وصف مجلس الخبراء الإيراني، يوم السبت، المحتجين في إيران بـ"المخربين والمخلين بالأمن والانتهازيين".
واتهم "أميركا وإسرائيل، ومنظمة مجاهدي خلق المعارضة" بإشعال الاحتجاجات.
ودعا المجلس، في بيان وقعها أحمد محبتي (93 عاما) لـ"الحسم مع المحتجين ومحاكمتهم".
حرب عالمية
وكان علّق قائد عمليات الباسيج العميد سالار آبنوش، على الاحتجاجات في بلاده بالقول إنها "حرب عالمية حقيقية".
وقال آبنوش إن "الاحتجاجات الأخيرة كانت حربا عالمية حقيقية طالت جميع أنحاء البلاد بشكل فجائي.. الله وحده هو الذي أنقذنا منها.. ووصف إخمادها بالمعجزة"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "إيسن".
ونقلت المواقع عن قائد عمليات الباسيج قوله، الخميس، إنه "على الرغم من تأخرنا في قطع الإنترنت، فإن الخطوة ساعدت في تعطيل تنظيم المحتجين".
نظرية المؤامرة!
وكان اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، يوم الأربعاء 20 تشرين الثاني/نوفمبر، من وصفهم "الأعداء والأجانب" بالوقوف وراء الاحتجاجات التي عمت معظم محافظات البلاد منذ مساء الجمعة الماضي 15 تشرين الثاني/نوفمبر.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن روحاني قوله، إن الحكومة انتصرت على ما وصفها "الاضطرابات".
وقال روحاني في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية على موقعها الإلكتروني "نجح الشعب الإيراني مرة أخرى في اختبار تاريخي وأظهر أنه لن يسمح للأعداء بالاستفادة من الوضع رغم أنه ربما كانت لديه شكاوى بشأن إدارة البلاد".
تصريحات روحاني جاءت مكملة لتصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي، التي قال فيها إنه تم "دحر العدو"، في إشارة إلى التظاهرات الشعبية.
وقال خامنئي في خطاب بثه التلفزيون "دحرنا العدو خلال الأحداث الأمنية في الأيام الأخيرة".
قائد شرطة طهران، قال بحسب ما نقلت وكالة أنباء "إسنا"، يوم الأربعاء، إنه جرى اعتقال الكثير ممن وصفهم بـ"الزعماء الرئيسيين لأعمال الشغب التي شهدتها العاصمة الإيرانية مؤخرا".
وأضاف أن "هؤلاء الأشخاص يعدون من الأشرار والمخلين بالنظام العام، وسيتم التعامل معهم بشكل صارم"، وأضاف "لن نسمح "للمخلين بالأمن والنظام والبلاطجة والأشرار" بالمساس بالنظام العام، حسب تعبيره.
إعدام المتظاهرين
وفي السياق، طالبت صحيفة "كيهان" الإيرانية، التي يشرف عليها المرشد الإيراني علي خامنئي، يوم الثلاثاء، بإعدام المتظاهرين.
يأتي ذلك تزامناً مع إفادة موقع إلكتروني إيراني عن تهديد الحرس الثوري للمحتجين و توعدهم برد ثوري وحاسم، فيما توعد الموالون لمرشد إيران، علي خامنئي، بإنزال قوات الباسيج لقمع الاحتجاجات في مختلف مدن البلاد.
قتلى وجرحى
وكشف متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن تقارير تتحدث عن عشرات القتلى في احتجاجات تشهدها إيران منذ خمسة أيام، مشيراً إلى أن الوضع يدعو للقلق.
وأبدى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قلقه من استخدام قوات الأمن الإيرانية للذخيرة الحية، ومن أنباء عن انتهاكات للقانون الدولي.
بدورها، أعلنت "منظمة العفو الدولية"، أن "تقارير موثوقة" تشير إلى أن أكثر من 100 متظاهر، وتقارير تقول 200 قُتلوا في أنحاء إيران منذ أن أمرت السلطات قوات الأمن بقمع التظاهرات التي اندلعت عقب رفع أسعار البنزين.
وتابعت المنظمة الحقوقية، ومقرها لندن، أنه "وفقاً لتقارير موثوقة فإن 106 متظاهرين على الأقل قتلوا في 21 مدينة"، مضيفةً أن "حصيلة القتلى الحقيقية ربما تكون أعلى من ذلك بكثير، حيث تشير بعض التقارير إلى مقتل نحو 200 متظاهر".
وبحسب "منظمة العفو الدولية"، أغلب القتلى سقطوا في الأهواز وكردستان.
وذكرت المنظمة أن قوات الأمن الإيرانية تلقت "ضوءا أخضر لقمع" التظاهرات التي اندلعت الجمعة وامتدت إلى أكثر من 100 مدينة في أرجاء إيران.
مظاهرات إيران
وتندلع احتجاجات شعبية واسعة في أكثر 100 مدينة إيرانية، منذ يوم الجمعة 15 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد قرار رفع أسعار البنزين ثلاثة أضعاف.
وخرج الشعب الإيراني باحتجاجات في كل من العاصمة طهران ومشهد، وإقليم الأحواز العربي ومدن معشور والمحمرة، وسيرجان التابعة لمحافظة كرمان، وبهبهان وشيبان، كما شهدت مدن شيراز وبندر عباس وخرمشهر وماهشهر احتجاجات مماثلة.
وندد المتظاهرون بقرار رفع سعر البنزين، وركنوا سياراتهم وسط الطرقات من أجل إغلاقها، وأشعلوا الإطارات في الشوارع، ودعوا الشعب للمشاركة في الاحتجاجات، وهتفوا "لن نقبل الذل.. سنطالب بحقوقنا".
في الوقت الذي ردت فيه قوات الأمن الإيرانية على المحتجين بإطلاق الأعيرة النارية صوب المحتجين في الأحواز.
ورفع المتظاهرون هتافات تنادي بإسقاط النظام و"الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي" و"الموت لروحاني".
طاهرة الحسيني – إيران إنسايدر