قال مراسل إيران إنسايدر، إن حصيلة قتلى الهجوم الذي نفذته ميليشيا موالية لإيران بالرصاص الحي وقنابل المولوتوف على المتظاهرين في ساحة الخلاني وسط بغداد، مساء يوم الجمعة، ارتفعت إلى 16 قتيلا وعشرات الجرحى.
وأضاف مراسلنا أن المصور الصحفي أحمد مهنة قتل أثناء توثيق عملية قتل المتظاهرين السلميين من قبل الميليشيا.
ونوه مراسلنا أن المناوشات لاتزال مستمرة بين المسلحين والمتظاهرين، بالتزامن مع قطع التيار الكهربائي عن الساحة ومناطق عدة محيطة بجسري السنك والأحرار في بغداد.
ونقل مراسلنا عن شهود عيان تأكيدهم أن المسلحين ينتمون إلى ميليشيا "عصائب أهل الحق" المدعومة من إيران.
هذه هي المليشيات المجرمة التي قتلت شبابنا اليوم في #ساحة_الخلاني و #جسر_السنك و قرب #ساحة_التحرير #بغداد #العراق pic.twitter.com/tplDOcFR6X
— Omar Habeeb (@TheOmarHabeeb) December 6, 2019
وقال إن أعدادا كبيرة من المدنيين وسكان المناطق المحيطة بالساحة توافدوا إليها بهدف دعم المتظاهرين.
وناشد المتظاهرون الجيش العراقي لحمايتهم من رصاص المسلحين المجهولين.
بدورها، طالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق القوات الأمنية بتحمل مسؤوليتها في الحفاظ على حياة المتظاهرين السلميين وإعادة الأمن لساحات التظاهر في بغداد.
وحذّرت من انفلات الوضع الأمني في ساحة التظاهر وسط بغداد مما يهدد بسقوط ضحايا في صفوف المتظاهرين السلميين والقوات الأمنية.
مظاهرات متواصلة
وتوافد آلاف المتظاهرين من مختلف المناطق العراقية، يوم الجمعة، إلى ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، للتأكيد على مواصلة الحراك حتى تحقيق كامل مطالبهم بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية وحل البرلمان وإجراء انتخابات برعاية أممية.
وتوافد المتظاهرون إلى ساحات وجسري السنك والجمهورية، وسط بغداد,
وفي الجنوب، يستمر توافد المحتجين على ساحات الاعتصام، وسط هدوء نسبي، ولا سيما في محافظتي ذي قار والنجف، بعد الأحداث التي رافقت الاحتجاجات فيهما.
حصيلة القتلى
وفي إحصائية جديدة لعدد قتلى الاحتجاجات منذ مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر، قال عضو مجلس المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان بالعراق علي البياتي -في تصريحات اليوم لوكالة الأنباء الألمانية- إن مجموع الضحايا في المظاهرات منذ انطلاقتها بلغ 460 قتيلا وأكثر من عشرين ألف مصاب.
وأضاف أن عدد المعتقلين بلغ 2650 معتقلا، أطلق سراح أغلبهم، غير أن حوالي 160 ما زالوا رهن الاعتقال.
تدخلات خارجية
وفي السياق، دعت المرجعية الشيعية العليا في العراق إلى اختيار رئيس الحكومة الجديدة وأعضائها، بعيدا عن أي تدخل خارجي.
وخلال خطبة الجمعة، قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي أية الله علي السيستاني، "نأمل أن يتم اختيار رئيس الحكومة الجديدة وأعضائها ضمن المدة الدستورية ووفقا لما يتطلع إليه المواطنون، بعيدا عن أي تدخل خارجي".
وأضاف أن "المرجعية الدينية ليست طرفا في أي حديث بهذا الشأن ولا دور لها فيه بأي شكل من الأشكال".
وحذرت المرجعية من "الذين يتربصون بالبلد ويسعون لاستغلال الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح لتحقيق أهداف معينة، تنال من المصالح العليا للشعب العراقي"، دون مزيد من التوضيح.
وكررت المرجعية تحذيراتها من اندساس المخربين في صفوف المتظاهرين واعتدائهم على قوى الأمن أو الممتلكات العامة والخاصة، كما أشادت بدور رجال العشائر في منع الفوضى والخراب لكنها دعت للعمل "على أن ترجع الأمور إلى سياقها الطبيعي في جميع المناطق بتحمل القوى الأمنية الرسمية مسؤولية حفظ الأمن والاستقرار".
عقوبات أمريكية
دوليا، قالت مصادر أميركية إن واشنطن تعتزم فرض عقوبات على مسؤولين عراقيين، لافتة إلى أن الإعلان عنها سيتم خلال ساعات.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قبل أيام، إن بلاده ستستخدم صلاحياتها الشرعية لفرض "عقوبات على شخصيات فاسدة تسرق ثروات العراقيين، وعلى الذين يقتلون ويصيبون المحتجين المدنيين".
ولوّح مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، بعقوبات قد تفرضها واشنطن قريبا ضد المسؤولين عما وصفها بـ"الفظائع في العراق"، مستنكرا الاستخدام المروع والشنيع للقوة ضد المتظاهرين.
مظاهرات العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.
ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 476 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر