عاد الهدوء إلى منطقة كورنيش المزرعة في بيروت، يوم السبت، بعد مواجهات بين القوى الأمنية والجيش من جهة، ومحتجين مناصرين لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري من جهة أخرى ليلة الجمعة/السبت.
وتسببت المواجهات في إصابات في صفوف الطرفيْن.
واحتج مناصرو الحريري على تسمية حسان دياب لتشكيل الحكومة الجديدة، معتبرين أنه لا يحظى بغطاء الطائفة السنية.
وكان الحريري دعا مناصريه إلى التزام التهدئة وعدم التظاهر.
استشارات نيابية
وبدأ رئيس الوزراء اللبناني المكلف حسان دياب استشاراته البروتوكولية مع الكتل البرلمانية والنواب المستقلين من أجل تشكيل الحكومة الجديدة.
وسيستمع دياب إلى وجهات نظر الكتل والنواب واقتراحاتهم بشأن شكل الحكومة المقبلة.
وستبدأ استشاراته مع رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، على أن يلتقي تباعا برؤساء الكتل ونوابها.
وكتب دياب في صفحته على موقع تويتر أن الوضع في البلاد لا يسمح بإضاعة الوقت، وقال إنه سيكثف الاستشارات للوصول إلى النتيجة التي يتمناها اللبنانيون، داعيا إلى البدء في ما دعاها مسيرة جديدة تستجيب لمطالب اللبنانيين التي قال عنها إنها "محقّة وتشكل قاعدة لبناء دولة جديدة".
وأعلنت كتلة اللقاء الديمقراطي في البرلمان اللبناني مقاطعتها الاستشارات وامتناعها عن المشاركة في الحكومة المقبلة. وقالت الكتلة في بيان إن المعنيين بالشأن الحكومي "يقاربون العملية بالطرق التقليدية التي لا ترقى إلى مستوى التحديات".
واعتبرت الكتلة (9 نواب من أصل 128) أن السياق الذي تجري فيه عملية التكليف والتأليف يوحي بسيناريو معد سلفا سينتج حكومة وصفتها بالعاجزة وغير القادرة على تلبية طموحات الشعب اللبناني.
من جهته، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، إنه أيا كانت الملاحظات على الطريقة أو المسار الذي أدى إلى تكليف حسان دياب، فإن "الأهم هو الحفاظ على الطابع السلمي للاعتراض بعيدا عن العنف وإغلاق الطرق".
وأضاف جنبلاط، في تغريدة على تويتر، أن أمن البلد واستقراره أهم من كل شيء. ودعا لأن "تأخذ اللعبة الديمقراطية النيابية أبعادها مع التمسك والحفاظ على المؤسسات".
تكليف دياب
وكلف الرئيس اللبناني ميشال عون، يوم الخميس 19 كانون الأول/ديسمبر، حسان دياب برئاسة الحكومة في البلاد خلفا للرئيس المستقيل، سعد الحريري، وذلك بعد أن انتهت الاستشارات النيابية في القصر الجمهوري بـ69 صوتا لصالح دياب.
وأفادت الأمانة العامة لرئاسة مجلس النواب بأن دياب سيجري استشارات تأليف الحكومة، اليوم السبت.
في أول ردة فعل سريعة من الحراك الشعبي على تكليف دياب، خرج المتظاهرون، الخميس، إلى ساحة الشهداء يهتفون ضد القرار منددين به، كما تجمهر محتجون على دراجات نارية أمام منزل دياب، وهم يرددون شعارات رافضة لتكليفه، ومؤيدة للحريري.
مطالب الثورة
ويصر المتظاهرون على إسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والسياسية، ويتهمونه بتكريس الفساد على مدار عقود، وسط إجماع شعبي من الحراك على مواصلة المظاهرات حتى تنفيذ مطالبهم بالكامل.
ويطالبون ببدء استشارات نيابية فورية من أجل تشكيل حكومة مصغرة مؤقتة ذات مهام محددة، من خارج مكونات الطبقة الحاكمة، وحددوا مهامها بما يلي: "إدارة الأزمة المالية وتخفيف عبء الدين العام، وإقرار قانون يحقق العدالة الضريبية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة تمثل الشعب، والقيام بحملة جدية لمناهضة الفساد ضمنها إقرار قوانين استقلالية القضاء واستعادة الأموال العامة المنهوبة".
ويشددون على أن "الحكومة المصغرة يجب أن تشكل من خارج كل قوى وأحزاب السلطة برئيسها/رئيستها وكامل أعضاءها"، مؤكدين أنه هذا هو مطلب الشارع، وأي بحث في حكومة لا تتطابق مع هذه المعايير وتخالف إرادة ومطالب الناس سيرتد بتصعيد في الشارع.
ريتا مارالله - إيران إنسايدر