نشر "المرصد الدولي لحقوق الإنسان" تسجيلا مصورا لصحفيين من اليمن، خرجوا في صفقة تبادل أسرى بين الحكومة اليمنية، وميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا في تشرين الأول/15 أكتوبر الماضي، وهم حاليا في القاهرة لتلقي العلاج.
وطالب المرصد مليشيا الحوثي بالإفراج عن أربعة صحفيين يمنيين محكوم عليهم بالإعدام.
وقال أحد الصحفيين المفرج عنهم في التسجيل "طيلة فترة السجن نسمع عن وجود صفقات لتبادل الاسرى ولم نكن نتخيل أن نكون جزء منها، نحن صحفيون اعتقلنا من العاصمة صنعاء، ولم نكن على جبهات القتال".
وأضاف "كنا نمارس العمل الصفي في العاصمة، وخروجنا بموجب صفقة تبادل أسرى كان صادما لنا، كما صدمنا قبول الأمم المتحدة بأن يتم مبادلة مدنيين بعسكريين".
فيما قال صحفي آخر "سنطالب المجتمع الدولي بإنصافنا، ونتمنى أن بتم التجاوب مع نداءاتنا واستغاثاتنا كوننا ضحايا، وتعرضنا للتعذيب والانتهاكات ولا زلنا نعاني من آثار السجن حتى الآن".
“We are journalists abducted from the capital #Sanaa, not the battlefields."
— International Observatory of Human Rights (@observatoryihr) May 3, 2021
On #WorldPressFreedomDay, we call on the #Houthi militia to release 4 journalists on death row in #Yemen
READ REPORT: https://t.co/TytECizgyM#SaveYemeniJournalists pic.twitter.com/HFndthklkr
وكشف أحد الصحافيين المفرج عنهم، وهو هشام اليوسفي في تصريحات لموقع "العربية نت" تفاصيل ما جرى له، وأسباب احتجازه من جانب ميليشيا الحوثي، ومحاكمته، والاتهامات الموجهة له، والتعذيب الذي تعرض له.
وقال إنه أمضى في الاحتجاز لدى جماعة الحوثي 1955 يوما، تنقل خلالها بين أكثر من سجن، ثم دخل في إضراب عن الطعام لعدم وجود أسباب تبرر حبسه.
واليوسفي كان عاملا في فضائية "النعيم" اليمنية، ويعد برنامجا متخصصا في التكنولوجيا، وعقب سيطرة الحوثي على البلاد، قامت الميليشيا باقتحام كافة القنوات الفضائية ووسائل الإعلام وشركات الإنتاج، وألقت القبض على كافة العاملين بها من صحافيين ومعدين ومصورين، ولم تترك سوى من يتبعونها.
وعقب سيطرة الحوثيين على العاصمة، تخصص اليوسفي في تغطية المعاناة الإنسانية التي عاشها سكان العاصمة، ومنها أزمات الغاز والطاقة ونقص الخدمات والنهب المنظم والإتاوات، وتعرض خلال عمله لمضايقات عدة، وإطلاق نار، وسمع بأذنيه من عناصر حوثية وهم يطلبون من أنصارهم إطلاق النار على ركبتيه وساقيه، خلال تغطيته لوقفة احتجاجية تندد بعمليات الاختطاف التي تمارسها الميليشيات.
وعم كيفية اعتقاله، قال إنه ذهب رفقة زميل له يدعى أكرم الوليدي -محتجز حاليا في سجون الحوثي- لتصوير إحدى الوقفات الاحتجاجية، وبمجرد أن شاهد عناصر الميليشيات الكاميرا جن جنونهم، وأطلقوا النيران عليه، ولذلك فر هاربا لينجو من الموت المحقق، مضيفا أنه اعتقل بعد ذلك خلال وجوده في أحد الفنادق بتهمة نشر وبث فيديوهات على موقع "يمن يوتيوب" عن أزمات السكان ومعاناتهم الحياتية، وتم نشر تلك الفيديوهات، في بعض وسائل الإعلام العربية والدولية.
وكشف اليوسفي، أن الحوثيين وجهوا له اتهامات ببث شائعات مثيرة ونشر أخبار كاذبة، تهدف إلى إضعاف معنويات الجيش واللجان الشعبية ما يؤدي لإضعاف جبهة الدفاع الوطني، وإضعاف قدرات الدفاع عن الوطن وزعزعة أخلاق المواطنين، ونشر الرعب بين الناس، والإضرار بالوضع الراهن، مشيرا إلى أنه تعرض للتعذيب داخل السجن ما أدى لإصابته بعدة أمراض مزمنة منها روماتيزم في القلب، وارتجاع في الصمام، وهشاشة في العظام، وتآكل في غضاريف الركبتين، والتهابات في الصدر، ومنعه الأطباء من تناول عدد كبير من الأطعمة بسبب هشاشة العظام.
وقال إن المحكمة وبتعليمات من الحوثيين أدانته، وقضت بمعاقبته بالسجن، ومصادرة المضبوطات التي كانت بحوزته من معدات وكاميرات، وعند الإفراج عنه في إطار صفقة تبادل مقاتلين من الحوثي، تم إجباره على توقيع إقرارات بالبقاء تحت أعين السلطات، وإبلاغ الميليشيات بأرقام هواتفه وعناوين إقامته في حال تغييرها، وعدم العودة لمزاولة العمل الصحافي مجددا.
وقال إنه تعرض خلال وجوده في السجن للضرب بكعوب البنادق، والصعق الكهربائي في القدمين والساقين، والتهديد بإطلاق النار عليه خلال الاستجواب وإنزاله لغرفة ومخزن سلاح تحت الأرض، وكذلك غرفة أخرى تحت الأرض تسمى "الورشة " وتخويفه بنزع الأظافر فيها، والصعق والتعذيب النفسي، فضلا عن تجويعه لساعات طويلة وحرمانه من الطعام.
وأشار إلى أنه فور خروجه من السجن، قرر المجيء لمصر والإقامة فيها مع والدته للعلاج من الأمراض التي طالته خلال فترة وجوده في سجون الحوثي، متمنيا أن تنقضي تلك الأيام سريعا ويذهب الحوثيون إلى غير رجعة.
إيران إنسايدر - (عهد المحمودي)