واشنطن ترعى محادثات مع الحوثيين لإنهاء الحرب في اليمن

قالت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الخميس، إنها بدأت خوض محادثات مع ميليشيا الحوثي "أنصار الله" في اليمن بهدف إنهاء الحرب في اليمن. 

وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر، في تصريح صحفي أدلى به خلال زيارة إلى السعودية "تركيزنا منصب على إنهاء الحرب في اليمن (...) بدأنا إجراء محادثات بقدر الإمكان مع الحوثيين في محاولة لإيجاد حل تفاوضي مقبول بالنسبة للجميع بشأن النزاع".

وأضاف شينكر، متحدثا في قاعدة عسكرية "نحن نعمل مع المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، ونقيم اتصالات مع شركائنا السعوديين".

وهذه المرة هي الأولى التي يعلن فيها مسؤول في الإدارة الأمريكية عن محادثات مع الحوثيين.

تأكيد لتسريبات

وأفادت مصادر مطلعة، يوم الثلاثاء 27 آب/أغسطس، بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تستعد لإطلاق مفاوضات مباشرة لحل الأزمة اليمنية بين قوات الحوثيين من جهة والسعودية من جهة أخرى.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن المصادر -التي وصفتها بأنها على علم بهذه المبادرة- أن الولايات المتحدة تعمل على دفع السعودية إلى المشاركة في مفاوضات سرية يخطط لعقدها في سلطنة عمان مع قادة الحوثيين في محاولة لتحقيق وقف لإطلاق النار في اليمن، وإنهاء الحرب المستمرة منذ 4 سنوات، والتي تعتبر جبهة متقلبة غير مباشرة في المواجهة مع إيران.

وأشارت الصحيفة إلى أن "هذه الخطوة قد تفتح أول قناة اتصال مهمة بين إدارة ترامب والحوثيين، في الوقت الذي تزداد فيه المخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع".

وبينت المصادر أن المفاوضات، التي تعمل على إطلاقها الولايات المتحدة، من المتوقع أن يشرف عليها الدبلوماسي الأمريكي المعروف، كريستوفير هينزل، الذي كان أول سفير لإدارة ترامب لدى اليمن.

لكن المبادرة الجديدة من ترامب تواجه، وفقا للصحيفة، عددا من العراقيل، وفي الأسبوع الماضي عين الحوثيون سفيرا جديدا لهم في إيران بعد عقد لقاءات مع مسؤولين في طهران، الأمر الذي ينظر فيه كمحاولة لتقويض المفاوضات من قبل معارضيها داخل معسكر الحوثيين.

وإضافة إلى ذلك، أشارت المصادر إلى أن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، يعتبر بصورة متزايدة في العواصم العالمية المعنية عائقا في طريق تنظيم المفاوضات، مشددة على أن اللاعبين المحوريين يدرسون حاليا سبلا لتنحيته في مسعى منهم لإطلاق العملية التفاوضية.

كما أشارت الصحيفة إلى زيادة مخاوف واشنطن من أن السعودية لا تتعامل بجدية مع فكرة وقف النزاع، و"لإقناعها بأهمية الدبلومسية"، يخطط مسؤولون أمريكيون في هذا الأسبوع لعقد لقاءات مع ممثلين رفيعي المستوى عن القيادة السعودية، بما في ذلك محادثات مخطط له بين نائب وزير الدفاع السعودي وشقيق ولي عهد المملكة، خالد بن سلمان، ووزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو.

وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكي لـ "وول ستريت جورنال"، إن الولايات المتحدة لن تبحث علنا أي مفاوضات دبلوماسية شخصية، إلا أنه أضاف أن "السفير الأمريكي لدى اليمن يتحدث مع كل اليمنيين لتحقيق مصالح الولايات المتحدة في هذا البلد".

فيما لم يصدر أي من المسؤولين السعوديين أو الممثلين عن الحوثيين أي تعليق على هذه المعلومات.

ولفتت "وول ستريت جورنال" إلى أن السلطات الأمريكية دخلت اتصالات مباشرة مع الحوثيين في السابق، حينما أجرى ممثلون عن إدارة سلف ترامب، باراك أوباما، لقاء سريا في حينه مع قادتهم في عمان عام 2015، بعد عدة أشهر من اندلاع الحرب، للتوصل إلى وقف إطلاق نار في اليمن والإفراج عن الأمريكيين المحتجزين لدى المسلحين اليمنيين.

إلا أن إدارة ترامب، الذي تولى الرئاسة في يناير 2017، لم تجر بعد، حسب الصحيفة، أي مفاوضات جدية مع الحوثيين باستثناء لقاء مع ممثلين عنهم في مؤتمر السويد المنعقد شهر ديسمبر الماضي برعاية الأمم المتحدة.

الجهود الجديدة للسلطات الأمريكية حول حل النزاع تأتي في الوقت الذي تواجه فيه إدارة ترامب معارضة فريدة من نوعها من قبل الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس الأمريكي، بسبب سياسة واشنطن لدعم عمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، على الرغم من التقارير العديدة حول مقتل آلاف الأشخاص المدنيين جراء مع يوصف بـ "الضربات العشوائية" لقواته.

وفي هذا السياق، سبق أن اتخذت حكومة الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء قرارا لتشكيل فريق يضم 20 شخصية "للمصالحة الوطنية الشاملة والحل السياسي" للأزمة اليمنية المستمرة منذ العام 2014 والتي أودت بحياة نحو مئة ألف شخص.

ويقضي نص القرار بأن ضم فريق المصالحة 20 شخصية يمنية، وانطلاق العمل به من تاريخ صدوره ونشره في الجريدة الرسمية للمجلس السياسي الأعلى.

ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا بين ميليشيا "الحوثي" الموالية لإيران، والقوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.

وسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء في شهر أيلول 2014 بعد انقلابهم على الحكومة الشرعية، قبل أن تتوسع هيمنتهم لتشمل عددا من محافظات البلاد.

وتقود المملكة العربية السعودية قوات التحالف العربي لدعم الحكومة الشرعية في اليمن، وتقدم دعما لها في سبيل إعادة بسط سيطرتها على كافة المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيا "الحوثي".

المصدر: إيران إنسايدر

اليمن