يواصل العراقيون حراكهم الشعبي المطالب بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية، وحل البرلمان، ومحاسبة الفاسدين، وتشكيل حكومة وطنية لا تتبع لأي حزب أو تيار سياسي.
وأعلن نشطاء من قلب ساحة التحرير في بغداد عن تأسيس حراك "25 أكتوبر"، بهدف توحيد الخطاب مع كل التنسيقيات في العاصمة بغداد وبقية المحافظات، وقطع الطريق أمام الفاسدين وعدم السماح لهم بالدخول إلى ساحة التحرير من خلال إنشاء تنسيقيات وتجمعات موالية للأحزاب المشاركة في الحكومة، تهدف لتحقيق أجندات هذه الأحزاب بصورة ملتوية على حساب المتظاهرين ومطالبهم المشروعة.
وقال مؤسس الحراك منتظر الزيدي، إن مؤسسي الحراك الجديد يطالبون بحصر السلطة في العراق بيد العراقيين، وبأن تكون قرارات الدولة "عراقية بحتة" وبمنع التدخل الخارجي في الشؤون العراقية، مشددا في حديث مع "العربية نت" على أن هذا الأمر هو "أهم" مطالبهم التي خرجوا من أجلها، بالإضافة لإبعاد السياسيين الفاسدين عن الحكم ومحاكمتهم. كما عاد وشدد على ضرورة عدم انصياع العراق "لأي قرارات من الدول الخارجية، مهما كانت قوة تأثيرها".
وأضاف الزيدي أن "أي مرشح يطرح اسمه الفاسدون لا يمكن للمتظاهرين وللثوار القبول به، حيث إنهم يطالبون بشخصية مستقلة بعيدة عن الأحزاب الفاسدة".
افتعال حرائق
بدوره، قالت مديريّة الدفاع المدني في العراق، إن الحرائق التي طالت مبانٍ ومحال تجارية في منطقة "الشورجة" وشارع "الرشيد" وسط بغداد؛ مساء أمس الأحد 15 كانون الأول/ديسمبر، ما هي إلا حرائق متعمدة.
وقالت مصادر، إن هناك عناصر مخربة تتبع المليشيات تعمل إلى إشعال الحرائق وإلصاقها بالمتظاهرين لتأليب الرأي العام الشعبي على المعتصمين.
رفض القتل
من جانبها، أعلنت عشائر محافظة واسط من ساحة الاعتصام أمام مجلس المحافظة ومقر المحافظة، عن رفض ما تقوم به السلطات الحاكمة القابعة في المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد من قمع وقتل للعراقيين وتسويف في الانتقال السياسي.
وقالت "بأمر الشعب فإن العراقيين هم من سيختار من يمثلهم في رئاسة الوزراء وهو المطلب الذي تدعمه المرجعية الأعلى في النجف".
وقال ممثل العشائر في حشد جماهيري، يوم الاثنين، "أنتم راحلون ونحن باقون يا من تقبعون في المنطقة الخضراء.. كيدوا كيدكم واسعوا سعيكم.. لن تزيلوا خيامنا.. ما وجودكم إلا أيام معدودة.. فهي قاعدة معروفة على مر التاريخ.. كلما تعطي دماء كلما تجد النصر".
رئيس الحكومة
وقالت مصادر عراقية رفيعة إن التوافق على اسم رئيس وزراء العراق الجديد سيتم قبل الخميس القادم.
وتكشف كواليس الاجتماعات المطولة عن حصر الترشيح بأربع شخصيات من الممكن أن يتولى أحدهم المنصب التنفيذي الأول في البلاد، إذ يتم تداول أسماء ذات توازن سياسي داخل النظام، ومنهم النائب والوزير السابق محمد شياع السوداني، والسياسي الشيعي المستقل الوزير السابق، عبدالحسين عبطان، ورئيس جهاز المخابرات الحالي، مصطفى الكاظمي، ومحافظ البصرة، أسعد العيداني.
ويواجه المشهد السياسي العراقي أزمة في اختيار رئيس الحكومة المقبلة، جراء الضغط الشعبي على ضرورة المجيء بشخصية مستقلة من خارج الوسط الحاكم منذ 16 عاما.
مظاهرات العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.
ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 488 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر