غرد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، باللغة الفارسية، داعيا الإيرانيين إلى توثيق عمليات القمع التي نفذتها قوات الأمن الباسيج ضد المحتجين خلال الأيام الماضية، في الوقت الذي كشف فيه تقرير حقوقي عن مقتل 60 أحوازيا منذ بدء الانتفاضة الإيرانية التي وصفها قائد قوات الباسيج بـ"الحرب العالمية الحقيقية".
وكتب بومبيو تغريدة على تويتر بالفارسية ثم بالإنكليزيّة، جاء فيها "طلبت من المحتجين الإيرانيين أن يرسلوا لنا أشرطة الفيديو والصور والمعلومات التي توثق حملة النظام على المتظاهرين".
وأضاف أن "الولايات المتّحدة ستنشر هذه الانتهاكات وتعاقب" مرتكبيها.
وبمجرد أن نشر بومبيو التغريدة على حسابه في تويتر، حتى قام الإيرانيون بالرد على التغريدة ونشر مقاطع فيديو وصور تظهر عمليات القتل والقمع التي ترافق مع الاحتجاجات في المدن الإيرانية.
ونشرت ناشطة سياسية إيرانية تدعى مونيكا إيرتل مقطع فيديو يظهر سقوط جرحى برصاص قوات الأمن الإيرانية ارفقته بتعليق قالت فيه إن هذا جزء من "الفظائع" التي خرجت للعلن على الرغم من انقطاع الانترنت في البلاد.
وقال مغرد آخر إن هذا النظام (الإيراني) ليس مستعدا أبدا للتخلي عن ديكتاتورية الولي الفقيه.
وطلب كثيرون المساعدة من الولايات المتحدة وأن تتدخل من خلال فرض مزيد من العقوبات على رموز السلطة والمساهمة في اسقاطها.
وأقدمت السلطات في إيران على حظر خدمة الانترنت بعد أقل من 24 ساعة على اندلاع الاحتجاجات، لكن رغم ذلك استطاع بعض الناشطين من تسريب مقاطع فيديو لعمليات القمع ضد المحتجين.
ترامب يعلّق
واتهم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، النظام الإيراني، يوم الخميس 21 تشرين الثاني/نوفمبر، بقطع الإنترنت للتستر على ما يجري من "موت ومأساة".
وكتب ترامب على تويتر: "لقد أصبحت إيران غير مستقرة إلى درجة أن النظام أغلق شبكة الإنترنت لديهم بالكامل حتى لا يتمكن الشعب الإيراني العظيم من الحديث عن العنف الهائل الذي يحدث داخل البلاد. إنهم لا يريدون أي قدر من الشفافية، معتقدين أن العالم لن يكتشف الموت والمأساة التي يسببها النظام الإيراني!".
60 قتيلا في الأحواز فقط!
وفي السياق، أفادت منظمة حقوق الإنسان الأحوازية، مساء الخميس، بمقتل أكثر من 60 متظاهرا في بلدات ومدن الإقليم بالاحتجاجات، لافتة إلى توثيق الأسماء.
وقالت المنظمة في بيان، إن النظام الإيراني حول الأحواز إلى ثكنة عسكرية، مشيرة إلى أن الأمن الإيراني شن حملة اعتقالات وأغلق مداخل ومخارج مدن الإقليم.
ودانت استخدام القمع المفرط الذي أدى إلى وقوع مجازر، داعية المجتمع الدولي لمطالبة طهران بالإعلان عن أسماء الضحايا، وطالبت بإيفاد لجنة تقصي حقائق وتقديم مرتكبي الجرائم إلى العدالة.
اعتقالات متواصلة
من جهتها، أفادت وكالة "مهر" الإيرانية نقلا عن مسؤولين قولهم، إنه تم إلقاء القبض على من وصفوهم بعشرات "العناصر الرئيسية المحرضة" على الشغب في محافظات كرمان وخراسان وكردستان.
ونقلت مواقع إيرانية عن قائد شرطة مازندران أنه تم إلقاء القبض على قادة الاحتجاجات في المحافظة.
بدورها، نقلت مواقع معارضة عن قائد أمن جامعة طهران قوله، إن "لا معلومات لدينا عن عدد الطلاب المعتقلين. وتم الإفراج عن 9 طلاب حتى الآن".
حرب عالمية
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن قائد عمليات الباسيج العميد سالار آبنوش، قوله إن الاحتجاجات في بلاده "حرب عالمية حقيقية".
وقال آبنوش إن "الاحتجاجات الأخيرة كانت حربا عالمية حقيقية طالت جميع أنحاء البلاد بشكل فجائي.. الله وحده هو الذي أنقذنا منها.. ووصف إخمادها بالمعجزة"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "إيسن".
ونقلت المواقع عن قائد عمليات الباسيج قوله، الخميس، إنه "على الرغم من تأخرنا في قطع الإنترنت، فإن الخطوة ساعدت في تعطيل تنظيم المحتجين".
قتلى وجرحى
وكشف متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن تقارير تتحدث عن عشرات القتلى في احتجاجات تشهدها إيران منذ أيام، مشيرا إلى أن الوضع يدعو للقلق.
وأبدى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قلقه من استخدام قوات الأمن الإيرانية للذخيرة الحية، ومن أنباء عن انتهاكات للقانون الدولي.
بدورها، أعلنت "منظمة العفو الدولية"، أن "تقارير موثوقة" تشير إلى أن أكثر من 100 متظاهر، وتقارير تقول 200 قُتلوا في أنحاء إيران منذ أن أمرت السلطات قوات الأمن بقمع التظاهرات التي اندلعت عقب رفع أسعار البنزين.
وتابعت المنظمة الحقوقية، ومقرها لندن، أنه "وفقاً لتقارير موثوقة فإن 106 متظاهرين على الأقل قتلوا في 21 مدينة"، مضيفةً أن "حصيلة القتلى الحقيقية ربما تكون أعلى من ذلك بكثير، حيث تشير بعض التقارير إلى مقتل نحو 200 متظاهر".
وبحسب "منظمة العفو الدولية"، أغلب القتلى سقطوا في الأهواز وكردستان.
وذكرت المنظمة أن قوات الأمن الإيرانية تلقت "ضوءا أخضر لقمع" التظاهرات التي اندلعت الجمعة وامتدت إلى أكثر من 100 مدينة في أرجاء إيران.
مظاهرات إيران
وتندلع احتجاجات شعبية واسعة في أكثر 100 مدينة إيرانية، منذ يوم الجمعة 15 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد قرار رفع أسعار البنزين ثلاثة أضعاف.
وخرج الشعب الإيراني باحتجاجات في كل من العاصمة طهران ومشهد، وإقليم الأحواز العربي ومدن معشور والمحمرة، وسيرجان التابعة لمحافظة كرمان، وبهبهان وشيبان، كما شهدت مدن شيراز وبندر عباس وخرمشهر وماهشهر احتجاجات مماثلة.
وندد المتظاهرون بقرار رفع سعر البنزين، وركنوا سياراتهم وسط الطرقات من أجل إغلاقها، وأشعلوا الإطارات في الشوارع، ودعوا الشعب للمشاركة في الاحتجاجات، وهتفوا "لن نقبل الذل.. سنطالب بحقوقنا".
في الوقت الذي ردت فيه قوات الأمن الإيرانية على المحتجين بإطلاق الأعيرة النارية صوب المحتجين في الأحواز.
ورفع المتظاهرون هتافات تنادي بإسقاط النظام و"الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي" و"الموت لروحاني".
طاهرة الحسيني – إيران إنسايدر