يواصل المتظاهرون العراقيون احتجاجاتِهم في بغداد والمناطق الجنوبية، معتبرين أن استقالة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي غيرَ مقنعة ومصرين على "تنحية جميع رموز الفساد"، وإسقاط النظام القائم على "المحاصصة الطائفية".
وفي السياق، اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين والأمن في بغداد قرب جسر السنك وحواجزِ البنك المركزي.
واستهدفت قوات الأمن المتظاهرين بقنابل مسيلة للدموع، ما أدى لسقوط العديد من الجرحى.
اعتقال المجرمين
وطالبت اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة تشرين الثاني/نوفمبر، جهاز مكافحة الإرهاب باعتقال من وصفتهم بـ"المجرمين" رئيس الوزراء المستقيل وجميع أركان حكومته وكذلك "جميل الشمري" المسؤول عن مجزرة الناصرية.
وقالت اللجنة في بيان لها، تحت عنوان "مطلب جماهيري"، يوم الأحد 1 كانون الأول/ديسمبر، إنه يجب ضبط كل من سبق بحسب المادة 4 إرهاب؛ لقتلهم الشعب العراقي وعدم تقديمهم للقضاء الحالي والتحفظ عليهم لحين تشكيل حكومة وطنية يقع على عاتقها إصلاح القضاء.
في تلك الأثناء، قالت وسائل إعلام محلية إنه تم تكليف عبد المهدي بتسيير أعمال الحكومة لمدة 30 يوما لحين تشكيل حكومة جديدة.
بينما ألمحت تقارير إلى صدور أمر ضبط بحق محافظ النجف لؤي الياسري، على خلفية الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة.
بدورها، أعلنت كتلة "سائرون" التي يتزعمها مقتدى الصدر تنازلها عن حقها في ترشيح رئيس الوزراء الجديد، مؤكدة أنها باعتبارها الكتلة الأكبر ستوافق على المرشح الذي يختاره الشعب.
وهو ما رأى فيه محللون، أن كتلة "سائرون" باتت على يقين من أن مجلس النواب الحالي قد يُحل في أي وقت إذا ما استمر العراقيون في تظاهراتهم وضغطهم من أجل الانتخابات المبكرة.
حداد في الجنوب
وتستمر النجف وذي قار، في حدادهما على أرواح الذين سقطوا خلال الأيام الماضية في الاحتجاجات.
وكانت الإدارتان المحليتان في النجف وذي قار أعلنتا، الجمعة، الحداد العام 3 أيام بعد موجة عنف دامية في المحافظتين الواقعتين جنوب العراق.
وقتل أكثر من 70 متظاهرا، وأصيب مئات آخرون في مدينتي النجف (مركز محافظة تحمل الاسم نفسه) والناصرية مركز محافظة ذي قار، منذ يوم الخميس، برصاص قوات الأمن ومسلحين.
دعوات للعصيان
وأطلق عدد من الناشطين العراقيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوة للعصيان المدني، اليوم الأحد، وشملت دعوات العصيان تلك محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار وكركوك ونينوى، وهي المحافظات التي شهدت عمليات عسكرية ضد تنظيم "داعش" قبل سنتين وذات الغالبية السنية.
ولم تشارك هذه المحافظات حتى الآن في التظاهرات التي شهدتها محافظات بغداد والوسط والجنوب.
إيرانيون يعذبون معتقلا
وانتشر مقطع فيديو يظهر أحد المتظاهرين الذين تم احتجازهم في سراديب مرقد رجل الدين الشيعي الراحل، محمد باقر الحكيم، في النجف بالعراق، وهو يروي كيف تم تعذيبه على أيدي عناصر رجح أنهم إيرانيون.
وقال المتظاهر إنه تم حجز المتظاهرين في السراديب وتم تعذيبهم بالكهرباء.
مظاهرات العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية.
ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لإسقاط الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إثر لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 407 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر