تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلا مصورا لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قال فيه "لن ننتظر حتى تنتقل المعركة إلى السعودية بل سنعمل لتكون المعركة عندهم في إيران"، بالتزامن مع الاحتجاجات العارمة المندلعة في مدن إيرانية عدة لليوم الثاني على التوالي.
وأكد ولي العهد السعودي حينها، بالقول "لا يُلدغ المرء من جحر مرتين"، مشددا: "لُدغنا من إيران مرة، المرة الثانية لن نُلدغ. ونعرف أننا هدف رئيسي للنظام الإيراني. الوصول لقمة المسلمين هدف رئيسي لإيران، ولن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سنعمل لكي تكون المعركة عندهم في إيران وليس في السعودية".
ناشطون يتداولون تسجيلا مصورا لولي العهد السعودي: سنعمل لتكون المعركة عندهم في #إيران#إيران_إنسايدر #إيران_تنتفض pic.twitter.com/Rin4aC5Vxd
— إيران إنسايدر - iran insider (@insider_iran) November 16, 2019
قتلى ومظاهرات عارمة
قتل 11 متظاهرا إيرانيا برصاص قوات الأمن، لقمع الاحتجاجات ضد النظام على خلفية رفع أسعار البنزين.
وعمت المظاهرات كامل الخريطة الإيرانية من الشمال إلى الجنوب، في كل من "طهران، وسنندج، وبهبهان، وتبريز، وكرمسار، وكرج، ونيسابور، وكرمانشاه، وإيلام، وأصفهان، وشيراز، وأورومية، ويزد، وسربل ذهاب، وجرجان، وبوشهر ورودهن، وسقز"، ومدن عدة.
وقال مراسل إيران إنسايدر إن ما لا يقل عن 4 متظاهرين قتلوا برصاص قوات الأمن الإيرانية في مدينة المحمرة.
وأضاف مراسلنا، أن متظاهرا قتل في سيرجان، ومتظاهرا في شيراز، وقتيلا في أصفهان، وقتيلا في طهران، وقتيلا في بهبهان، وقتيلا في كرج، وقتيلا في شهريار، وقتيلا في الأحواز.
وفي السياق، أظهرت تسجيلات مصورة نشرها ناشطون إحراق صورة للمرشد الإيراني علي خامنئي في مدينة إسلام شهر التي تبعد عن طهران 12 كيلومترا.
فيما هتف آخرون في آرياشهر في طهران "الموت لخامنئي".
ونقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو لمحتجين يغلقون شارع ستاري الرئيسي في العاصمة طهران، كما أغلق المحتجون الغاضبون شارع "آية الله كاشاني"، في العاصمة الإيرانية.
وفي غضون ذلك، شهدت مدن إيرانية مختلفة وقفات احتجاجية وإغلاقا للطرق باستخدام السيارات، كما حدث في مدينة سنندج، غربي إيران، وكرج وسط إيران، وشيراز وطهران وأصفهان وغيرها.
وردد المتظاهرون هتافات غاضبة، تطالب بإسقاط النظام، و"الموت للديكتاتور"، في مدينة كرج، في وسط إيران.
وهتف متظاهرو مدينة "كوهر دشت كرج"، وسط إيران، ضد روحاني، قائلين "روحاني أيها الكذاب".
وطالب المتظاهرون في مدينة "أورومية"، شمال غربي إيران، بقية المواطنين بالخروج وإغلاق الطرق، حيث رددوا في وقفاتهم "أيها المواطن الغيور، أوقف سيارتك"
وفي مدينة "إيلام"، غربي إيران، خرج متظاهرون للشوارع، احتجاجا على ارتفاع أسعار البنزين، وهم يهتفون "لا نقبل الذل"
أما متظاهرو مدينة "كرمسار" هتفوا: "لا غزة ولا لبنان، روحي فداء لإيران".
وبث ناشطون مقاطع تظهر المتظاهرين في شيراز، وهم يهتفون: "المدفع والدبابة وكل الأسلحة لم تعد تخيفنا".
53 نقطة تظاهر
ووفقا لقناة "در" الناطقة بالفارسية عبر الإنترنت، تشهد 53 مدينة مظاهرات وتجمعات أدت في بعض منها إلى مواجهات مع القوات الأمنية التي هاجمت الحشود.
حجب الانترنت
وأفاد ناشطون بأن الإنترنت انخفضت سرعته في معظم المناطق أو مقطوعة بالكامل في المناطق الملتهبة خاصة في مدن إقليم الأهواز.
مظاهرات إيران
واندلعت احتجاجات شعبية واسعة في مدن إيرانية عدة، يوم الجمعة 15 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد قرار رفع أسعار البنزين ثلاثة أضعاف.
وخرج الشعب الإيراني باحتجاجات في كل من العاصمة طهران ومشهد، وإقليم الأحواز العربي ومدن معشور والمحمرة، وسيرجان التابعة لمحافظة كرمان، وبهبهان وشيبان، كما شهدت مدن شيراز وبندر عباس وخرمشهر وماهشهر احتجاجات مماثلة.
وندد المتظاهرون بقرار رفع سعر البنزين، وركنوا سياراتهم وسط الطرقات من أجل إغلاقها، وأشعلوا الإطارات في الشوارع، ودعوا الشعب للمشاركة في الاحتجاجات، وهتفوا "لن نقبل الذل.. سنطالب بحقوقنا".
في الوقت الذي ردت فيه قوات الأمن الإيرانية على المحتجين بإطلاق الأعيرة النارية صوب المحتجين في الأحواز.
وشهدت مدن إيرانية عدة احتجاجات منتصف ليل الخميس/الجمعة، بعد تطبيق قرار رفع أسعار البنزين، حيث اصطفت طوابير سيارات المواطنين الذين امتنعوا عن تعبئة الوقود بالأسعار الجديدة، مطالبين بإلغاء القرار، في الوقت الذي قال فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني إن قرار رفع أسعار البنزين "لمصلحة الشعب وطبقات المجتمع الفقيرة"!.
ووفقا للقرار الصادر عن المجلس الاقتصادي الأعلى في إيران والشركة الوطنية للمنتجات النفطية، أصبح سعر ليتر البنزين 3 آلاف تومان ( حوالي 36 سنتا) لليتر الواحد بعد ما كان 1000 تومان فقط (أي حوالي 12 سنتا).
وناقش البرلمان الإيراني والحكومة الإيرانية منذ عدة شهور موضوع ارتفاع أسعار البنزين، حيث تسعى الحكومة إلى تعويض العجز في ميزانيتها من خلال رفع أسعار البنزين، ولكن البرلمان حاول منع هذا الإجراء، بسبب "عدم استعداد الشعب" وخشية "ردود أفعال المجتمع".
ويُنذر القرار الجديد بفرض تضخم جديد على الاقتصاد والتأثير على شرائح المجتمع الضعيفة في إيران.
وقال الخبير الاقتصادي والأستاذ في جامعة طهران، علي أكبر نيكو إقبال، "إن سعر البنزين في بلدنا تحول إلى مصيبة كبرى".
طاهرة الحسيني - إيران إنسايدر