جدد شيوخ عشائر مدينة النجف العراقية، يوم الاثنين، مطالبتهم بمحاكمة كل المتورطين بقتل المتظاهرين.
وطالبوا خلال مؤتمر عقد في النجف، اليوم الاثنين، بضرورة حل البرلمان وتشريع قانون مفوضية وانتخابات جديدين.
وتأزمت الأوضاع في النجف مجددا خلال اليومين الماضيين بسبب مواجهات بين مليشيات مسلحة والمحتجين واقتحام عناصر مسلحة بالسيوف مستشفى يعالج جرحى المتظاهرين، ما أدى إلى إعلان حالة الإنذار القصوى وتوجيه المحافظ نداء استغاثة.
وأعلنت قيادة شرطة النجف حالة الإنذار القصوى في المحافظة بسبب تدهور الأمن بشكل خطير، ما ينذر بصدامات مسلحة دامية بين ميليشيا مسلحة ومجموعات من المحتجين واقتحام مجهولين بالسيوف والسكاكين مستشفى الصدر التعليمي في المدينة يعالج الجرحى المصابين من المتظاهرين وقاموا بالاعتداء على الكادر الصحي الذي يعالجهم.
ويواجه عشرات المحتجين ميليشيا سرايا عاشوراء المحيطة بمرقد محمد باقر الحكيم (شهيد المحراب) مؤسس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، وهو عم عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة الذين يطلقون الرصاص باتجاه المحتجين الذين يحاولون اقتحامه لإطلاق مجموعة من المتظاهرين المعتقلين بداخله.
وتقول مصادر أمنية إن عددا من القتلى والجرحى من المتظاهرين سقطوا نتيجة اطلاق مليشيا السرايا الرصاص باتجاههم.
وقتل أكثر من 70 متظاهرا، وأصيب مئات آخرون في مدينتي النجف (مركز محافظة تحمل الاسم نفسه) والناصرية مركز محافظة ذي قار، منذ يوم الخميس، برصاص قوات الأمن ومسلحين.
ووصلت مجموعة من وجهاء المدينة والشخصيات العشائرية للتحقق من وجود معتقلين داخل المرقد وإطلاق سراحهم وتسليم الاشخاص الذين أطلقوا الرصاص باتجاه المتظاهرين من المباني المحيطة بالمرقد لكنه لم تعرف بعد نتائج وساطتهم.
حرق قنصلية إيران
وأقدم متظاهرون عراقيون، يوم الأحد 1 كانون الأول/ديسمبر، على حرق القنصلية الإيرانية في مدينة النجف، للمرة الثانية خلال أيام.
وعملت فرق الإطفاء العراقية على إخماد حريق أضرمه المتظاهرون في مقر القنصلية الإيرانية في النجف.
وقال مصدر أمني، إن القوات الأمنية في محافظة النجف دخلت حالة الإنذار القصوى.
ويأتي حرق القنصلية الإيرانية بعد يومين من زيارة قائد فيلق القدس قاسم سليماني إلى العراق، بهدف الاطلاع على تشكيل حكومة عراقية جديدة.
حريق سابق
وأضرم متظاهرون النار، يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني/نوفمبر، في القنصلية الإيرانية في النجف. وطالبت إيران العراق، الخميس، باتخاذ "إجراءات حازمة ومؤثرة" ضد "العناصر المعتدية" على قنصليتها.
وتعرضت القنصلية الإيرانية في كربلاء لغضب المتظاهرين في وقت سابق من هذا الشهر، لكن قوات الأمن العراقية ردت ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص.
وتوقع العديد من المحللين أن إيران ستمارس ضغطها على الحكومة العراقية لحملها على الرد بصرامة على هجوم النجف.
وتربط وسائل إعلام مقربة من النظام الإيراني بين الهجوم على القنصلية في العراق والمظاهرات الشعبية بإيران، وتنحي باللائمة في الحالتين على القوى الأجنبية.
إيرانيون يعذبون معتقلا
وانتشر مقطع فيديو يظهر أحد المتظاهرين الذين تم احتجازهم في سراديب مرقد رجل الدين الشيعي الراحل، محمد باقر الحكيم، في النجف بالعراق، وهو يروي كيف تم تعذيبه على أيدي عناصر رجح أنهم إيرانيون.
وقال المتظاهر إنه تم حجز المتظاهرين في السراديب وتم تعذيبهم بالكهرباء.
مظاهرات العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.
ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 420 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر