قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، يوم الأربعاء، إنه يعتزم فتح تحقيق بحوادث مقتل متظاهرين في العراقي، في الوقت الذي دعا فيه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، البرلمان العراقي إلى إقرار إصلاحات جذرية أو الرحيل.
وأكد عبد المهدي موقف الحكومة العراقية "من احترام حق التظاهر السلمي وحماية المتظاهرين والنظام العام والأوامر المشددة لقوات الأمن بعدم استخدام العنف المفرط"، حسب ما أكده المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي على حسابه في موقع "تويتر".
ونوه عبد المهدي أنه سيتم تشكيل لجنة تحقيق حول الأحداث التي رافقت التظاهرات وإحالة الملف إلى القضاء.
الإصلاح أو الرحيل
من جانبه، قال مقتدى الصدر في بيان إنه "على الشرفاء في البرلمان العمل على إقرار الإصلاحات الجذرية وإن لم يستطيعوا فلا معنى لبقائهم في البرلمان مكتوفي الأيدي".
وأضاف الصدر "أجد من المناسب مناصرة الثوار"، واعتبر أن "التظاهرات والاعتصامات حققت انتصارات أهمها إذلال الفاسدين وإرعابهم".
وشدد الصدر على ضرورة عدم مساس القوات الأمنية بالمتظاهرين، وضرورة محاولة "إبعاد المندسين وغير المنضبطين الذين يعتدون على الثوار بالقتل والخطف والقنص"، مؤكدا أن "استمرار الاحتجاجات بصورتها السلمية سينجح هذه الثورة ولن تكون مجرد فورة".
وناشد "الموظفين الشرفاء مساندة إخوتهم الثوار بإضراب شامل ولو ليوم واحد".
وفي السياق، دعا الصدر أئمة الجمعة في كل المحافظات لقيادة تظاهرات سلمية دعما للمحتجين "كي تتحقق الإصلاحات بصورة جدية وبلا تسويف".
ودعا المحتجين إلى "إبعاد شبح التدخل الخارجي الأميركي وعدم التعرض للبعثات الدبلوماسية وسفارات الدول غير المحتلة ولو بالهتاف".
أما في موضوع حكومة عادل عبدالمهدي، فاعتبر الصدر أن "على الحكومة الإذعان لصوت الشعب المنتفض من البصرة إلى بغداد وأن تتنازل عن عرشها العاجي".
أسد لمواجهة الكلاب
وأقدم عراقي على جلب أسد إلى إحدى ساحات التظاهر، بعد أن انتشر خبر مفاده بأن قوات مكافحة الشغب تعتزم الاستعانة بكلاب بوليسية لتفريق الاحتجاجات، بحسب ناشطين.
ونشر ناشطون صور ومقاطع فيديو للأسد رفقة مالكه على ما يبدو، فيما ذكر آخرون أن الحادثة وقعت الثلاثاء في محافظة بابل جنوب بغداد.
وأشار المستخدمون إلى أن مالك الأسد كان يحاول الرد على السلطات من خلال جلب الأسد إلى ساحة التظاهر لمواجهة الكلاب البوليسية.
مظاهرات العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية.
ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لإقالة الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إثر لجوء قوات الأمن للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين.
وقالت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر، إن أكثر من 319 متظاهرا قتلوا منذ بدء الاحتجاجات فيما أصيب أكثر من 12 ألفا، وأضافت أن غالبية القتلى لقوا حتفهم برصاص قناصة.
ويتهم نشطاء عراقيون، قناصة إيرانيين بقتل المتظاهرين السلميين، وقال مسؤول عراقي في وقت سابق، إن هناك غرفة عمليات يقودها مساعد قاسم سليماني، ويدعى "حاج حامد"، ويتبعه القناصون الذين يستهدفون المتظاهرين، ويأتمرون بأمره بهدف قتل المحتجين السلميين.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر