دعت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، وكالة الأمم المتحدة للصحة الجنسية والإنجابية، إلى إحلال السلام في اليمن والتمويل العاجل لصحة المرأة وحمايتها، وذلك بعد أن اختتمت زيارتها التي استمرت ثلاثة أيام لليمن، حيث ينتشر الجوع، وتفاقمت أزمة الملايين مع انتشار جائحة COVID-19.
وقالت الدكتورة ناتاليا كانم في بيان، "تتحمل النساء والمراهقات اليمنيات وطأة ست سنوات طويلة من الصراع الطاحن، والتي تفاقمت بشكل لا يمكن تصوره بسبب Covid-19، والآن مع خطر المجاعة الوضع كارثي".
ويحتاج أكثر من عشرة ملايين يمني إلى المساعدة الإنسانية في اليمن هم من النساء والفتيات.
وأضافت كانم "إنني أشعر بقلق عميق بشأن سلامة وصحة النساء والفتيات في اليمن، أكثر من مليون امرأة حامل معرضات لخطر سوء التغذية الحاد، ويمكن أن يتضاعف هذا الرقم إذا لم نتخذ إجراء عاجلا".
وفي عدن، زارت كانم أحد المستشفيات وشاهد الخسائر التي يسببها هذا الصراع، فخلال كل ساعتين، تموت امرأة من مضاعفات الحمل في البلاد.
وبالنسبة للنساء الحوامل، فإن سوء التغذية الحاد يجعل عملية الولادة أكثر خطورة على الحياة، لا تستطيع العديد من النساء الوصول إلى المستشفيات للحصول على الرعاية التي يحتجنها بسبب نقص وسائل النقل والمسافات الطويلة، وتقدم 20 في المائة فقط من المرافق الصحية العاملة تقدم خدمات صحة الأم والطفل.
وقالت "لقد كنت في العديد من أجنحة الولادة، وعادة ما تكون مكانًا للفرح، لكن في اليمن، شاهدت الدمار الناجم عن سوء التغذية والجوع، مع الأطفال حديثي الولادة الذين يتناولون الغذاء بالأنابيب، وأصبحت الأمهات ضعيفات بسبب الخوف والإرهاق".
بدوره، قال رئيس صندوق الأمم المتحدة للسكان "إنه لأمر مفجع أن ترى زملائك من أفراد الأسرة البشرية في مثل هذه الظروف الأليمة، وأدعو قادة العالم إلى الاستجابة بشكل عاجل والعمل بتضامن من أجل وقف هذه المعاناة التي لا داعي لها وإنقاذ الأرواح".
وفي عدن، زارت كانم أيضا ملجأ للنساء، وقالت "تحدثت إلى فتيات صغيرات ونساء حوامل اضطررن إلى الفرار حفاظا على حياتهن، وطلب الحماية في مواقع صندوق الأمم المتحدة للسكان، والتي تعد من بين الأماكن الآمنة القليلة جدا للنساء والفتيات".
لقد ألحقت ست سنوات من الصراع خسائر فادحة بالصحة العقلية لليمنيين، وخاصة النساء والفتيات اللائي تأثرن بالأزمة بشكل كبير، وتشير التقديرات إلى أن 1 من كل 5 أشخاص يعانون من اضطرابات الصحة العقلية، وفقا لدراسة أجريت عام 2017، ومع ذلك، لا تزال الرعاية الصحية النفسية نادرة.
وفي صنعاء، زارت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان مركز رعاية نفسية متخصص يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان، حيث تتلقى النساء والأسر الرعاية والعلاج النفسيين.
وقالت كانم "لقد أدهشتني المرونة الحقيقية للنساء اللواتي عانين من هذه الصدمة المروعة، ومع ذلك ما زلن يبحثن عن غد أفضل، رغم أنهن عالقات منذ فترة طويلة في صراع ليس من صنعهن، إن بقاءهن ذاته يعتمد على الدعم والتمويل الدوليين المتزايدين، يجب على العالم أن يتحرك الآن لإنقاذ حياة المدنيين الأبرياء".
إيران إنسايدر – (ترجمة فتحية عبدالله)