بدأ اللبنانيون بالتوافد إلى ساحات التظاهر في مدن عدة، والتوجه للاعتصام أمام المرافق الحيوية، تحت شعار "أحد الإصرار"، حتى تحقيق كامل مطالبهم بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية.
وتجمع المحتجون في منطقة "الزيتونة باي" وسط بيروت، في اليوم الخامس والعشرين من الاحتجاجات، وبات الممر الخشبي المحاذي للبحر مكتظا بالحشود التي جاءت من مختلف المناطق اللبنانية.
ويطالب المحتجون أن تكون شواطئ لبنان ملكا عاما لكل اللبنانيين، وليست حكرا على أصحاب رؤوس الأموال المرتبطين بالسياسيين.
وأنشد المتظاهرون النشيد الوطني والأغاني الحماسية ويلوحون بالأعلام اللبنانية، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام.
وفي طرابلس، شهدت المدينة مسيرات طالبية عدة جابت شوارع المدينة، وحمل المشاركون فيها العلم اللبناني وراية الجيش، وسط الصرخات والهتافات المطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط يتمتع أفرادها بالكفاءة ونظافة الكف، والتأكيد على أنهم لن يعودوا إلى مدارسهم وجامعاتهم حتى يتم تحقيق الأهداف المنشودة.
ونفذ متظاهرون اعتصامات أمام منازل القيادات السياسية في المدينة بدون استثناء، وطالبوا بتقديم استقالاتهم وإفساح المجال أمام طلاب الجامعات.
وقال نشطاء الحراك أن ساحة النور ستشهد مساء اليوم تجمعا تظاهريا للتأكيد على استمرار الحراك وتحقيق كافة المطالب.
وفي صور، انطلق المعتصمون في ساحة العلم نحو مصرف لبنان، ورددوا شعارات ضد السلطة الحاكمة وسلطة المصارف.
في صيدا، يواصل الحراك المدني تحركاته الاحتجاجية، بسلسلة من النشاطات تنطلق في الرابعة من بعد ظهر اليوم في ساحة تقاطع إيليا ويتضمن برنامج الحراك عقد حلقات من الدبكة، ورسم العلم اللبناني، وتعقد عند السادسة مساء ندوات حول الشفافية والفساد وعن الوضع الاقتصادي منذ العام 1992 ولغاية اليوم، ويختتم برنامج نشاطاته بالخروج والتظاهر الشعبي السلمي عند ساحة دوار إيليا.
وفي عكار، انطلقت مظاهرة من أمام مطار رينيه معوض في القليعات.
وفي بعلبك، نظم شباب وشابات "حراك أبناء بعلبك" بمشاركة تلامذة مدارس، مسيرة انطلقت من ساحة الشاعر خليل مطران، مرورا بالسوق التجاري، وصولا إلى الموقع الأثري، مقابل مدخل قلعة بعلبك.
وحمل المتظاهرون علما لبنانيا طوله 17 مترا، تيمنا بتاريخ انطلاق التحركات المطلبية الشهر الفائت، ورددوا الأغاني الوطنية والشعارات المطلبية.
"أحد الطلاب"
ودعا ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي للخروج بمظاهرات حاشدة يوم الأحد 10 تشرين الثاني/نوفمبر الساعة 4 عصرا، تحت شعار "أحد الطلاب" و"أحد الإصرار"، وذلك بعد "أحد الضغط" الأسبوع الفائت.
مطالب الثورة
ويصر المتظاهرون على إسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والسياسية، ويتهمونه بتكريس الفساد على مدار عقود، وسط إجماع شعبي من الحراك على مواصلة المظاهرات حتى تنفيذ مطالبهم بالكامل.
ويطالبون ببدء استشارات نيابية فورية من أجل تشكيل حكومة مصغرة مؤقتة ذات مهام محددة، من خارج مكونات الطبقة الحاكمة، وحددوا مهامها بما يلي: "إدارة الأزمة المالية وتخفيف عبء الدين العام، وإقرار قانون يحقق العدالة الضريبية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة تمثل الشعب، والقيام بحملة جدية لمناهضة الفساد ضمنها إقرار قوانين استقلالية القضاء واستعادة الأموال العامة المنهوبة".
ويشددون على أن "الحكومة المصغرة يجب أن تشكل من خارج كل قوى وأحزاب السلطة برئيسها/رئيستها وكامل أعضاءها"، مؤكدين أنه هذا هو مطلب الشارع، وأي بحث في حكومة لا تتطابق مع هذه المعايير وتخالف إرادة ومطالب الناس سيرتد بتصعيد في الشارع.
ريتا مارالله - إيران إنسايدر