اعتدى زعران من "حزب الله" وحركة "أمل"، مساء الاثنين، على معتصمين في العاصمة بيروت ومدينة صور جنوبي لبنان.
وأظهرت لقطات مصورة، نشرها ناشطون على مواقع التواصل، عناصر من "حزب الله" وحليفته حركة "أمل"، وهم يقتحمون ساحة العلم عند مدخل صور، ويعتدون على المحتجين.
وأقدم هؤلاء على إحراق خيم المعتصمين وسط انتشار لعناصر من الجيش وقوى الأمن، الذين عجزوا عن حماية المتظاهرين العزل في المدينة التي يدعي "حزب الله" السيطرة عليها.
وفي بيروت، شهدت منطقة الكولا المتاخمة لمنطقة "طريق الجديدة" هجمات من قبل عناصر "حزب الله" وحركة "أمل"، أيضا، وسط أنباء عن إصابة اثنين من المتظاهرين وسماع دوي إطلاق رصاص.
وأفادت لاحقا وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بعودة الهدوء إلى منطقة الكولا.
وقالت إن "مواكب من الدراجات النارية كانت انطلقت من طريق الجديدة والضاحية الجنوبية في بيروت، وحصل توتر بين الشبان من المنطقتين وحصل إطلاق نار في الهواء، فتدخلت القوى الأمنية وأعادت الأمور إلى طبيعتها".
وسعى أنصار حركة أمل وحزب الله بين الحين والآخر لفض المظاهرات وفتح الطرقات بالقوة. كما دمّر مؤيدو الحركتين مخيما رئيسيا للاحتجاجات في وسط بيروت الشهر الماضي.
ومساء يوم الاثنين، وقعت اشتباكات في بيروت بين أنصار رئيس الوزراء المستقيل، سعد الحريري، وحركتي حزب الله وأمل تطورت إلى إطلاق نار.
وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن أنصار حزب الله وأمل أزالوا خياما للمحتجين بمدينة صور في جنوب البلاد، وأشعلوا فيها النيران مما دفع قوات الأمن للتدخل وإطلاق النار في الهواء.
شبح الإفلاس
وفي سياق مختلف، أكد رئيس جمعية تجار بيروت، نقولا شماس، أن الهيئات الاقتصادية تتصرّف بتأنٍّ لأنها حريصة على اقتصاد البلد، وكانت تواكب الأحداث وتعطي المسؤولين في السلطة فرصا متتالية، "نظرا لأن الأجواء كانت توحي بأن الحلّ في متناول اليد. لكنّ اليأس والغضب العارم ينتابان الهيئات الاقتصادية اليوم بعد مرور 40 يوما على الاحتجاجات والشلل الحكومي".
وأشار، بحسب نقلت وسائل إعلام لبنانية إلى أن هناك إجماعا ضمن الاعضاء كافة على الإضراب والإقفال لأنّ المنحى أصبح انحداريا، "وهناك خطورة مطلقة لأننا خرجنا من الأزمة العابرة ومن الأزمة الهيكلية وأصبحنا في الأزمة الوجودية".
ولفت شماس إلى "أن 50% من المؤسسات والشركات لا يمكن أن تستمرّ وتصمد 6 أشهر. وستقوم غالبية المؤسسات بصرف العمال أواخر الشهر الحالي وخفض رواتب موظفيها أو عدم دفعها بالكامل. وبالتالي لا يمكن للهيئات الاقتصادية أن تبقى صامتة تجاه هذا الواقع".
وأكد "أننا دخلنا اليوم المرحلة القاتلة، حيث باتت الضرورات تبيح كل المحظورات". مشددا على أنه مع تراجع أعمال الشركات بنسبة 80%، "لم يعد أمامها سوى المفاضلة بين دفع الضرائب للدولة أو للموردين أو تسديد الفوائد المصرفية أو دفع رواتب موظفيها. وهي بالتأكيد ستعطي الأولوية لرواتب موظفيها الذين تعتبرهم خطا أحمر".
الحريري لا يرغب بالترشح
سياسيا، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري، الثلاثاء، عدم رغبته بتشكيل حكومة جديدة.
وقال الحريري في بيان، إنه متمسك بقاعدة "ليس أنا، بل أحد آخر لتشكيل حكومة تحاكي طموحات الشباب والشابات والحضور المميز للمرأة اللبنانية".
وأضاف أنه يواجه على أنّه يتصرف على قاعدة "أنا أو لا أحد" ثم على قاعدة "أنا ولا أحد"، مشددا على أن كل اللبنانيين يعرفون من صاحب هذا الشعار قولًا وممارسة، دون توضيح.
وتابع "أسوأ الإنكار هو أن من يعرفون كل هذه الوقائع ما زالوا يتحججون تجاه الرأي العام بأنهم ينتظرون قرارًا من سعد الحريري المتردد لتحميلي، زورًا وبهتانًا، مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة الجديدة".
وطلب الحريري من الرئيس ميشال عون، أن "يبادر فورا إلى الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة، لتكليف رئيس جديد بتشكيل حكومة جديدة، متمنيا لمن سيتم اختياره التوفيق الكامل في مهمته".
مطالب الثورة
ويصر المتظاهرون على إسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والسياسية، ويتهمونه بتكريس الفساد على مدار عقود، وسط إجماع شعبي من الحراك على مواصلة المظاهرات حتى تنفيذ مطالبهم بالكامل.
ويطالبون ببدء استشارات نيابية فورية من أجل تشكيل حكومة مصغرة مؤقتة ذات مهام محددة، من خارج مكونات الطبقة الحاكمة، وحددوا مهامها بما يلي: "إدارة الأزمة المالية وتخفيف عبء الدين العام، وإقرار قانون يحقق العدالة الضريبية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة تمثل الشعب، والقيام بحملة جدية لمناهضة الفساد ضمنها إقرار قوانين استقلالية القضاء واستعادة الأموال العامة المنهوبة".
ويشددون على أن "الحكومة المصغرة يجب أن تشكل من خارج كل قوى وأحزاب السلطة برئيسها/رئيستها وكامل أعضاءها"، مؤكدين أنه هذا هو مطلب الشارع، وأي بحث في حكومة لا تتطابق مع هذه المعايير وتخالف إرادة ومطالب الناس سيرتد بتصعيد في الشارع.
ريتا مارالله - إيران إنسايدر