دعوات يمنية لتحرك دولي لاحتواء مخاطر انفجار خزان صافر

دعا وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، إلى تحرك فوري لاحتواء مخاطر انفجار أو غرق ناقلة النفط "صافر"، وذلك بعد نشر صور جديدة تظهر تسرب المياه إليها.  

وأشار الإرياني إلى أن المياه تسربت إلى متن الناقلة العالقة منذ 2015 قبالة الساحل اليمني، رغم معالجات مؤقتة قام بها الحوثيون في منطقة التسرب، محذرا من أن الأمر ينذر بوقوع أكبر كارثة تلوث بيئي في تاريخ البشرية لن تقتصر آثارها على اليمن بل ستطال كافة الدول المطلة على البحر الأحمر.

وحمل الإرياني، الحوثيين كاملة المسؤولية الكارثة التي قد تحدث نتيجة غرق أو انفجار الناقلة وتسرب أكثر من مليون برميل نفط إلى البحر الأحمر، متهما إياهم بتجاهل كل المناشدات والتحذيرات السابقة بهذا الشأن والتنصل من التزامهم بالسماح لفريق أممي الصعود إلى "صافر".

وطالب المجتمع الدولي وفي مقدمته الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتحرك فوري لاحتواء مخاطر انفجار أو غرق الناقلة، كما حث على عدم السماح بتحويل الملف إلى مادة للمتاجرة والابتزاز السياسي، والضغط على الحوثيين من أجل رفع القيود عن عملية تقييم الوضع الفني للناقلة والشروع في أعمال صيانتها.

خزان صافر

وبات خزان النفط "صافر" الواقع في مياه البحر الأحمر على الساحل الغربي لليمن، والذي كان يستخدم محطة لتصدير النفط منذ عام 1988، كارثة قد تهدد اليمن والدول المجاورة والمطلة على البحر الأحمر، مع احتوائه على أكثر من مليون برميل نفط خام.

وتعمد الحوثيون باليمن عادة إلى تحويل الكوارث التي تشهدها البلاد إلى استراتيجيات حرب انتهازية، وأوراق ضغط، تدير من خلالها عملية الصراع الذي تشهده البلاد منذ نحو ست سنوات، مع رفضها إعادة صيانته الضرورية.

اتهامات متبادلة

ويتبادل طرفا الصراع باليمن الاتهامات، حيث تتهم الحكومة الشرعية ومنظماتٌ الحوثيين بالوقوف وراء هذه المخاطر، داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى الضغط على الجماعة المسلحة.

في خزان صافر حالياً مليون و140 ألف برميل نفط خام، وتشير التقارير إلى أن الخزان بدأ بالتهالك، وأن انفجارا وشيكا سيحصل في حال عدم تفريغه أو صيانته.

ويواجه خزان صافر سيناريوهين خطيرين محتملين؛ الأول حدوث انفجار أو تسرب، قد يؤدي إلى واحدة من أسوأ الكوارث البيئية التي شهدها العالم، أما السيناريو الثاني فهو حدوث حريق كبير، سيتأثر معه نحو 3 ملايين شخص في الحديدة وكافة مناطق الساحل الغربي، بالغازات السامة.

وستتغطى 4% من الأراضي الزراعية المنتجة في اليمن بالغيوم الداكنة؛ مما يؤدي إلى تلف المحاصيل الزراعية، إضافة إلى تعليق المنظمات الإنسانية خدماتها الإغاثية، لتنقطع المساعدات عن 7 ملايين شخص من اليمنيين، وفقا لمنظمات معنية بـ"البيئة".

ومن بين الآثار التي قد يخلفها في حال انفجر أو تسرب محتواه، التسبب في فقدان 115 جزيرة يمنية في البحر الأحمر لتنوعها البيولوجي، وفقدان 126 ألف صياد يمني مصدر دخلهم بمناطق الصيد اليدوي، فيما سيتعرض 850 ألف طن من المخزون السمكي الموجود في المياه اليمنية لتهديد النفوق داخل البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.

كما ستقتل بقع النفط الخام المتسربة 969 نوعا من الأسماك (الأسماك الساحلية وأسماك الأعماق)، و300 نوع من الشعاب المرجانية ستختفي، إضافة إلى اختناق 139 نوعا من العوالق الحيوانية التي تعيش في المياه اليمنية.

ووفقا للتقديرات سيحتاج اليمن في حال وقوع كارثة تسرب النفط الخام (الوشيك) من الناقلة صافر، إلى معالجة أضرار التلوث البحري مدة طويلة، قد تزيد على 30 سنة قادمة، كي تتعافى بيئة البحر الأحمر.

إيران إنسايدر

اليمن