توافد آلاف المتظاهرين إلى ساحتي رياض الصلح والشهداء، وسط العاصمة بيروت بمناسبة مرور شهر على اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين.
وكان دعا ناشطون لبنانيون، إلى الخروج بمظاهرات حاشدة يوم الأحد، تحت مسمى "أحد الشهداء".
وقالت حملة "لـ حقي": "بعد شهر من ثورة حقيقية، ثورة غيرت مفاهيم وموروثات عمرها سنين، رح نعبي الساحات بـ (أحد الشهداء) تكريما لشهدائنا واصرارا حتى تحقيق مطالب الثورة".
وتواصلت التحركات الاحتجاجية في شوارع بيروت، من خلال رسم ناشطون لوحات تعبيرية، وإقامة حفلات موسيقية وتنظيم تجمع أمام سكة الحديد.
وفي "الزيتونة باي" تجمع عدد من المحتجين وأقاموا عدة نشاطات، كما نظم بعض المحتجين مسيرة في شوارع بيروت.
إضراب المصارف
من جانبه، قال رئيس اتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان، يوم الأحد، إن إضراب موظفي البنوك سيستمر يوم غد الاثنين.
وبدأ الاتحاد الإضراب يوم الثلاثاء بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة مع سعي المودعين لسحب أموالهم بعد أن فرضت البنوك قيودا جديدة. ومن المقرر أن يجتمع أعضاء الاتحاد يوم الاثنين لبحث خطة أمنية من أجل تأمين فروع المصارف.
دعم أمريكي
بدورها، أعلنت السفارة الأميركية في بيروت، يوم السبت 16 تشرين الثاني/نوفمبر، عبر حسابها على "تويتر" دعم الشعب اللبناني في مظاهراته السلمية والتعبير عن وحدته.
وفي وقت سابق، دعت الخارجية الأميركية، كافة الأطراف في لبنان لتسهيل تشكيل حكومة جديدة، وحثَّ وزير الخارجية، مايك بومبيو، الزعماء السياسيين على المساعدة في ذلك لتلبية احتياجات الشعب اللبناني.
اعتذار الصفدي
وسحب وزير المال اللبناني السابق محمد الصفدي في وقت متأخر من مساء السبت اسمه كأحد المرشحين لرئاسة الحكومة اللبنانية، قائلا إن "من الصعب تشكيل حكومة متجانسة ومدعومة من جميع الفرقاء السياسيين".
وكان الصفدي أول مرشح بدا أنه يحظى ببعض الإجماع بين الأحزاب والطوائف اللبنانية منذ استقالة سعد الحريري من رئاسة الوزراء في 29 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تحت ضغط احتجاجات حاشدة ضد النخبة الحاكمة.
وندد محتجون، تظاهروا في الشوارع منذ 17 أكتوبر تشرين الأول، بترشيح الصفدي المحتمل قائلين إن ذلك يتعارض مع المطالب برحيل النخبة السياسية التي يرون أنه جزء منها.
وقال مصدر سياسي كبير "وصلنا لطريق مسدود الآن. لا أعرف متى ستنفرج الأوضاع ثانية. الأمر ليس سهلا... الوضع المالي لا يتحمل أي تأجيل".
ووصف مصدر سياسي ثان جهود تشكيل حكومة جديدة بأنها عادت "لنقطة الصفر".
مطالب الثورة
ويصر المتظاهرون على إسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والسياسية، ويتهمونه بتكريس الفساد على مدار عقود، وسط إجماع شعبي من الحراك على مواصلة المظاهرات حتى تنفيذ مطالبهم بالكامل.
ويطالبون ببدء استشارات نيابية فورية من أجل تشكيل حكومة مصغرة مؤقتة ذات مهام محددة، من خارج مكونات الطبقة الحاكمة، وحددوا مهامها بما يلي: "إدارة الأزمة المالية وتخفيف عبء الدين العام، وإقرار قانون يحقق العدالة الضريبية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة تمثل الشعب، والقيام بحملة جدية لمناهضة الفساد ضمنها إقرار قوانين استقلالية القضاء واستعادة الأموال العامة المنهوبة".
ويشددون على أن "الحكومة المصغرة يجب أن تشكل من خارج كل قوى وأحزاب السلطة برئيسها/رئيستها وكامل أعضاءها"، مؤكدين أنه هذا هو مطلب الشارع، وأي بحث في حكومة لا تتطابق مع هذه المعايير وتخالف إرادة ومطالب الناس سيرتد بتصعيد في الشارع.
ريتا مارالله - إيران إنسايدر