فتح رجلٌ من أنصار الرئيس اللبناني ميشال عون، النار على محتجين في منطقة جبل الديب (شمال بيروت)، يوم الأربعاء.
ووقع الإشكال مع أشخاص حاولوا فتح الطريق الذي قطعه المحتجون، وأكدت وسائل إعلام لبنانية أن الأشخاص الذين اشتبكوا مع المحتجين في جل الديب هم من أنصار الرئيس ميشال عون.
وفي التفاصيل، فتح رجل النار باتجاه المحتجين وسادت حالة من الفوضى والتدافع في المنطقة، تخللها استخدام للأسلحة البيضاء والحجارة. وسقط عدد من الجرحى جراء هذا الاشتباك.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الرجل المسلح انطلق بسيارته أمام المحتجين وهو يشهر بندقيته، ويطلق النار في الهواء. وقالت إن المحتجين انتزعوا سلاحه وأحدثوا أضرارا بالسيارة.
وبعد الحادثة، أقدمت قوات الأمن اللبنانية إلى إلقاء القبض على الرجل. كما عمل الجيش اللبناني على فتح الطريق في جل الديب.
بدورها، قالت قناة "MTV" اللبنانية، إن مجموعة من الشبان مسلحة بالسكاكين، وصلت إلى طريق جل الديب حيث يقطع المتظاهرون الطريق، وأقدم الشبان على طعن عدد من المحتجين.
وتشهد مدينة جل الديب الآن انتشارا كثيفا للجيش اللبناني والمخابرات وفوج المغاوير.
عون يقترح والمحتجون يردون
وفي سياق متصل، أفادت وسائل إعلام لبنانية، بأن أحد ضباط الجيش اللبناني نقل إلى المحتجين على طريق القصر الجمهوري، اقتراحا باختيار 10 منهم للقاء رئيس الجمهورية، لكن المحتجين رفضوا.
ووصل مئات المحتجين إلى طريق القصر الجمهوري في بعبدا، حيث انتشرت عناصر الجيش بشكل مكثف في المنطقة وفرضت إجراءات أمنية مكثفة، وأغلقت الطرقات بالعوائق الحديدية والشريط الشائك تحسبا لأي طارئ.
تزامنا مع ذلك، استقبل الرئيس اللبناني ميشال عون، مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو، الذي نقل إليه رسالة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما نقل إليه تأكيد الحكومة الفرنسية اهتمامها بالوضع في لبنان، واستعدادها لمساعدته في الظروف الراهنة.
وتجدد قطع الطرقات في كل أنحاء البلاد يوم الأربعاء، بعد مقتل أحد المحتجين ليلة الثلاثاء على طريق خلدة عند المدخل الجنوبي للعاصمة بيروت.
مساءلة وزير سابق
وأعلن الوزير اللبناني السابق حسين الحاج حسن، أن المدعي العام المالي استدعاه للتحقيق بشأن إخبار ضده خلال توليه وزارة الزارعة، وذلك في أول بلاغ يقدم ضد وزير من ميليشيا "حزب الله".
وقال الحاج حسن، عبر "تويتر" إن المدعي العام المالي أبلغه بأنه تم تقديم إخبار ضده لدى النيابة، في قضية خلال فترة ولايته وزارة الزراعة، مشيرا إلى أنه أبدى استعدادا للإدلاء بالمعلومات والمستندات اللازمة، ومؤكدا أنه تحت سقف القانون.
استنفار أمني
وشهدت مناطق عدة في العاصمة بيروت استنفارا وانتشارا أمنيا كثيفا في بعبد بشكل خاص، الأربعاء، بعد دعوات المحتجين في لبنان إلى التظاهر أمام القصر الرئاسي في بعبدا اليوم، فيما لجأ عدد من المتظاهرين إلى قطع بعض الطرق بافتراش الأرض وإشعال الإطارات.
وأقفل المحتجون الطريق عند تقاطع برج الغزال باتجاه جسر الرينغ، طريق البربير والمدينة الرياضية في بيروت، وطريق جل الديب.
وتم قطع أوتوستراد الناعمة وأوتوستراد برجا بالاتجاهين، حيث أقفل المحتجون أوتوستراد نهر الكلب باتجاه مدينة جونية، وطريق زوق مصبح.
في السياق، قطع المتظاهرون طريق طرابلس - عكار الدولي، المنية بالاتجاهين.
وفي البقاع أغلق المتظاهرون الطريق عند مفرق قبّ الياس وضهر البيدر بالإطارات المشتعلة.
وأفاد مندوب الوكالة الوطنية للإعلام بأن المحتجين قطعوا عددا كبيرا من الشوارع الداخلية في طرابلس بالإطارات المشتعلة والعوائق ومستوعبات النفايات وهي: طريق المئتين، دوار السلام، طلعة الخناق، دوار أبو علي، طريق المشروع القبة.
وأوضحت معلومات أن شبانا رشقوا الجيش بالحجارة عند محاولة فتح الطريق عند الكولا وسط عمليات كر وفر استمرت بين الجيش والمتظاهرين في تلك المنطقة.
مطالب الثورة
ويصر المتظاهرون على إسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والسياسية، ويتهمونه بتكريس الفساد على مدار عقود، وسط إجماع شعبي من الحراك على مواصلة المظاهرات حتى تنفيذ مطالبهم بالكامل.
ويطالبون ببدء استشارات نيابية فورية من أجل تشكيل حكومة مصغرة مؤقتة ذات مهام محددة، من خارج مكونات الطبقة الحاكمة، وحددوا مهامها بما يلي: "إدارة الأزمة المالية وتخفيف عبء الدين العام، وإقرار قانون يحقق العدالة الضريبية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة تمثل الشعب، والقيام بحملة جدية لمناهضة الفساد ضمنها إقرار قوانين استقلالية القضاء واستعادة الأموال العامة المنهوبة".
ويشددون على أن "الحكومة المصغرة يجب أن تشكل من خارج كل قوى وأحزاب السلطة برئيسها/رئيستها وكامل أعضاءها"، مؤكدين أنه هذا هو مطلب الشارع، وأي بحث في حكومة لا تتطابق مع هذه المعايير وتخالف إرادة ومطالب الناس سيرتد بتصعيد في الشارع.
ريتا مارالله - إيران إنسايدر