في أواخر كانون الثاني/يناير 2021، أعدمت إيران مصارعا إيرانيا شابا ثانيا كجزء من حملتها ضد المعارضة، حيث قُتل مهدي علي الحسيني، الذي كان يبلغ من العمر 29 عاما فقط، بعد أربعة أشهر فقط من إعدام نافيد أفكاري، 27 عاما، وهو مصارع آخر، شارك في الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد في 2017-2018.
وعبّر كاتبان في مجلة "ذا هيل" عن أسفهما لفشل اللجنة الأولمبية الدولية (IOC)، ويونايتد وورلد ريسلنغ (UWW) في الضغط على حكام إيران من رجال الدين.
واعتبر الكاتبان، وفق ما ترجم إيران إنسايدر، أنه في هذا العام الأولمبي، حان الوقت لرعاة الرياضيين الرئيسيين، مثل Coca Cola وAsics (منتج أحذية المصارعة) وAirbnb، لمحاسبة اللجنة الأولمبية الدولية عن تجاهل ميثاقها، الذي ينص على أن "الممارسة الرياضة حق من حقوق الإنسان"، وسحب رعايتهم لأولمبياد طوكيو بسبب مشاركة إيران فيه.
ويحتوي الميثاق أيضا على بند يمنع التمييز على أساس "الرأي السياسي أو غيره".
إعدام أفكاري استحوذ على اهتمام العالم لأسابيع، لأن النظام الإيراني قتله لمجرد احتجاجه على فساده وظلمه.
من جانبها، عاقبت إدارة ترامب بسرعة مسؤولي القضاء والسجون الذين شنقوا أفكاري، وأدان المرشح الرئاسي آنذاك جو بايدن الجمهورية الإسلامية، معلنا في تغريدة أن "إعدام إيران الوحشي لـ"نافيد أفكاري" مهزلة، لا ينبغي لأي دولة أن تعتقل أو تعذب أو تعدم المتظاهرين أو النشطاء السلميين".
ومما يثير القلق، وربما لا يثير الدهشة، أن كلمات أفكاري قبل إعدامه ظلت صائبة، حيث قال "إذا أُعدمت، يجب أن يعلم الجميع أنه في القرن الحادي والعشرين، على الرغم من كل التمويل وجميع المنظمات الإنسانية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، تم إعدام شخص بريء رغم أنه فعل كل ما في وسعه، ليقاتل ويسمع صوته".
ويهدف الهجوم المميت الذي يشنه النظام الديني ضد الرياضيين في بلاده إلى خنق المعارضة وزرع الرعب بين السكان، حيث كان المصارعون ذوو الأوسمة أهدافا رئيسية لقائمة ضربات النظام إلى حد كبير، لأن المصارعة هي هواية وطنية تاريخية، وأصبح نجومها من المشاهير مع عدد هائل من المتابعين.
كما أعدم النظام الديني الملاكم الملاكم والمدرب الشعبي علي المطيري البالغ من العمر 30 عاما في أواخر يناير/ كانون الثاني لدوره المزعوم في قتل اثنين من أفراد ميليشيا الباسيج.
وقالت مصادر محلية وجماعات حقوقية، إن المطيري تعرض لتعذيب شديد ليعترف بجرائم لم يرتكبها، لتجنب القمع القاسي لنظام خامنئي، وهرب العديد من نخبة الرياضيين الإيرانيين إلى أوروبا والولايات المتحدة.
نتيجة لهذه الأعمال الوحشية، حث الرياضيون الإيرانيون الذين يعيشون الآن خارج البلاد الاتحادات الرياضية لمنع إيران من المنافسة.
وكمقترح لعدم حرمان اللاعبين الإيرانيين من المنافسة في أولمبياد طوكيو هذا الصيف، دعا الكاتبان أن يكون أداء الرياضيين تحت علم محايد مثل اللجنة الأولمبية الدولية، حيث اتبع هذا النهج عام 2019، عندما حظرت اللجنة الأولمبية الدولية، والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) روسيا من المنافسة بسبب قضية المنشطات، إذ تنافس الرياضيون الذين لا يتناولون المنشطات ولكن ليس تحت العلم الروسي.
وشدد الكاتبان على أن ما يحتاجه الرياضيون الإيرانيون - الشعب الإيراني - إلى حملة ضغط من أجل حقوق الإنسان، تدفع الغربيين الذين يهيمنون على اللجنة الأولمبية الدولية إلى القيام بالشيء اللائق الوحيد وإخراج الجمهورية الإسلامية من الألعاب الأولمبية.
إيران إنسايدر – (ترجمة هشام حسين)