الرياض تبحث خيارات الرد على هجمات أرامكو وظريف مستعد لزيارة السعودية

قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، يوم الاثنين، إن الرياض لديها أدلة دامغة على وقوف إيران خلف الهجمات التي استهدفت منشآت أرامكو الشهر الماضي، مشيرا إلى أن بلاده تدرس خيارات الرد على الهجوم. 

وأضاف الجبير، "نحن مقتنعون، وهناك أدلة دامغة على أن تلك الصواريخ كانت من صنع إيراني، ونحن مقتنعون بأن هذه الصواريخ أتت من الشمال وليس من الجنوب، ولو جاءت من الجنوب لما كان بوسعها الوصول إلى بقيق".

وقال الوزير السعودي "أعتقد أن الموقف الذي اتخذته الدول الأوروبية علنا في سبتمبر، وإلقاءها اللوم والمسؤولية عن مهاجمة منشآت "أرامكو" في بقيق وخريص على إيران، كان موقفا قويا".

وأوضح أن الرياض طلبت من الأمم المتحدة تقديم خبراء للمساعدة في التحقيق، وانضمت أيضا عدة دول أخرى إلى التحقيق. وقال "نريد أن نحدد دون أدنى شك مصدر هذه الصواريخ".

وأشار إلى أن السعودية تدرس الخيارات للرد على هذا الهجوم، وأن "كل الخيارات على الطاولة ونريد أن نتأكد من أنه لا توجد هناك أي شكوك لدى أحد بشأن مصدر تلك الصواريخ".

وقال الجبير، ردا على سؤال حول وساطة أجنبية بين السعودية وإيران "ليست لدينا أي وساطة. ويتوجه إلينا بعض الناس بأفكارهم ومقترحاتهم ونرد عليهم. وردنا هو ما يجب أن تقوم به إيران. ونحن نريد أن نرى أفعالا، وليس أقوالا".

وفي معرض حديثه عن السلوك العدواني لإيران، قال الجبير "لا نريد حربا، لكننا لا نستطيع أن نبقى مكتوفي الأيدي ونتعرض للهجمات باستمرار من قبل الإيرانيين أو وكلائهم". وأعرب عن أمله بأن "تتخلى إيران عن سياساتها العدوانية".

واعتبر أن تصدير الثورة الإيرانية أمر غير مقبول، متهما إيران بأنها "لا تحترم سيادة الدول ولا القانون الدولي ولا مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى". وأضاف: "على الإيرانيين أن يحسموا ما إذا كانوا هم الثورة، ما يعني أنه لا يمكن التواصل معهم، أم أنهم دولة طبيعية تلتزم بالقانون الدولي".

رسالة إيرانية

بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إنه مستعد لزيارة المملكة العربية السعودية لحل الخلافات معها في حال كانت الظروف مهيأة لذلك.

ونقلت قناة "المسيرة" التابعة لميليشيا الحوثي عن ظريف، قوله إن "إيران ترحب بأي مبادرة لخفض التوتر في المنطقة، ومستعدون للتعاون مع أي خطوة لإنهاء الحرب في اليمن".

وأضاف: "إيران ستقف دوما إلى جانب الشعب اليمني، ونؤمن أن إنهاء الحرب سيساعد الشعب اليمني في الوهلة الأولى".

وأكد وزير الخارجية الإيراني على أن المفاوضات رئيس الوزراء الباكستاني مع عمران خان حول اليمن متواصلة.

تخفيف التوتر

ويسعى رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان لتسويق مبادرة لنزع فتيل التوتر بين السعودية وإيران.

والتقى خان، الأحد الماضي، المرشد الإيراني الأعلى آية الله خامنئي، والرئيس حسن روحاني، خلال زيارته إلى طهران استغرقت يوما واحدا، وهي الثانية له في عام، ناقش خلالها قضايا شملت الحرب في اليمن والعقوبات الأمريكية على إيران.

ورحب روحاني بمبادرة خان لإحلال "السلام في المنطقة"، وقال إن طهران سترد على "أية بادرة حسن نية ببادرة حسن نية وكلمات طيبة".

وزار خان السعودية، الحليف الإقليمي لباكستان منذ فترة طويلة، الثلاثاء، لبحث نتائج اجتماعه مع كبار قادة إيران.

وتصاعدت التوترات بين إيران من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، على خلفية ملفات عديدة، أبرزها البرنامج النووي الإيراني، وحرية الملاحة البحرية في مضيق هرمز وأمن منشآت النفط في الخليج.

عبدالرحمن عمر – إيران إنسايدر

اليمن