خامنئي يبشر الإيرانيين بـ40 عاما جديدة!

قال المرشد الإيراني علي خامنئي، يوم الأربعاء، إن الأعوام الأربعين المقبلة لإيران ستكون أفضل لنظامه وأسوأ لـ"العدو" من الأربعين عاما الأولى من حكمه. 

وأضاف خامنئي، أنه يسمع بعض الأحيان كلاما ينم عن الخشية من العدو، وقال "لا ينبغي الخشية منه لأنه فعل كل ما يستطيع أن يفعله منذ عام 1979م، ولم يحقق أي نجاح"، حسب قوله.

ووصف خامنئي التصريحات الأمريكية حيال نظامه، بأنها "خطأ في حسابات" المسؤولين الأميركيين حول إيران.

وكان وصف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في أول تغريدة له باللغة الفارسية، نتيجة حكم النظام الإيراني الحالي بأنه "40 سنة من الفساد والقمع والاغتيال".

بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن سجل النظام الإيراني عبارة عن "40 عامًا من الفشل".

وفي السياق، دعا المرشد الإيراني، إلى منع ما سماه "الإجراءات المنظمة المناهضة للثقافة والمعادية للقيم" في المنتجات الثقافية، مثل الفن والسينما والكتب والمسرح.

وقال خامنئي إن وزارات "الثقافة والإرشاد الإسلامي"، و"التربية والتعليم"، و"الاستخبارات"، يجب أن تكون "شديدة اليقظة" تجاه "الإجراءات المنظمة المناهضة للثقافة".

40 عاما من الديكتاتورية

مرّ أربعون عاما على الثورة التي حوّلت إيران إلى جمهورية إسلامية، أربعة عقود من الحروب والمواجهات والعقوبات والعزلة الدولية؛ فماهي منجزات ثورة الخميني بعد أربعة عقود؟

يعلق أحد المتابعين للشأن الإيراني ساخرا: "ازداد عدد سكان إيران من 37 مليونا الى 80 مليون نسمة. وتضاعفت ثروة المرشد الإيراني علي خامنئي إلى نحو 200 مليار دولار أميركي!".

ولم يتمكن رجال الدين في إيران من بناء دولة مؤسسات حديثة، بل كرسوا حكم الفرد الذي قالوا إنهم انقلبوا عليه.

ويتمتع منصب المرشد في إيران حسب دستور العام تسعة وثمانين، بصلاحيات مطلقة، تتجاوز جميع مؤسسات الدولة الإيرانية.

ولا يشترط الدستور حصول المرشد على إجماع شعبي، بل يتم اختياره من لجنة قام باختيار أعضائها المرشد السابق.

بالمقابل، يتمتع المرشد بصلاحية المصادقة على تعيين رئيس الجمهورية، المُنتخب من الشعب الإيراني مباشرة.

لا يمكن الحديث عن الاقتصاد والثقافة والسياحة وجميع مجالات الحياة في إيران بعد الثورة بمعزل عن المواقف والخيارات السياسية التي رسمها رجال الدين لإيران.

في الأول من نيسان/أبريل 1979، أي بعد أقل من شهرين على سقوط نظام الشاه، أعلن الخميني إيران جمهورية اسلامية. وقاد البلاد نحو مرحلة جديدة عنوانها التصادم مع الغرب.

خسرت إيران أقرب حلفائها، وتهاوى اقتصادها، وانغمست في حرب استنزاف طويلة مع العراق، امتدت لثمان سنوات.

خلال تلك السنوات وما تلاها برزت إيران كدولة راعية ومصدرة للإرهاب العالمي.

وتكشف وثيقة رفعت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السرية عنها الأسلوب الذي اعتمده نظام الولي الفقيه في ممارسة الإرهاب العالمي من أجل تحقيق أهداف سياسية.

وتشير الوثيقة إلى قيام النظام الإيراني ما بين عامي 1983 و1984 بشن أكثر من مئة عملية إرهابية، عبر مجموعات وتنظيمات دينية أشرف الحرس الثوري الإيراني على تدريبها وتجهيزها وتمويلها، كجماعة حزب الله وحزب الدعوة الإسلامية وتنظيم جند الله.

وأسفرت تلك الهجمات الإرهابية حسب وثيقة CIA عن سقوط 31 قتيلا، ونحو 172 جريحا، و8 مختطفين. نفذت إيران جميع تلك الهجمات الإرهابية خارج حدودها.

خلال السنوات اللاحقة، لجأت إيران إلى توجيه عمليات إرهابية عن بعد، عن طريق أذرعها المسلحة في المنطقة، فنفذت عمليات إرهابية دموية ضد أهداف ومصالح غربية، كتفجير مقرات قوات حفظ السلام الأميركية والفرنسية في بيروت، الذي أودى بحياة أكثر من 300 عسكري.

قبل ذلك بنحو ستة أشهر فقط، تعرضت السفارة الأميركية في بيروت لهجوم بشاحنة مفخخة، راح ضحيته أكثر من 60 مدنيا.

ما بين الأعوام 1985 و1988، دشنت إيران مرحلة جديدة من الإرهاب الدولي.

ففي 14 حزيران/يونيو 1985، اختطف عملاء المرشد الإيراني في بيروت، طائرة ركاب مدنية تابعة لشركة تي دبليو أي الأميركية. كانت الرحلة رقم 847 المتجهة من أثينا الى روما تقل نحو 153 مسافرا.

احتجز الخاطفون ركاب الطائرة لأكثر من أسبوعين، وقاموا خلال عملية الاحتجاز بقتل مواطن أميركي ورمي جثته في مدرج المطار.

توالى بعد ذلك مسلسل خطف الطائرات، كطائرة الخطوط الجوية العراقية التي اختطفها عملاء إيران عام 1986 لتسقط بعد اختطافها وتودي بحياة أكثر من 60 مسافرا.

وفي 1988، اختطف عملاء إيران من حزب الدعوة الإسلامية طائرة تابعة للخطوط الجوية الكويتية، وقتلوا مواطنين كويتيين من بين 90 راكبا كانوا على متنها.

بالتوازي مع عمليات خطف الطائرات، خطف عملاء إيران عشرات السواح والموظفين الغربيين واحتجزوهم كرهائن لأشهر أو لسنوات.

كما نفذوا اعتداءات بالقنابل والسيارات المفخخة في كل من بغداد وبيروت وباريس، راح ضحيتها العشرات من المدنيين.

ورقة الطائفية

استعمل رجال الدين الإيرانيون الورقة الطائفية لتجنيد المقاتلين الشيعة في منطقة الشرق الأوسط لصالح إرادة المرشد الأعلى وطموحات إيران التوسعية.

في ربيع 1994، كانت العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس على موعد مع هجومين إرهابيين استهدفا مقر السفارة الإسرائيلية ومبنى جمعية تعاضدية يهودية، وأسفر الهجومان حينها عن مقتل نحو 120 شخصا.

وتوصل البرتو نيسمان، وهو مدع عام أرجنتيني، إلى أدلة تؤكد ضلوع إيران في هجمات بوينس آيرس، وتورط جهات حكومية بالتغطية على تلك الحقيقة.

وفي العام 2015 جرى اغتيال نيسمان داخل شقته، برصاصة في الرأس.

لم يكن الإرهاب الإيراني مقتصرا على ضرب المصالح الغربية في المنطقة، فنظام طهران الإسلامي لم يتردد في إدخال تنظيماته المسلحة وسياراته المفخخة إلى دول الجوار، بل إن الحرس الثوري الإيراني بقيادة الجنرال قاسم سليماني كان مشرفا على إدارة أكثر من حرب أهلية دامية، وعلى امتداد هلال رسمه الإيرانيون بدم الشيعة والسنة العرب.

الحرب الطائفية في العراق عام 2006، احتلال ميليشيا حزب الله لبيروت في 2008، الحرب ضد الشعب السوري المطلب بإسقاط النظام عام 2011، والحرب في اليمن عام 2015، جميعها أمثلة لا تزال في ذاكرة المنطقة.

الجنرال جورج كيسي الذي كان قائدا لقوات التحالف في العراق بين 2004 و2007 أكد أن قواته عثرت على أدلة دامغة تؤكد ضلوع إيران في تفجير المرقدين العسكريين في سامراء عام 2006. وهو التفجير الذي كان الشرارة التي أشعلت الحرب الأهلية في العراق.

استخدام إيران للورقة الطائفية، واستغلالها للشيعة العرب عبر الترهيب من خلال الميليشيات المسلحة، أو التخويف عبر صناعة عدو مذهبي متطرف، ورغم امتداد النفوذ الإيراني إلى بغداد وصنعاء ودمشق وبيروت، إلا أن ذلك لم يحقق لنظام طهران مردودا يخفف من وطأة الفشل الداخلي.

تملك إيران ثاني أكبر احتياطي للغاز في العالم، ورابع احتياطي عالمي من النفط الخام، إلا أن اقتصادها مقارنة بعدد السكان هو من بين الأضعف عالميا.

وتتصدر إيران الإحصاءات الدولية بانتهاك القوانين وتبييض الأموال وتجارة المخدرات وتأسيس الميليشيات المسلحة وإيواء إرهابيين متطرفين، ناهيك عن عدد الإعدامات وحالات القمع ومصادرة الحريات.

تفوقت إيران على الصين بعدد الصحافيين الذين تم اعتقالهم، وتشير منظمة (مراسلون بلا حدود) إلى قيام السلطات الإيرانية باعتقال أكثر من 860 صحافيا في السنوات الـ30 التي تلت الثورة، وتم إعدام أربعة منهم على الأقل.

المصدر: إيران إنسايدر + الحرة

اليمن