قتل العضو في الحزب التقدمي الاشتراكي علاء أبو فخر، برصاص الجيش، عند حاجز على الطريق في منطقة خلدة بعدما نزل رفقة أولاده وزوجته ليقطع الشارع، عقب مقابلة تلفزيونية للرئيس اللبناني ميشال عون، وصفها المتظاهرون بـ"المستفزة".
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات تظهر لحظة إطلاق النار على مواطن لبناني يدعى علاء أبو فخر في خلدة جنوب بيروت، كما تظهر السيارة التي أطلقت النار عليه، في حادثة هي الأولى التي تتسبب بسقوط أول قتيل منذ اندلاع الحراك اللبناني قبل نحو شهر. وعلى إثر وقوع الحادثة، توجه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط إلى مستشفى كمال جنبلاط حيث نقلت الجثة، لاسيما وأن القتيل هو أمين سر وكالة داخلية الشويفات في الحزب.
وسارع المتظاهرون اللبنانيون إلى تأبينه ووصفه بـ"شهيد الثورة"، فيما اجتاحت تويتر صور صادمة لعلاء وهو مضرج بالدماء.
بدورها، أكدت معلومات أن القتيل هو عضو ببلدية الشويفات اسمه علاء أبو فخر، وهو من أنصار الحزب التقدمي الاشتراكي، وكان مع زوجته وطفليه بين من أغلقوا الطريق في خلدة، فأراد مرافق لعقيد في مخابرات الجيش أن يمر بسيارته على الطريق، فمنعه، عندها أطلق عليه النار.
وأعلن جنبلاط، الثلاثاء، اتخاذه القرار بالانضمام رسميا إلى الحراك الشعبي في لبنان، وأضاف "إذا فقدنا الأمل في الدولة سندخل في الفوضى".
وقال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي "لا ملجأ لنا برغم ما جرى هذه الليلة إلا الدولة"، وأضاف "تواصلت مع قائد الجيش ورئيس الأركان وسيتم إجراء تحقيق في الحادث".
وتابع جنبلاط "بالرغم من كل شيء صوت العقل سيتحكّم".
عون يستفز اللبنانيين
وما إن أنهى الرئيس اللبناني ميشال عون كلامه في مقابلة أجراها، الثلاثاء، في قصر بعبدا، حتى اشتعل الشارع بالمتظاهرين الغاضبين، وسط دعوات للتظاهر الأربعاء، أمام مقر رئاسة الجمهورية.
وأثارت تصريحات عون التي دعا فيها مواطنيه للهجرة جدلا وردود فعل غاضبة في الشارع اللبناني، مما دفع الرئاسة اللبنانية إلى إصدار بيان من أجل "توضيح" ما قاله الرئيس.
وخلال ظهوره التلفزيوني، قال عون باللهجة العامية "إذا ما في عندهم أوادم بالدولة يروحوا يهجّوا (يغادروا)، ما رح يوصلوا للسلطة". في عبارة فسرها متظاهرون بأنها دعوة لهم إلى الهجرة.
واستنكرت الفنانة إليسا عبر تغريدة على تويتر دعوة عون اللبنانيين إلى المغادرة معتبرة أن الثورة مستمرة، وأن على المنتمين إلى الطبقة السياسية الحاكمة في البلد أن يهاجروا.
من جهتها، طالبت النائبة اللبنانية بولا يعقوبيان ساخرة، الرئيس عون بالمغادرة "إذا لم يعجبه الشعب".
النائب عن حزب القوات اللبنانية فادي سعد قال إن عون يريد أن يكمل على الذين لم يهاجروا بعد بدلا من إعادة مئات آلاف المهاجرين إلى البلاد.
دعوات للتظاهر
وتشهد مناطق عدة في العاصمة بيروت استنفارا وانتشارا أمنيا كثيفا في بعبد بشكل خاص، الأربعاء، بعد دعوات المحتجين في لبنان إلى التظاهر أمام القصر الرئاسي في بعبدا اليوم، فيما لجأ عدد من المتظاهرين إلى قطع بعض الطرق بافتراش الأرض وإشعال الإطارات.
وأقفل المحتجون الطريق عند تقاطع برج الغزال باتجاه جسر الرينغ، طريق البربير والمدينة الرياضية في بيروت، وطريق جل الديب.
وتم قطع أوتوستراد الناعمة وأوتوستراد برجا بالاتجاهين، حيث أقفل المحتجون أوتوستراد نهر الكلب باتجاه مدينة جونية، وطريق زوق مصبح.
في السياق، قطع المتظاهرون طريق طرابلس - عكار الدولي، المنية بالاتجاهين.
وفي البقاع أغلق المتظاهرون الطريق عند مفرق قبّ الياس وضهر البيدر بالإطارات المشتعلة.
وأفاد مندوب الوكالة الوطنية للإعلام بأن المحتجين قطعوا عددا كبيرا من الشوارع الداخلية في طرابلس بالإطارات المشتعلة والعوائق ومستوعبات النفايات وهي: طريق المئتين، دوار السلام، طلعة الخناق، دوار أبو علي، طريق المشروع القبة.
وأوضحت معلومات أن شبانا رشقوا الجيش بالحجارة عند محاولة فتح الطريق عند الكولا وسط عمليات كر وفر استمرت بين الجيش والمتظاهرين في تلك المنطقة.
مطالب الثورة
ويصر المتظاهرون على إسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والسياسية، ويتهمونه بتكريس الفساد على مدار عقود، وسط إجماع شعبي من الحراك على مواصلة المظاهرات حتى تنفيذ مطالبهم بالكامل.
ويطالبون ببدء استشارات نيابية فورية من أجل تشكيل حكومة مصغرة مؤقتة ذات مهام محددة، من خارج مكونات الطبقة الحاكمة، وحددوا مهامها بما يلي: "إدارة الأزمة المالية وتخفيف عبء الدين العام، وإقرار قانون يحقق العدالة الضريبية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة تمثل الشعب، والقيام بحملة جدية لمناهضة الفساد ضمنها إقرار قوانين استقلالية القضاء واستعادة الأموال العامة المنهوبة".
ويشددون على أن "الحكومة المصغرة يجب أن تشكل من خارج كل قوى وأحزاب السلطة برئيسها/رئيستها وكامل أعضاءها"، مؤكدين أنه هذا هو مطلب الشارع، وأي بحث في حكومة لا تتطابق مع هذه المعايير وتخالف إرادة ومطالب الناس سيرتد بتصعيد في الشارع.
ريتا مارالله - إيران إنسايدر