دعا نشطاء لبنانيون، يوم الاثنين، القوى الأمنية للتعامل بصرامة مع الشبيحة والمعتدين على المتظاهرين في ساحات التظاهر.
وقالت حملة "لـحقي" في بيانها "تفعل القوى السياسية المهيمنة المستحيل لإعادتنا إلى انقسامات هذه الثورة كانت قد دفنتها في الساحات".
وأضافت "اليوم الانقسام هو بين الناس من جهة، وقوى المنظومة الحاكمة من جهة أخرى".
وتابعت أنها "تواجه محاولات قوى السلطة البائسة بمزيد من التضامن والإصرار والتمسك بأهداف ثورتنا السلمية!".
ودعت اللبنانيين في بيروت وبقية المناطق إلى الخروج إلى ساحات التظاهر من أجل استكمال الأهداف التي من أجلها انتفض الشعب وملأ الساحات.
كما دعتهم إلى الإضراب العام حتى تحقيق الهدف المرحلي للثورة.
ووجهت الحملة دعوى إلى اللبنانيين، للمشاركة في كافة الوقفات المناطقية لإضاءة الشموع عن أرواح حسين شلهوب وسناء الجندي الذين سقطا في حادث السير ليلة أمس الأحد.
وقالت الحملة "نعتبر أن محاولات رمي المسؤوليّة على المتظاهرين إنما هي استغلال من قبل الأحزاب لتصويب الألم في زواريبهم السياسيّة الضيّقة.
وشددت أن ساحاتهم واحدة ومطالبهم واحدة وهي تواجه التفرقة بالتضامن.
وطالبت القوى الأمنيّة تأمين الحماية لكافة الناس، متظاهرين كانوا أم متنقلين، وصون حرية الناس في التعبير عن رفضهم لتقاعس الطبقة الحاكمة، ودعت للإسراع بالتحقيق لمعرفة تفاصيل الحادث الأليم.
تجمعات احتجاجية
وتجمع عدد من المتظاهرين في لبنان، مساء الاثنين، على طريق القصر الجمهوري في بعبدا، وقطعوا الطرقات في بيروت والبقاع وصيدا، وطرابلس.
وشهدت الدعوات للإضراب العام استجابة في بعض المدن اللبنانية، وعلى رأسها صيدا وطرابلس، فيما فتحت بعض المصارف والمدارس أبوابها في العاصمة بيروت.
وكثّف الجيش اللبناني من تواجده في محيط بيروت، لاسيما على جسر فؤاد شهاب جسر الرينغ الحيوي في العاصمة.
وفي الشمال، أفادت الوكالة الوطنية للأنباء، أن عددا من المحتجين أقفلوا مكاتب الصيارفة في بلدة حلبا، على خلفية ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة.
وعاد الهدوء النسبي صباح الاثنين إلى محيط وسط بيروت، إثر التعدي الذي حصل من قبل مناصرين لحزب الله وحركة أمل، على المتظاهرين الذين قطعوا جسر الرينغ (جسر رئيسي في العاصمة) المؤدي إلى وسط المدينة.
ووصل عشرات الشبان سيرا على الأقدام وعلى دراجات نارية إلى جسر الرينغ، بعد وقت قصير من إقدام متظاهرين على قطعه، وفق ما بثت شاشات التلفزة المحلية مباشرة على الهواء.
وكال الشبان المهاجمون الشتائم والإهانات للمتظاهرين والمتظاهرات، مرددين هتافات داعمة للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس البرلمان رئيس حركة أمل نبيه بري، بينها "بري، نصرالله والضاحية كلها"، بالإضافة إلى هتاف "شيعة شيعة" الذي كرروه مراراً.
في حين ردّ المتظاهرون بإلقاء النشيد الوطني اللبناني وترداد هتاف "ثورة، ثورة" و"ثوار أحرار، منكمل (نتابع) المشوار".
مطالب الثورة
ويصر المتظاهرون على إسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والسياسية، ويتهمونه بتكريس الفساد على مدار عقود، وسط إجماع شعبي من الحراك على مواصلة المظاهرات حتى تنفيذ مطالبهم بالكامل.
ويطالبون ببدء استشارات نيابية فورية من أجل تشكيل حكومة مصغرة مؤقتة ذات مهام محددة، من خارج مكونات الطبقة الحاكمة، وحددوا مهامها بما يلي: "إدارة الأزمة المالية وتخفيف عبء الدين العام، وإقرار قانون يحقق العدالة الضريبية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة تمثل الشعب، والقيام بحملة جدية لمناهضة الفساد ضمنها إقرار قوانين استقلالية القضاء واستعادة الأموال العامة المنهوبة".
ويشددون على أن "الحكومة المصغرة يجب أن تشكل من خارج كل قوى وأحزاب السلطة برئيسها/رئيستها وكامل أعضاءها"، مؤكدين أنه هذا هو مطلب الشارع، وأي بحث في حكومة لا تتطابق مع هذه المعايير وتخالف إرادة ومطالب الناس سيرتد بتصعيد في الشارع.
ريتا مارالله - إيران إنسايدر