قال مراسل إيران إنسايدر، إن أربعة متظاهرين قتلوا، وأصيب العشرات بجروح وحالات اختناق، ليلة الأربعاء/الخميس، برصاص قوات الأمن العراقية، في العاصمة بغداد.
وأضاف أن قوات الأمن العراقية أطلقت الرصاص الحي على المحتجين في جسري الأحرار والسنك وسط بغداد، خلال محاولتها احتلال الجسرين.
ويسيطر المتظاهرون على أجزاء من الجسور الرئيسية الثلاثة في بغداد -السنك والأحرار والجمهورية- المؤدية إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين، حيث مقر الحكومة العراقية.
وتشكل ساحة التحرير وسط العاصمة نقطة تجمع أساسية للمحتجين الذين يبيت العشرات منهم في خيم نصبت على جنباتها، وهي تتصل مباشرة بجسر الجمهورية، الطريق الرئيسي المؤدي الى المنطقة الخضراء. ويقع الجسران الآخران، أي السنك والأحرار، على مقربة من ساحة التحرير.
وشهدت الساحة خلال أيام التظاهرات، مشاركة واسعة لتلامذة المدارس وطلاب الجامعات الذين شكلوا رافدا للاحتجاجات في العاصمة والمناطق.
وسط وجنوب العراق
وخارج العاصمة بغداد، أدت الاحتجاجات خلال الأسابيع الماضية الى إقفال العديد من الدوائر الحكومية وقطع الطرق المؤدية الى مرافق حيوية لاسيما موانئ مثل خور الزبير وأم قصر في محافظة البصرة الغنية بالنفط.
والخميس، أفاد مراسلو وكالة فرانس برس في محافظات الجنوب العراقي، أن الاحتجاجات تسببت بإقفال دوائر حكومية ومدارس في مدن عدة أبرزها الحلة والناصرية والديوانية والكوت.
ويحاول المحتجون إغلاق طرق مؤدية إلى موانئ وحقول نفطية لتقوم قوات الأمن بالتدخل لإعادة فتحها.
وأعادت قوات الأمن صباح اليوم فتح الطريق المؤدية إلى حقل العشرين النفطي، كما فتحت السلطات معبر سفوان الحدودي بين العراق والكويت بعدما أغلقه المحتجون، وسد المتظاهرون الطريق المؤدية إلى ميناء خور الزبير.
وفي محافظة ذي قار في الجنوب أيضا، قالت مصادر محلية إن الأمن أطلق قنابل الغاز والرصاص الحي لتفريق المحتجين الذين حاولوا اقتحام إحدى شركات النفط بالمحافظة.
ولا تزال المدارس والجامعات والمعاهد وعدد من المؤسسات والمحال التجارية تغلق أبوابها، خاصة في المحافظات الجنوبية.
ميليشيا "حزب الله" تهاجم وزير الدفاع
بدورها، قالت ميليشيا عراقية مدعومة من إيران إن ملكية القنابل المسيلة للدموع التي استخدمت في التظاهرات الأخيرة تعود لوزارة الدفاع، نافية بذلك تصريحات سابقة للوزير نجاح الشمري اتهم فيها "طرفا ثالثا" باستيراد هذه القنابل التي تقتل المتظاهرين في بغداد ومدن جنوب العراق.
ونقلت وسائل اعلام محلية مقربة من ميليشيا كتائب "حزب الله" تصريحات للمسؤول الأمني في الكتائب أبو علي العسكري، قوله إن "القنابل المسيلة للدموع التي استخدمت في التظاهرات تم استيرادها من صربيا لوزارة الدفاع واستعملت ضمن السياقات الرسمية".
وأضاف العسكري أن "ما قاله وزير الدفاع نجاح الشمري حول وجود طرف ثالث هدفه التنصل من المسؤولية أو قد يكون بسبب تعرضه لضغوط خارجية".
ويقول مراقبون إن القيادي في الميليشيا يحاول التنصل من الاتهامات لحزب الله بقنص وقتل المتظاهرين في مدن عراقية عدة عبر إلقاء التهم على وزير الدفاع والجيش العراقي.
مظاهرات العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية.
ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لإسقاط الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إثر لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات التي قتل فيها أكثر من 354 متظاهرا وأصيب 16 ألف آخرين.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر