تعطلت خدمة الإنترنت عبر الهاتف المحمول في إيران، بعد أسبوع من احتجاجات جنوب غرب البلاد بسبب نقص المياه ، حسبما ذكرت جماعة مراقبة يوم الخميس، في اضطرابات شهدت مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.
وعزت مجموعة الدفاع عن الوصول إلى الإنترنت "NetBlocks.org" جزءا من الاضطراب إلى "ضوابط معلومات الدولة أو إغلاق الإنترنت المستهدف"، وحددت حالات الانقطاع بداية من 15 يوليو/ تموز عندما بدأت الاحتجاجات في خوزستان، وسط جفاف أثر على المنطقة الغنية بالنفط المجاورة للعراق، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس".
واستمرت خدمة الخطوط الأرضية بالعمل، وحذرت" NetBlocks" من أن تحليلها وتقارير المستخدمين "كانت متسقة مع إغلاق إقليمي للإنترنت يهدف إلى السيطرة على الاحتجاجات".
وقال إن التأثيرات تمثل "إغلاقا شبه كامل للإنترنت من المرجح أن يحد من قدرة الجمهور على التعبير عن السخط السياسي أو التواصل مع بعضهم البعض والعالم الخارجي".
ولم يكن هناك اعتراف بإغلاق الإنترنت في وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية، ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على الفور على طلب للتعليق.
وكانت إيران أغلقت الانترنت بالكامل في البلاد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 خلال الاحتجاجات على أسعار البنزين.
واندلعت احتجاجات في ثماني مدن وبلدات في خوزستان حتى الساعات الأولى من يوم الخميس الفائت، وفقا لمجموعة نشطاء حقوق الإنسان في إيران، وقالت المجموعة إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، واشتبكت مع المتظاهرين.
وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن مقتل ضابط شرطة واثنين آخرين وسط الاحتجاجات، وسلطت الضوء على مقاطع فيديو زعمت أنها تظهر متظاهرين يحملون أسلحة نارية. و
مع ذلك، ألقت إيران في الماضي باللوم على المتظاهرين في الوفيات التي وقعت وسط حملات قمع عنيفة من قبل قوات الأمن.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحفيين إن واشنطن تتابع عن كثب التقارير التي تفيد بأن قوات الأمن الإيرانية أطلقت النار على المتظاهرين.
وأضاف برايس "نحن ندعم حق الإيرانيين في التجمع السلمي والتعبير عن أنفسهم ... دون خوف من العنف، ودون خوف من الاعتقال التعسفي من قبل قوات الأمن".
وواجهت البلاد انقطاعات التيار المستمر منذ أسابيع، ويرجع ذلك جزئيا إلى ما تصفه السلطات بالجفاف الشديد، وانخفض هطول الأمطار بنسبة 50 ٪ تقريبا في العام الماضي، مما أدى إلى تناقص إمدادات المياه في السدود.
وتأتي الاحتجاجات في خوزستان في الوقت الذي تكافح فيه إيران من خلال موجات متكررة من الإصابات في جائحة الفيروس التاجي، ومع شن آلاف العاملين في صناعة النفط إضرابات من أجل تحسين الأجور والظروف.
ويعاني الاقتصاد الإيراني أيضا من العقوبات الأمريكية منذ قرار الرئيس دونالد ترامب في 2018، بسحب أمريكا من جانب واحد من اتفاق طهران النووي مع القوى العالمية، مما أدى إلى تحطيم قيمة عملة الجمهورية الإسلامية.
إيران إنسايدر - (ترجمة هشام حسين)