قال "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي، يوم الخميس، إن هدف ما قال إنه "شعب الجنوب" المتمثل في استعادة "دولة الجنوب الفدرالية المستقلة" لا بديل عنه، بالتزامن مع وصول لجنة سعودية-إماراتية لترتيب انسحاب "الانتقالي"، في وقت أعلنت فيه الخارجية اليمنية عن تعليق عمل مكتبها في عدن، وإعلان البنك المركزي استئناف عمله يوم الأحد المقبل.
ودعا المجلس -في بيان له- على العمل لـ"تحرير ما تبقى من وادي حضرموت وبُحان ومكُراس وأي بقعة أخرى من الأراضي الجنوبية لا تزال تعاني من الإرهاب والاحتلال"، حسب وصفه.
وأعلن كذلك حشد كافة الجهود لإدارة المناطق الجنوبية التي يسيطر عليها، وقال المجلس إنه يساند المقاومة الوطنية ضد الحوثيين في شمال اليمن، لكنه أكد رفضه أي وجود عسكري لقوات شمالية في المحافظات الجنوبية.
الخارجية تعلّق عملها
من جانبها، قالت وزارة الخارجية اليمنية، يوم الخميس، أنها علقت عمل مكتبها في العاصمة المؤقتة عدن، وذلك نتيجة لما قالت إنه "التمرد المسلح الذي قاده ما يسمى بالمجلس الانتقالي على مؤسسات الحكومة الشرعية".
وقالت الوزارة في بيان لها "تأسف وزارة الخارجية أن تعلن تعليق عمل مكتبها في العاصمة المؤقتة عدن، باستثناء الأعمال الخدمية التي تمس مباشرة مصالح المواطنين وذلك اعتبارا من ١٥ آب الجاري".
وأضاف البيان "ستقوم وزارة الخارجية بالإعلان عن استئناف عمل مكتبها في العاصمة المؤقتة عدن بعد عودة الأوضاع إلى طبيعتها".
وأكد البيان أن وزارة الخارجية ستعلن عن أي إجراءات جديدة وفقا للمستجدات.
لجنة سعودية-إماراتية
وفي السياق، وصلت لجنة سعودية إماراتية، الخميس، إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن للإشراف على انسحاب قوات "المجلس الانتقالي الانفصالي" من المؤسسات الحكومية والعسكرية في المدينة.
وأكد مصدر أن الحماية الرئاسية التابعة للحكومة الشرعية اليمنية، تسلمت محيط قصر معاشيق الرئاسي في عدن من عناصر المجلس الانتقالي.
في الوقت الذي نفى المجلس الانتقالي الجنوبي صحة ما أعلنه التحالف العربي بشأن الانسحاب من مناطق كان انتزع السيطرة عليها من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
وطالبت قوات التحالف برئاسة السعودية قوات المجلس الانتقالي بالانسحاب من المواقع التي استولت عليها من قوات الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي.
واشترط التحالف إتمام الانسحاب قبل بدء حوار دعته إليه الرياض بين الحكومة الشرعية اليمنية وعناصر المجلس الانتقالي من أجل التوصل إلى تسوية.
التحالف حليفنا
بدوره، قال القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي، أحمد عمر بن فريد، إن المجلس حليف وثيق لدول التحالف في دحر المشروع الإيراني الحوثي.
وقال القيادي على تويتر "كنا وما زلنا وسنبقى حليفا وثيقا لدول التحالف مؤمنين بمهمة دحر المشروع الإيراني الحوثي".
وأكد بن فريد أن "أحلام الذين أرادوا لنا أن نظهر بخلاف ذلك"، وقال القيادي إن صور خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، موجودة بكثافة في قلب الحشود.
البنك المركزي اليمني
وفي سياق متصل، أعلن البنك المركزي اليمني، عن استئناف نشاطه في مقره الرئيس بالعاصمة المؤقتة عدن جنوبي البلاد، يوم الأحد القادم، بعد نهاية إجازة عيد الأضحى.
يأتي ذلك بعد أخبار تناقلتها وسائل إعلام، أشارت إلى نقل المقر الرئيس للبنك من عدن إلى مدينة سيئون شرقي اليمن، بعد سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على العاصمة المؤقتة إثر انقلاب على الحكومة اليمنية الشرعية.
وقال البنك المركزي اليمني، إن الإدارة العليا للبنك المركزي تؤكد أنه سيباشر أعماله في مقره الرئيس بالعاصمة المؤقتة عدن وجميع فروعه الأخرى كالمعتاد.
وأشار إلى أنه يُعتبر مؤسسة وطنية تعمل بشكل مستقل لخدمة كافة اليمنيين وفي كل الظروف.
انقلاب عدن
وبدأت الاشتباكات بين قوات من ألوية الحماية الرئاسية من جهة ومسلحي الحزام الأمني ومسلحين قبليين من جهة أخرى، يوم الأربعاء الماضي، بإطلاق النار قرب القصر الرئاسي في حي كريتر بعدن، بعد تشييع جنازة قتلى القصف على معسكر الجلاء ومن بينهم القيادي في مليشيات الحزام الأمني منير اليافعي المعروف باسم "أبو اليمامة".
وفي يوم الخميس، اتسعت رقعة الاشتباكات وامتدت إلى حي خور مكسر ومعسكر جبل حديد، كما استخدمت خلالها الدبابات والأسلحة الثقيلة.
وفي يوم الجمعة، ارتفع عدد القتلى إلى 13 جراء الاشتباكات بين قوات الشرعية والانفصاليين، كما تحدثت مصادر إعلامية أن قوات الحماية الرئاسية سيطرت على أجزاء واسعة من منطقة كريتر في مدينة عدن، وسط تراجع قوات المجلس الانتقالي الانفصالي.
وفي يوم السبت، انقلب المشهد بالكامل مع الإعلان عن سيطرة قوات المجلس الانتقالي الانفصالي على قصر معاشيق الرئاسي في عدن (جنوبي اليمن)، كما سيطرت أيضا على المواقع العسكرية الحيوية والمرافق الحيوية في المحافظة، بعد أيام من المعارك مع قوات الحكومة الشرعية.
المصدر: إيران إنسايدر
