أضرم محتجون النار بالقنصلية الإيرانية في النجف، ليلة الثلاثاء/الأربعاء، ما أدى إلى احتراق مدخلها، للمرة الثالثة خلال الأيام الماضية.
وأفاد مصدر أمني بأن القنصلية كانت خالية تماما عند إشعال النيران بها، وأن فرق الدفاع المدني عمل على إخماد الحريق.
وشهدت ساحة التحرير في بغداد ومحيط جسر الأحرار وسط المدينة، استمرار توافد المحتجين، بينما زاولت بعض المحلات التجارية القريبة من موقع المظاهرات نشاطها.
وفي كربلاء، قال مصدر طبي في دائرة الصحة الحكومية إن 15 متظاهرا أصيبوا بجروح وحالات اختناق أمس، جراء استنشاق الغاز المدمع.
وقال ملازم في شرطة كربلاء إن الجرحى أصيبوا أثناء محاولتهم اقتحام مبنى مجلس محافظة كربلاء وسط المدينة.
وأضاف أن قوات الأمن صدت المهاجمين عبر إطلاق قنابل الغاز المدمع والقنابل الصوتية، مشيرا إلى أن المتظاهرين يحاولون اقتحام المبنى منذ عدة ليال، موضحا أن السلطات الأمنية أحاطت مبنى مجلس المحافظة بالكتل الإسمنتية للحيلولة دون وصول المحتجين إليه.
تحقيق بمجزرة ذي قار
وتعهدت اللجنة العسكرية المكلفة بالتحقيق في الأحداث الدامية التي شهدتها محافظة ذي قار (جنوب العراق) بكشف تفاصيل ما جرى أمام الرأي العام، ورفع تقرير نهائي إلى رئيس الوزراء.
وقال رئيس اللجنة المستشار العسكري لرئيس الوزراء الفريق الركن خالد حمود جبار لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "اللجنة ستكتب تقريرا نهائيا يعرض على رئيس الوزراء بعد الاستماع إلى جميع الأطراف".
وأكد أن "اللجنة استمعت إلى شهادات الضباط وسوف تكون شفافة وتكشف كل تفاصيل ما جرى في المحافظة خلال الأحداث الأخيرة أمام الرأي العام"، مؤكدا أن "دور الإعلام مهم في نقل الحقيقة من دون تزييف".
إلى ذلك، أوضح أن اللجنة ستكتب تقريرا نهائيا يعرض على رئيس الوزراء بعد الاستماع إلى جميع الأطراف.
وكانت اللجنة وصلت في وقت سابق الأربعاء إلى الناصرية، حيث استمعت إلى التحقيقات التي أجراها القادة الأمنيون وإلى شكاوى الضحايا والناجين، قبل أن تغادر إلى بغداد.
انتخابات مبكرة
سياسيا، أعلن عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة في العراق، يوم الأربعاء، أن الحكومة المقبلة ستكون حكومة مؤقتة تعمل على التحضير لإجراء انتخابات مبكرة، جاء ذلك خلال لقائه السفير الفرنسي برونو أوبيرت.
وقال الحكيم في بيان، إن التطورات الأخيرة في البلاد وملف التظاهرات كانت محور الحديث خلال لقاء السفير الفرنسي، مشيرا إلى أن القوى السياسية تسعى للإسراع في تسمية رئيس حكومة يحظى بقبول شعبي، إضافة إلى توفر معايير القدرة والكفاءة في إدارة البلاد.
وأشار إلى أن الحكومة المقبلة ستكون حكومة مؤقتة تعمل على التحضير لإجراء انتخابات مبكرة على ضوء قانون الانتخابات المنصف الذي يتم تشريعه في مجلس النواب والمفوضية الجديدة البعيدة عن التأثير السياسي.
مظاهرات العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.
ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 420 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر