قتل 7 متظاهرين في العاصمة العراقية بغداد، وأصيب العشرات، يوم الجمعة، برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، بهدف إنهاء الاحتجاجات في العراق ضد النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية، في الوقت الذي أعلن فيه الحراك العراقي عن رفض ما جاء في بيان المرجعية الدينية بالنجف، مؤكدين على أنها كانت جزء من المشكلة بالعراق.
وتوافد العراقيون بالآلاف إلى ساحات التظاهر في جمعة أطلقوا عليها اسم "جمعة الصمود"، في الوقت الذي ردت فيه القوات الأمنية على المحتجين في ساحة الخلاني في بغداد بالرصاص الحي بهدف إفراغ الساحة وحصر الاحتجاجات فقط في ساحة التحرير، ما أدى إلى مقتل 7 متظاهرين وإصابة العشرات بجروح.
ووقف عدد من المحتجين بأقنعتهم وخوذهم وملابسهم الملطخة بالدماء والغبار، الخميس، فوق الحواجز المنصوبة في العاصمة العراقية بغداد، وهم يهتفون بسقوط الحكومة، مؤكدين بحسب ما أفادت وكالة رويترز أنهم باقون حتى لو استمرت الانتفاضة 40 عاما.
وفي السياق، شهدت مدينة النجف إضرابا عاما، في الوقت الذي شهدت فيه مدن كالبصرة وواسط وميسان والناصرية مظاهرات شعبية.
فيما امتدت الاحتجاجات الشعبية إلى مدينة الكوت مركز محافظة واسط بأعداد كبيرة اتهمت جميع المسؤولين بالسرقة والفساد الأمر الذي تكرر في محافظة ذي قار.
بيان المرجعية
وأعلنت المرجعية الدينية الشيعية العليا في العراق، اليوم الجمعة، عن مساندتها للاحتجاجات السائدة في البلاد، مؤكدة في الوقت ذاته على ضرورة الالتزام بسلمية هذه التظاهرات.
وقالت المرجعية الدينية في بيان، "نؤكد مساندة الاحتجاجات والتأكيد على الالتزام بسلميتها وخلوها من أي شكل من أشكال العنف، وإدانة الاعتداءات على المتظاهرين السلميين بالقتل أو الجرح أو الخطف أو الترهيب، وأيضا إدانة الاعتداءات على القوات الأمنية والمنشآت الحكومية والممتلكات الخاصة، ويجب ملاحقة ومحاسبة من تورط بشيء من هذه الأعمال المحرمة شرعا والمخالفة للقانون".
وأضافت المرجعية "معركة الإصلاح التي يخوضها الشعب هي معركة وطنية، ولا يسمح لأي طرف خارجي بالتدخل فيها .. لن يكون ما بعد هذه الاحتجاجات كما كان قبلها في كل الأحوال، وعلى الطبقة السياسية أن تنتبه إلى ذلك".
ودعت المرجعية في بيانها إلى ضرورة محاسبة "حيتان الفساد وإلغاء الامتيازات المجحفة للمسؤولين (...) وإذا كان من بيدهم السلطة يظنون أن بإمكانهم التهرب من استحقاقات الإصلاح بالمماطلة والتسويف فإنهم واهمون".
وأضافت المرجعية "بلغ الأمر إلى حدود لا تطاق، والخراب مستشر في البلد بسبب التوافقات السياسية على تقاسم السلطة والمغانم".
وحذرت المرجعية من تحول البلد إلى ساحة للصراع نتيجة التدخلات الخارجية، قائلة "التدخلات الخارجية المتقابلة تنذر بمخاطر تحويل البلد إلى ساحة لتصفية الحسابات بين قوى دولية وإقليمية، والخاسر الأكبر فيها هو الشعب العراقي".
وأكد البيان على ضرورة الإسراع في إقرار قانون منصف للانتخابات ما سيعيد ثقة المواطنين بالعملية السياسية.
بيان الحراك
بدورها، ردت "اللجنة المنظمة لثورة تشرين" على خطب المرجعية الدينية بالنجف، بالقول "مع الاحترام لمقام المرجعية إلا أن بيانها ضدهم لن يثنيهم وبيانها لمساندتنا لن يقوينا؛ لأن المتظاهرين خرجوا من دون فتوى ولن يعودوا إلا بإسقاط عملية سياسية حكمت العراق بدعم مباشر من المرجعية".
وأضافت اللجنة "الصراحة تقتضى أن نبلغكم بأنكم كنتم جزء من المشكلة لذا فلن تكونوا جزءا من الحل".
وتابعت بقولها "نطالب الناطق باسمكم "الكربلائي" أن يسلم المصانع والمعامل التي استولى عليها إلى الحكومة التي سيشكلها الثوار قريبا.
مظاهرات العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية.
ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لإقالة الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إثر لجوء قوات الأمن للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين.
وقالت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر، إن أكثر من 353 متظاهرا قتلوا، وأصيب 16000 آخرين منذ اندلاع الاحتجاجات في العراق.
وأضافت أن غالبية القتلى لقوا حتفهم برصاص قناصة.
ويتهم نشطاء عراقيون، قناصة إيرانيين بقتل المتظاهرين السلميين، وقال مسؤول عراقي، إن هناك غرفة عمليات يقودها مساعد قاسم سليماني، ويدعى "حاج حامد"، ويتبعه القناصون الذين يستهدفون المتظاهرين، ويأتمرون بأمره بهدف قتل المحتجين السلميين.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر