قمة يمنية-سعودية لبحث انقلاب عدن

استقبل العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، يوم الأحد، لمناقشة آخر التطورات بعد انقلاب عدن، في الوقت الذي قال فيه نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، إن موقف المملكة الداعم للحكومة الشرعية ووحدة اليمن واستقراره "ثابت لا يتغير". 

وقالت وكالة الأنباء اليمنية، "جرى خلال القمة استعراض عدد من القضايا والموضوعات في اليمن، وبالأخص منها تلك الأحداث المؤسفة التي آلت إليها الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن على إثر انقلاب الميليشيات المسلحة للمجلس الانتقالي على مؤسسات الدولة، ومهاجمتها للمؤسسات العامة والخاصة وارتكابها جرائم بحق أبناء محافظة عدن".

وأضافت الوكالة، إن العاهل السعودي جدد موقف بلاده الثابت في دعم الحكومة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، والوقوف الى جانب اليمن واستقراره، ورفض كل ما يهدد أمنه ووحدته ونسيجه الاجتماعي، وكذلك ممارسات المجلس الانتقالي التي تستهدف مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية.

بدوره، أثنى منصور هادي على موقف المملكة وما تميز به من مسؤولية وحزم لرفض هذا الانقلاب على مؤسسات الشرعية، والتأكيد على موقفها الثابت الداعم للشرعية ولوحدة اليمن وأمنه واستقراره.

تعليق سعودي

من جانبه، أكد نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان على أن موقف المملكة الداعم للحكومة الشرعية ووحدة اليمن واستقراره "ثابت لا يتغير"، مضيفا أن ما حدث في عدن يعطي فرصة للمتربصين باليمن وأهله من الميليشيات والتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها الحوثيون والقاعدة وداعش.

وقال في تغريدات على تويتر "نرفض أي استخدام للسلاح في عدن والإخلال بالأمن والاستقرار، وندعو لضبط النفس وتغليب الحكمة ومصلحة الدولة اليمنية، لذلك دعت المملكة لحوار سياسي مع الحكومة اليمنية الشرعية في مدينة جدة".

وأوضح الأمير خالد بن سلمان أن "واجب المملكة دعم والحفاظ على الشرعية في اليمن، وتقديم كافة سبل الدعم للشعب اليمني الشقيق، والتطورات المؤسفة في عدن تسببت في تعطيل العمل الإنساني والإغاثي وهو أمر لا تقبله المملكة".

وأضاف نائب وزير الدفاع "المجتمع الدولي أكد اليوم على مواقفهم الرافضة تجاه ما يحدث في العاصمة المؤقتة عدن، والمملكة لن تقبل إشعال فتنة جديدة هي بمثابة إعلان حرب على الشعب اليمني الشقيق الذي عانى طويلا من هذه الأزمة".

تطور ميداني

واستهدف التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، يوم الأحد، إحدى المناطق الواقعة تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي، وذلك بعد ساعات من دعوة التحالف للانفصاليين بالانسحاب من كافة المناطق التي سيطروا عليها في عدن.

وقالت مصادر لوكالة رويترز إن التحالف استهدف إحدى المناطق في عدن التي تشكل تهديدا مباشرا على أحد المواقع المهمة التابعة للحكومة الشرعية.

وأكد التحالف أن هذه العملية الأولى، وستليها عملية أخرى في حال عدم التقيد ببيان قوات التحالف، مشددا على أن الفرصة ما زالت سانحة للمجلس الانتقالي للانسحاب الفوري والكامل من المواقع التي استولى عليها بالقوة.

وجدد التأكيد على أن التحالف سيتولى حماية المواقع التي ينسحب منها المجلس الانتقالي، وعلى أن يعقد اجتماع في السعودية حال تنفيذ المجلس الانتقالي لمطالب التحالف بالكامل.

التحالف يهدد

وهدد تحالف دعم الشرعية باليمن، مساء السبت، "المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي" في العاصمة المؤقتة عدن، داعيا إياه للانسحاب الفوري من المناطق التي سيطر عليها.

وطلب التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وقفا فوريا لإطلاق النار اعتبارا من الواحدة من فجر يوم الأحد بتوقيت اليمن.

وقال إنه لن يتوانى عن مواجهة من يخالف طلب وقف إطلاق النار والتعدي على المؤسسات في عدن.

ودعا التحالف قوات المجلس الانتقالي الجنوبي وميليشيا قوات الحزام الأمني للانسحاب فورا من المناطق التي سيطروا عليها في عدن.

وتعهد التحالف باستخدام القوة لفرض وقف إطلاق النار.

انقلاب عدن

وبدأت الاشتباكات بين الطرفين يوم الأربعاء الماضي، بإطلاق النار قرب القصر الرئاسي في حي كريتر بعدن، بعد تشييع جنازة قتلى القصف على معسكر الجلاء ومن بينهم القيادي في مليشيات الحزام الأمني منير اليافعي المعروف باسم "أبو اليمامة".

وفي يوم الخميس، اتسعت رقعة الاشتباكات بين قوات من ألوية الحماية الرئاسية من جهة ومسلحي الحزام الأمني ومسلحين قبليين من جهة أخرى، وامتدت هذه الاشتباكات إلى حي خور مكسر ومعسكر جبل حديد، كما استخدمت خلالها الدبابات والأسلحة الثقيلة.

وفي يوم الجمعة، ارتفع عدد القتلى إلى 13 جراء الاشتباكات بين قوات الشرعية والانفصاليين، كما تحدثت مصار إعلامية أن قوات الحماية الرئاسية سيطرت على أجزاء واسعة من منطقة كريتر في مدينة عدن، وسط تراجع قوات المجلس الانتقالي الانفصالي.

وفي يوم السبت، انقلب المشهد بالكامل مع الإعلان عن سيطرة قوات المجلس الانتقالي الانفصالي على قصر معاشيق الرئاسي في عدن (جنوبي اليمن)، كما سيطرت أيضا على المواقع العسكرية الحيوية والمرافق الحيوية في المحافظة، بعد أيام من المعارك مع قوات الحكومة الشرعية.

اجتماع عاجل

وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، مساء السبت، إن الأخيرة تابعت بقلق بالغ تطور الأحداث في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، وتوجه إزاء ذلك الدعوة للحكومة اليمنية ولجميع الأطراف التي نشب بينها النزاع في عدن لعقد اجتماع عاجل في بلدهم الثاني، السعودية.

وقال المصدر إن الهدف من الاجتماع هو مناقشة الخلافات وتغليب الحكمة والحوار ونبذ الفرقة ووقف الفتنة وتوحيد الصف، وذلك للتصدي لميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية الأخرى، واستعادة الدولة وعودة اليمن آمنا مستقرا.

انقلاب على الشرعية

بدوره، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن ما حصل من سيطرة على مقار رسمية واقتحامات في عدن انقلاب على الشرعية.

وأضاف الإرياني أنه على الأمم المتحدة ومجلس الأمن القيام بواجباته إزاء عدن بموجب القانون الدولي.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية اليمنية، يوم السبت، إن المجلس الانتقالي الجنوبي نفذ انقلابا على الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا في عدن، في الوقت الذي سيطرت فيه قوات المجلس الانتقالي على معظم المواقع في عدن، بعد انسحاب قوات الحماية الرئاسية.

وقال نائب وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي، إن "ما يحصل في العاصمة المؤقتة عدن من قبل المجلس الانتقالي هو انقلاب على مؤسسات الدولة الشرعية".

واعتبر أن "تلك المؤسسات هي التي جاء تحالف دعم الشرعية بهدف استعادتها ودعمها بعد انقلاب الحوثي عام 2014.. لا شرعية بدون الشرعية!".

بعد الحوثيين.. انقلاب الانفصاليين

يذكر أن عدن تشهد منذ الأربعاء، مواجهات متقطعة بين قوات الحماية الرئاسية التابع للحكومة اليمنية الشرعية ومجموعات مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة ميليشيا قوات الحزام الأمني، سقط فيها قتلى وجرحى من الجانبين.

ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا بين ميليشيا "الحوثي" الموالية لإيران، والقوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.

وسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء في شهر أيلول 2014 بعد انقلابهم على الحكومة الشرعية، قبل أن تتوسع هيمنتهم لتشمل عددا من محافظات البلاد.

وتقود المملكة العربية السعودية قوات التحالف العربي لدعم الحكومة الشرعية في اليمن، وتقدم دعما لها في سبيل إعادة بسط سيطرتها على كافة المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيا "الحوثي".

المصدر: إيران إنسايدر

اليمن