"ضرب وإجهاض واغتصاب" معاناة مستمرة تعيشها نساء اليمن

تسببت الحرب المندلعة في اليمن في قطع خدمات الدعم بشكل كبير عن النساء المعرضات بالفعل لخطر العنف بشكل كبير، حيث أفضت أيضا إلى تخفيضات كبيرة في تمويل مراكز الرعاية الاجتماعية والنفسية للهاربات من العنف المنزلي، وفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية.  

وأشارت إحصائيات ودراسات الأمم المتحدة إلى أن الإقبال على تلك المراكز من قبل النساء المعنفات قد ارتفع بنسبة 36 بالمئة في العام 2017، حيث أن نحو 80 بالمئة من سكان اليمن باتوا بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية.

"إنها مشكلة كبيرة" يقول نستور أوموهانجي، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن، إلا أنه يشير إلى ان تلك المشكلة "كانت موجودة دائما، حتى قبل الحرب، لذا فهي ليست شيئا جديدا"، ويرجع جزء من الزيادة، إلى قلة البرامج الدولية الخاصة بتمكين المرأة وحمايتها من العنف المنزلي.

ويضيف أوموهانجي "عنف الشريك الحميم هو الشكل الأكثر شيوعا للعنف القائم على النوع الاجتماعي، وغالبا ما يتم ترسيخ العنف الأسري في اليمن في الهياكل الدينية والعائلية".

عنف وإجهاض

ريما (اسم مستعار) شابة يمنية، تزوجت في العام الذي اندلعت فيه الحرب الأهلية في اليمن، وكانت تبلغ من العمر 15 عاما، وطوال السنوات الخمس التالية، جعلها زوجها مقيدة بالسلاسل إلى جدار في منزلهما في وسط اليمن، فتقول "لم يعاملني كزوجة، بل عاملني كالعبيد".

وفي النهاية، أشفقت إحدى عمات ريما عليها، وأخذتها إلى مركز للدعم النفسي والاجتماعي في بلدة تربة، على بعد 90 ميلا (145 كم) شمال غرب عدن، وبحسب أحد الأطباء هناك، فإن ريما تعاني الآن من اضطراب عصبي ناتج عن الضرب المستمر.

وزوج ريما كان تاجرا للقات، وهي الورقة المخدرة التي يمضغها الكثير من اليمنيين، وتحمل ريما تلك العشبة المسؤولية في نوبات الغضب التي كانت تنتاب زوجها.

اضطرت ريما إلى ترك المدرسة، بسبب زوجها الذي لم يسمح لها بإكمال تعليمها، وكان يعيرها بالقول "أنتِ غبية ولا تستطيعين التحدث"، كما كان يستخف بموهبتها في كتابة الشعر الذي كانت تحبه.

وعندما حملت ريما، وبدأت تصيبها أعراض الحمل بشدة، كغثيان الصباح، غضب زوجها لدرجة أنه ركلها في بطنها، ما أسفر عن فقدانها الطفل.

لم تلق ريما الدعم من عائلتها الذين قالوا لها "عليك التحلي بالصبر، وعليك تحمل زوجك"، تقول "والداي متحفظان للغاية. يريدون إخراجي من المركز وإبقائي في المنزل والأصفاد، عاملوني كما لو أني أتيت في الشارع ".

والحياة في المركز أعطت ريما الشجاعة للمطالبة بمستقبل أفضل، فتقول "أفضل الذهاب والعيش في كهف في الجبال، على العودة إلى زوجي".

وتضيف "أريد أن أعود إلى الدراسة، أريد أن يكون لي مستقبل، أريد أن أكون أي شيء، أريد أن أصبح طبيبة، وأريد أن أصبح شرطيا حتى أتمكن من أخذ زوجي إلى المحكمة".

أما سلوى (اسم مستعار) البالغة من العمر 14 عاما، والتي غادرت مدينة تعز شمال تربة مع أسرتها في عام 2015، اقتحم أحد مقاتلي الميليشيات شقة استأجرتها عائلتها، ومزق شعرها من فروة رأسها، محاولا اغتصابها، لكن صراخها جعل الجيران يركضون، وحُكم على الرجل بالسجن ستة أسابيع، تقول "أريد أن أصبح محامية عندما أكبر، لأنني أشعر أنه ليس لدي أي حقوق، لأنني لم أحصل على العدالة".

قلة الموارد

مدير مركز مدينة تربة للرعاية الأسرية والاجتماعية جميل الجميل الذي حصلت فيه ريما على مسكن آمن وعلاج، يعتمد على تمويل الأمم المتحدة، والذي تم تقليصه بسبب نقص دعم المانحين للأمم المتحدة.

ومنذ افتتاح المركز عام 2016، عالج 2250 امرأة وطفل، ويقول الجميل إن الضغوط على الخدمات ضخمة ومتنامية، وفي أغسطس/ آب بعد تخفيضات الميزانية، كان علينا التوقف عن إعطاء بعض الأدوية مجانا للمرضى الذين يحتاجونها"، مقدرا أن حوالي 80٪ من النساء في المنطقة عانين من بعض الصدمات نتيجة للحرب.

ولا يوجد في اليمن قانون يحد من سن الزواج، وفي عام 2017 ، ذكرت الأمم المتحدة أن 52٪ من النساء اليمنيات قد تزوجن قبل سن 18 عاما، وتشير الروايات القصصية إلى أن هذه المعدلات ارتفعت إلى الأعلى مع استمرار الحرب وانزلاق العائلات أكثر في براثن الفقر، وترك الأطفال جوعى.

إيران إنسايدر – (ترجمة هشام حسين)

اليمن