحلية بمحافظة عدن أن عشرات من الجنود السعوديين وصلوا على متن طائرة نقل عسكرية إلى مطار عدن الدولي.

وأضاف أنه من المقرر وصول تعزيزات سعودية إضافية إلى عدن للانتشار بدلا عن القوات الإماراتية التي انسحبت من هناك.

وأشار إلى أن القوات السعودية ستتخذ من معسكر التحالف العربي في مديرية البريقة غرب عدن، وقاعدة العند الجوية في محافظة لحج (60 كم شمال عدن) مقرين لها.

مفاوضات برعاية سعودية

وبعد قرابة شهر من المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، برعاية المملكة العربية السعودية في مدينة جدة، كشفت مصادر أنه سيتم الإعلان عن مسودة الاتفاق النهائي.

وقالت المصادر، إن مسودة الاتفاق النهائي، استوعبت جميع الجوانب الخلافية بين الشرعية والانتقالي سواء الصعيد السياسي أو الأمني وحتى الإداري، مع وجود ضمانات للتنفيذ تشرف عليها لجنة مشتركة تقودها السعودية.

وأضافت أن البنود شملت تشكيل حكومة جديدة، ولجنة خاصة مناصفة بعضوية الانتقالي والتحالف لمراقبة أداء الحكومة والإشراف عليها، وإيقاف جميع الملحقين في السفارات، وإعادة هيكلة الوظائف الدبلوماسية والوكلاء في الوزارات الحكومية، وأن تودع إيرادات الدولة في البنك المركزي بعدن.

ضربة للحوثيين

وأشاد رئيس الحكومة اليمنية الشرعية، معين عبدالملك، بما وصفها بـ"الجهود السعودية المخلصة" للحفاظ على وحدة الجبهة الداخلية اليمنية بهدف استمرار المواجهة والقضاء على المشروع الإيراني في اليمن، عبر وكلائها من ميليشيا الحوثي الانقلابية، وإفشال أجنداته التدميرية والتخريبية التي تمس أمن واستقرار دول الجوار والمنطقة والعالم برمته، ويهدد سلامة الملاحة الدولية.

وأعرب رئيس الحكومة اليمنية، عن ثقته بأن يسهم اتفاق جدة عقب التوقيع عليه في تسريع إنهاء الانقلاب الحوثي وإجهاض المشروع الإيراني في اليمن، والدخول في مرحلة جديدة من البناء والتنمية لتخفيف معاناة الشعب اليمني على امتداد الوطن.

ولفت إلى استمرار ميليشيا الحوثي الانقلابية، وبإيعاز من داعميها في طهران، في رفض كل خيارات السلام والتمادي في الانتهاكات الوحشية ضد المدنيين، واستهداف دول الجوار وتهديد الملاحة الدولية.

وأكد أن ذلك يتطلب بالمقابل موقف حازم من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بدعم الحكومة وتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، لاستكمال إنهاء الانقلاب في حالة استمرار عدم الرضوخ للسلام وتطبيق القرارات الملزمة والانصياع للإرادة المحلية والدولية ووضع حد لهذه الحرب العبثية التي أشعلتها نيابة عن إيران.

ويرى مراقبون أن الاتفاق سيشكل ضربة لميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، كون أنها ستوحد الجهود العسكرية لمواجهة الحوثي، بعد نزع فتيل الأزمة وبناء الثقة بين الشرعية والمجلس الانتقالي.

وقالت مصادر إن الاتفاق سيمنح المجلس الانتقالي الجنوبي، مناصب في مجلس الوزراء، ويضع قواته تحت إمرة الحكومة الشرعية.

وأوضحت المصادر أن قضية هيكلة الجيش اليمني ودمج كافة الألوية والنخب العسكرية والحزام الأمني تحت إدارة وزارة الدفاع جرى الاتفاق عليه، إضافة إلى إشراك المجلس الانتقالي في المجالس المحلية والرقابة عليها، وأن تورد كافة المحافظات اليمنية إيراداتها إلى البنك المركزي في عدن.

والثلاثاء الماضي، أعلنت وسائل إعلام، أن القوات السعودية تولت السيطرة على مدينة عدن، ومطارها، بعدما تسلمتها من الإمارات.

جهود سعودية

ورعت المملكة العربية السعودية جهودا لإبرام اتفاق الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي لإنهاء المواجهات بعد انقلاب الأخير على الحكومة وسيطرته على العاصمة المؤقتة عدن في آب/أغسطس.

وتستضيف السعودية محادثات غير المباشرة منذ شهر بين حكومة منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي.

ووصف نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك، حوار جدة، بأنه "الأمل لتوحيد الجهود للقضاء على المشروع الإيراني في المنطقة.

وأكد بن بريك، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، أن الثقة بالتحالف العربي بقيادة السعودية لا حدود لها، وقال "سننتصر بإذن الله رغما عن كل المؤامرات والدسائس التي تريد إفشال التحالف وإنجاح المشروع الإيراني".

واعتبر "حوار جدة الأمل لتوحيد الجهود للقضاء على ما تبقى من مشروع إيران في منطقتنا، والمجلس الانتقالي لم يحد أبدا عن هذا الهدف ولن يحيد عنه".

وتتوقع مصادر أن يتم التوصل إلى حلول سياسية، يتم من خلالها التوافق على إنهاء الصراع، وفق خطة متكاملة، برعاية من تحالف دعم الشرعية، وبما يضمن عودة النشاط الحكومي، وخفض التصعيد بين "الشرعية" و"الانتقالي".

جهود استثنائية

بدوره، أثنى وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، على الجهود الاستثنائية التي تبذلها السعودية لإسناد اليمن في معركة استعادة الدولة وإسقاط انقلاب ‎الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران.

ونوه بدور المملكة في رعاية حوار جدة لإنهاء تمرد المجلس الانتقالي في عدن، والذي اعتبره "تأكيدا إضافيا وبرهانا عمليا على الدور البناء الذي تلعبه المملكة لدعم أمن واستقرار ووحدة اليمن وسلامة أراضيه".

وعبّر وزير الإعلام اليمني، عن اعتزاز اليمنيين قيادة وحكومة وشعبا للمواقف السعودية الداعمة لبلادهم، وقال إنها" ستظل علامة فارقة في العلاقة بين البلدين وستدون في أنصع صفحات التاريخ".

وأكد أن اليمنيين سيتذكرون بإجلال وعرفان تلك المواقف الأخوية النبيلة ولن ينسوا من ناصرهم وساندهم في محنتهم التي خلفها الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، بحسب تعبيره.

وتسيطر القوات الحكومية المدعومة من السعودية في كل من شبوة وأبين على مناطق عتق والصعيد وحبان وعزان والنقبة والعرم والمحفد وأحور ومودية والعرقوب وشقرة وقرن الكلاسي، في الوقت الذي تسيطر فيه قوات "الانتقالي" على عدن وزنجبار وجعار ولحج والضالع.

ومع التوصل لهذا الاتفاق، تمكنت السعودية من الانتصار للشرعية وتوحيد الجهود لمواصلة الجيش اليمني قتال ميليشيا الحوثي التي تقود انقلابا ضد الشرعية منذ عام 2014.

عهد المحمودي – إيران إنسايدر

اليمن