قال مجلس نقابات المعلمين في إيران، إن 3 تلميذات في سنندج، شمال غربي إيران، أصبحن في وضع صحي حرج للغاية، بعد تعرض مدرستهن لهجوم بغازات سامة.
وأضاف المجلس في بيانه، أن إحدى التلميذات نقلت إلى قسم العناية المركزة، بسبب تدهور حالتها الصحية.
وأصيب أكثر من 1000 تلميذ إيراني، معظمهم من الفتيات، بأعراض مرضية خلال الأشهر الثلاثة الماضية. ويعتقد أنها حالات تسمم تستهدف الطالبات، ربما باستخدام غازات سامة.
وبحسب ما ورد فإن عشرات الفتيات في 26 مدرسة على الأقل في جميع أنحاء البلاد أصيبن بالأعراض.
كما أبلغ العديد من الأشخاص عن أعراض مماثلة، ومنها مشاكل في الجهاز التنفسي، والغثيان، والدوخة، والتعب
وبدأ مسلسل التسمم في مدارس الفتيات الإيرانية في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وظهرت أولى الحالات في ثانوية نور يزدان بمدينة قم الدينية (شمال البلاد)، على بعد 110 كيلومترات من طهران. ثم رويداً رويداً، شهدت مدارس أخرى في قم حالات تسمّم، ثم وصلت الحالات إلى محافظات أخرى.
وتضررت 58 مدرسة على الأقل في ثماني محافظات، بحسب وسائل إعلام محلية.
وشملت معظم الحالات فتيات في المدارس الابتدائية والثانوية، على الرغم من وجود بعض التقارير عن إصابة تلاميذ ذكور ومدرسين أيضا.
ويعتقد الكثيرون في إيران أن الطلاب يتعرضون للتسمم عمدا في محاولة لإغلاق مدارس الفتيات، التي كانت واحدة من مراكز الاحتجاجات المناهضة للحكومة منذ سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي إيران، جميع المدارس تقريبا غير مختلطة.
وأشار بعض التلاميذ وأولياء الأمور إلى احتمال استهداف فتيات المدارس لمشاركتهن في الاحتجاجات الأخيرة المناهضة للحكومة.
ما السر؟
وقال خبير الأسلحة الكيماوية دان كاسزيتا، الزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن "العثور على المادة المسببة المزعومة غالبا ما يكون الدليل الوحيد المفيد، ولكنه قد يكون صعبا للغاية".
وأضاف أنه نظرا لأن المواد المسببة للمرض يمكن أن تتحلل، فإن جمع العينة "يتطلب إلى حد كبير أن تكون هناك، مع المعدات المناسبة، في وقت التعرض".
وقال إن العديد من روايات الشهود من إيران ركزت على الروائح، التي تصف رائحة اليوسفي أو رائحة السمك الفاسدة، لكن هذا قد يكون مضللا.
وأوضح أنه من الصعب ربط الروائح المختلفة الموصوفة في الحوادث الإيرانية بمخاطر كيماوية معينة.
ويمكن سماع فتيات يتحدثن عن الغاز المسيل للدموع في بعض مقاطع الفيديو، والذي استخدم على نطاق واسع خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة الأخيرة.
وقال كاسزيتا إن ذلك كان "معقولا بطريقة ما"، لأن الغاز المسيل للدموع سيئ الصنع يمكن أن يطلق "الكثير من المخلفات" مع مجموعة من الروائح.
وأشار إلى أن الاختبارات الطبية الحيوية، مثل فحص الدم والبول، يمكن أن تقدم إجابة للتساؤلات، لكنها معقدة بسبب عدد الأشياء المحتملة كسبب للإصابات.
وقال: "قائمة الأشياء المزعجة والسيئة التي قد تكون سببا وراء المرض تصل إلى مئات الآلاف من المركبات الكيماوية".
ويصف كاسزيتا الأحداث في إيران بأنها تشبه سلسلة من حالات التسمم المزعومة في المدارس الأفغانية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وقال إنه لم يتم التحقيق في هذه القضايا بشكل صحيح ولذا فهي مازالت بدون حل إلى حد كبير.
وراجع أليستر هاي، أستاذ علم السموم البيئية في جامعة ليدز، نتائج اختبارات الدم من بعض تلميذات المدارس الإيرانية، لكنه قال إنه لم يتم اكتشاف أي سموم. وقال إنهم حصلوا على هذه النتائج بشكل غير رسمي من مصادر في إيران.
وقال البروفيسور هاي، الذي حقق في هجمات كيماوية محتملة في جميع أنحاء العالم: "من الصعب استبعاد أو التأكد من أي شيء في هذه المرحلة لأن ذلك سيتطلب فحصا كاملا لمجموعة متنوعة من الأشياء".
ومع ذلك، فقد استبعد غاز الأعصاب أو سم العضوي، المستخدم في مبيدات الآفات الزراعية.
وقال "المهم في هذه الحالات هو أن الناس تعافوا بشكل عام بسرعة كبيرة، في غضون 24 ساعة"، موضحا أنه في كثير من حالات التسمم، "يمرض الضحايا لبعض الوقت".
ونصح البروفيسور هاي بضرورة اتباع المحققين نهج "منظم للغاية" وإجراء مقابلات شاملة مع جميع المرضى، بالإضافة إلى إجراء اختبارات الدم والبول.