هل تساعد رسالة "نجاد" للرياض على إنهاء حرب اليمن؟

لم يعد الوضع في اليمن يتعلق باليمنيين فقط، بعد تحوله إلى نزاع بين القوى الإقليمية، وأدى إلى زيادة التوتر بين كل من إيران التي تدعم الانقلابيين الحوثيين، والسعودية التي تدعم الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، ما أدى إلى تحول الدولة الفقيرة إلى ساحة تنافس بين الرياض وطهران.  

ويعد الصراع السعودي الإيراني أحد الأسباب في عدم الاستقرار السياسي باليمن؛ نظرا إلى الأثر الذي تركة على البلاد وصولا إلى تدهور الحياة الاقتصادية والإنسانية، وتفتيت النسيج الاجتماعي اليمني.

وبينما وصلت حدة التوتر بين البلدين إلى الذروة، فاجأ الرئيس الإيراني السابق، أحمدي نجاد، الجميع بعرض أفكار لإنهاء الحرب في اليمن، اعتبرها البعض محاولة شخصية لإبقاء نفسه ضمن دائرة الأضواء، فيما اعتبرها آخرون ضمن المحاولات الإيرانية التي تقوم بها بين الحين والآخر لإبداء رغبتها في التصالح مع الرياض، وسط تجاهل من الأخيرة يكشف مدى تأزم العلاقة بين البلدين.

رسالة نجاد

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أنه في خرق لسياسة إيران المعلنة تجاه السعودية، بعث الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد برسالة، مليئة بما وصفته بـ"التملق والثناء"، إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في 10 يوليو/تموز، داعيا إياه إلى التعاون لإنهاء حرب اليمن.

وأكدت الرسالة، التي صورت ولي العهد السعودي على أنه رجل سلام، أنه سيتخذ خطوات لإحلال السلام في المنطقة، وبالتالي تأمين إرثه، إلى جانب إرضاء نبي الإسلام محمد.

وذكرت الصحيفة أن أحمدي نجاد كتب أيضا رسالة إلى زعيم الحوثيين، عبد الملك بدر الدين الحوثي، وأخرى إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.

وتتضمن الرسائل الثلاث اقتراحا من أحمدي نجاد ليلعب دورا في الوساطة لإنهاء حرب اليمن من خلال إنشاء لجنة من الشخصيات الدولية البارزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرسالة لم تتطرق لدور بن سلمان في حرب اليمن على مر السنوات الخمس الماضية، والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها أكبر كارثة إنسانية في العالم. بل قالت الرسالة "أعلم أن سعادتكم لستم سعيدين بمعاناة الأبرياء الذين يموتون ويصابون في كل يوم، وبتضرر البنية التحتية".

وتابعت "أنت مستاء من كون الموارد الإقليمية التي يمتلكها الناس تُستخدم للدمار بدلا من إحداث السلام والازدهار. لهذه الأسباب سوف ترحب بسلام عادل". ووقع الرئيس الإيراني السابق الرسالة بـ"أخوكم محمود أحمدي نجاد".

وأشارت الصحيفة إلى التشخيص السعودي للصراع في اليمن على أنه معركة مع إيران، التي تدعم الحوثيين الذين طردوا الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية من مساحات شاسعة من البلاد منذ عام 2015.

وبحسب مكتب أحمدي نجاد، فإن السعودية لم ترد على الرسالة حتى الآن، وقد تم تسليمها إلى مكتب رعاية المصالح السعودية في طهران.

رسائل إيرانية

ورغم أن رسالة نجاد قد تكون في إطار تفكيره بالدخول في انتخابات الرئاسة بإيران عام 2021، فإن ما طرحه يأتي متشابها مع دعوات مكررة بعثتها إيران للسعودية، للدخول في مفاوضات للتصالح وإنهاء حرب اليمن.

في 20 يوليو/تموز 2020، أعلنت إيران استعدادها للحوار مع جميع دول المنطقة، وفي مقدمتها السعودية، معتبرة أنه لا سبيل لحل الخلافات إلا بالحوار، فيما قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في 20 يناير/كانون الثاني 2020، إن بلاده مُستعدة للدخول في حوار مع السعودية وسائر دول الخليج.

وبعدها بأيام خرج محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني، في 23 من ذات الشهر، بدعوته السعودية إلى العمل مع إيران لحل الخلافات.

وفي 20 أبريل/نيسان 2020، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، إن "إيران مستعدة دائما للتواصل مع جيرانها وتحت أي ظرف، ومستعدون لحل الخلافات دون شروط مسبقة".

وفي 22 يونيو/حزيران 2020، قال مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون العسكرية، يحيى صفوي، إن علاقة بلاده مع الإمارات تحسنت، وإن طهران مستعدة للحوار مع السعودية دون شروط إذا وافقت على ذلك.

لا قيمة لها

واستبعد دبلوماسيون ومحللون، أن تؤدي رسالة أحمدي نجاد إلى ولي العهد السعودي إلى أي تطورات دبلوماسية بين البلدين. كما اعتبر البعض أن هدف أحمدي نجاد من الرسالة إظهار أهميته كسياسي، في حين تواجه إيران العديد من التحديات السياسية والاقتصادية، نتيجة العقوبات الأمريكية وعودة انتشار فيروس كورونا.

وقال روزبه مير براهيمي، وهو محلل إيراني مستقل مقيم في نيويورك، إن ولي العهد السعودي "لن يأخذ أحمدي نجاد على محمل الجد، لأن جميع الأشخاص الذين يتعاملون مع إيران، سواء إقليميا أو دوليا، يعرفون أن مَن يسيطر على مفاتيح القرارات هو علي خامنئي".

إيران إنسايدر

اليمن