عيد سادس "حزين" في "اليمن السعيد"

يعاني ملايين اليمنيين من ضعف القدرة الشرائية واستحالة قدرتهم على الإيفاء بمتطلبات "عيد الأضحى"؛ للعام السادس على التوالي.  

ومع استمرار الحرب التي أشعلها "الحوثيون"، الجماعة التي تتلقى دعما من إيران، بعد انقلابهم على الشرعية وسيطرتهم بقوة السلاح على العاصمة صنعاء وعدة مدن أخرى، فإن ملايين المدنيين يعيشون تحت خط الفقر، وسط مخاوف تهدد بزيادة أعداد الذين يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي بنحو 1.2 مليون شخص خلال 6 أشهر.

وفرض فيروس كورونا وقلة أو انعدام السيولة المالية إضافة للحرب، انحسارا في تنقلات اليمنيين، ما سيؤدي لعدم اجتماع كثير من الأسر اليمنية التي فرقتها الحرب ما بين عدة محافظات، وما بين منطقة وأخرى في إطار المحافظة الواحدة.

تقول اليمنية إيناس العريقي، لصحيفة "البيان": "لم ألتقِ بأمي وأخي وعائلته الذين يسكنون في صنعاء منذ أكثر من خمس سنوات بسبب الحرب، ولذلك فإن تواصلاتنا في كل عيد فقط عن طريق الاتصالات الهاتفية ومواقع التواصل الاجتماعي".

لا ملابس

بدوره، يقول محمد السماوي، وهو موظف في العاصمة صنعاء، "لم تعد تأتي رواتبنا منذ فترات طويلة، ولذا فلا ملابس جديدة للأولاد". أما همدان محمد إسماعيل الذي يسكن مدينة تعز، فيقول إنه لن يستطيع شراء ملابس جديدة لهذا العيد لأبنائه الثلاثة، رغم استلامه لراتبه من قبل الحكومة الشرعية. ويضيف "لن أستطيع فأسعار الملابس مرتفعة ويجب عليّ توفير المواد الغذائية الشهرية لأسرتي وقليلاً من الكيلوات من اللحم".

أسعار خيالية

وتتواجد الأضاحي في عدد من الأسواق ومن ضمنها أحد الأسواق بمدينة تعز، والتي وصل أسعار الأضاحي فيها لمبالغ مرتفعة بفعل قلة المستورد والإنتاج المحلي منها، وتدني قيمة العملة المحلية أمام بقية العملات.

ووصل سعر الثور البلدي إلى مليون ريال يمني، ما يقارب 1661 دولارا، تزداد قيمته بمناطق سيطرة الحوثيين بـ200 ألف ريال، ما يعادل 332 دولارا، ليصل إلى 1993 دولارا بسبب فرض الحوثيين فوارق سعر، في حين بلغ سعر الماعز ما يعادل 199 دولارا وبزيادة 202 دولار بمناطق سيطرة الحوثيين.

مجاعة

وقالت منظمات تابعة للأمم المتحدة، إن أزمات اليمن الغارق بالحرب، تهدد بزيادة أعداد الذين يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي بنحو 1.2 مليون شخص خلال 6 أشهر. 

وقال برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة الأغذية والزراعة، في بيان مشترك، إن "الصدمات الاقتصادية والصراع والفيضانات والجراد والآن كورونا، كلها تثير عاصفة يمكن أن تعكس المكاسب التي تحققت على صعيد الأمن الغذائي".

وتجاوز اليمن البالغ عدد سكانه نحو 27 مليونا، خطر المجاعة قبل 18 شهرا، عندما تلقت المنظمات والبعثات الإغاثية مبالغ ساهمت في ضخ المساعدات، لكن انتشار فيروس كورونا المستجد مؤخرا قلص هذه المساعدات معيدا شبح المجاعة لأفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وذكرت المنظمات، أن "تحليلا للأوضاع في 133 قطاعا في جنوب اليمن أظهر زيادة مقلقة للأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد".

ويبلغ العدد الإجمالي للذين يواجهون الخطر في اليمن نحو 10 ملايين، بحسب برنامج الأغذية العالمي.

وتوقعت المنظمات، أن "يرتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد من 2 مليون إلى 3.2 مليون في الأشهر الستة المقبلة"، وخصوصا في جنوب اليمن، على أن تصدر نتائج تحليل آخر في مناطق الشمال في وقت لاحق من العام الحالي.

من جهتها، قالت منسقة الشؤون الإنسانية ليز غراندي، مطلع الشهر الجاري، إن "اليمن يقف على حافة مجاعة من جديد بينما لا تملك الأمم المتحدة أموالا كافية لمواجهة الكارثة التي تم تجنبها قبل 18 شهرا".

ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا بين جماعة الحوثي الموالية لإيران، والقوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.

وسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء في 20 أيلول/سبتمبر 2014 بعد انقلابهم على الحكومة الشرعية، قبل أن تتوسع هيمنتهم لتشمل عددا من محافظات البلاد.

وتقود المملكة العربية السعودية قوات التحالف العربي لدعم الحكومة الشرعية في اليمن، وتقدم دعما لها في سبيل إعادة بسط سيطرتها على كافة المناطق الواقعة تحت سيطرة "الحوثي".

إيران إنسايدر + البيان

اليمن