مرر البرلمان العراقي قانون الانتخابات الجديد، يوم الثلاثاء، بعد انسحاب كتلة التحالف الكردستاني، في الوقت الذي يحتدم فيه الخلاف بشأن الكتلة العراقية الأكثر عددا في البرلمان وهي المنوط بها ترشيح رئيس جديد للحكومة.
وصوّت مجلس النواب العراقي على المواد الخاصة بقانون الانتخابات الجديد، وصوت النواب على المادتين 15 و16 وصولا إلى المادة 21.
وتعتبر المادتان 15 و16 من المواد الخلافية التي اعترضت عليهما كتلة التحالف الكردستاني، حيث صوت البرلمان بعد انسحاب النواب الأكراد والتحالف الكردستاني.
ويأتي ذلك في ظل استمرار الاحتجاجات في بغداد ومدن عراقية أخرى.
الكتلة الأكثر عددا
في غضون ذلك، يحتدم الخلاف بين الكتل البرلمانية العراقية بشأن الكتلة البرلمانية الأكثر عددا وهي المنوط بها ترشيح رئيس جديد للحكومة.
وإزاء ذلك قالت مصادر في رئاسة الجمهورية العراقية، إن الرئيس برهم صالح بحث مع حسن الكعبي النائب الأول لرئيس البرلمان، والنائب عن تحالف "سائرون" حسن العاقولي ملف الكتلة البرلمانية الأكثرِ عددا.
وأضافت المصادر أن الكعبي الذي ينتمي إلى كتلة "سائرون" الذي يدعمه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر سلم رئيس الجمهورية كتابا ينص على أن الكتلة هي أكبر كتلة نيابية.
وأشارت المصادر إلى أنه لا يوجد اتفاق حتى الآن على اسم وهوية الكتلة البرلمانية الأكبر.
وفي وقت سابق، أفاد مصدر نيابي بأن رئاسة البرلمان سلمت رئيس الجمهورية كتابا تؤكد فيه أن "كتلة البناء" بزعامة هادي العامري هي الأكبر فيه.
وفي جلسة البرلمان اليوم ستتم مناقشة بنود قانون الانتخابات المقترح، حيث تم خلال الأسبوع الماضي التصويت على 14 بندا من أصل 50 بندا قانونيا.
مظاهرات واعتصامات
ويتزامن ذلك مع تواصل الاعتصامات والمظاهرات في بغداد ومدن الوسط والجنوب احتجاجا على التبعية لإيران، والمطالبة بتكليف شخصية مستقلة لا تتبع لأي تيار أو حزب سياسي لتشكيل الحكومة، وحل البرلمان، ومحاسبة الفاسدين.
وأغلق محتجون طريق محمد القاسم السريع شرقي بغداد، وأضرموا النيران في إطارات السيارات، وعلقوا لافتات كتب عليها "لن نسلم رئاسة الحكومة للأحزاب مجددا".
وبحسب متظاهرين في ساحة التحرير في بغداد، فإن العشرات من المتظاهرين واصلوا لليوم الثاني إضرابهم عن الطعام لحين إقرار قانون الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة، في حين شهدت الساحة مسيرات ليلية للمطالبة بحل أزمة قانون الانتخابات والحكومة وهم يهتفون بشعارات تنتقد تأخر الإجراءات ورفض أي مرشح للمنصب ما لم يكن مستقلا عن الأحزاب.
من جهته، أفاد مصدر أمني في قيادة شرطة ديالى بأن المئات أغلقوا الطريق الرابط بين محافظتي ديالى وبغداد.
وأغلق محتجون الطريق الرابط بين محافظتي النجف وكربلاء (جنوبي البلاد)، وردوا شعارات ترفض أي مرشح تقدمه الأحزاب لرئاسة الحكومة.
وفي محافظة الديوانية جنوبي البلاد، أغلق المحتجون الطريق الرابط بين محافظتي الديوانية والنجف لليوم الثاني على التوالي، وأضرموا النيران في الإطارات، ومنعوا حركة السير.
أما في محافظة البصرة الغنية بالنفط أقصى جنوبي البلاد، أضرم محتجون النيران في إطارات السيارات، ومنعوا حركة المرور في الشوارع الرئيسية وسط المدينة.
وأمام ضغط الشارع العراقي، لا تزال الأطراف السياسية عاجزة عن التوصل لحل أزمة اختيار بديل لرئيس الحكومة المستقيل عادل عبد المهدي بعد أن سحب تحالف "البناء" البرلماني مرشحه قصي السهيل لمنصب رئيس الوزراء المقبل بعد رفض شعبي كبير له.
مظاهرات العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.
ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 488 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر