يواصل اللبنانيون حراكهم لليوم الرابع والعشرين على التوالي، واعتصم المئات أمام مبنى وزارة الخارجية والمغتربين وسط بيروت، للتأكيد على أن الوزارة ليست مرفقا عاما لصهر الرئيس وزير الخارجية جبران باسيل وجماعته.
واعتبر المتظاهرون أن الوزارة فشلت ولم تقم بمهامها بل عززت الفتنة الطائفية وأغلقت الباب بوجه اللبنانيين في الدول المجاورة.
وشدد المتظاهرون على أن باسيل هو الشخص الأكثر استفزازا للبنانيين، مؤكدين على مطالبهم برحيل كامل أركان النظام.
وفي السياق، نفذ عدد من مقدمي الرعاية الصحية في لبنان، من أطباء وصيادلة وأطباء أسنان وممرضين واختصاصيي تغذية وعلاج فيزيائي وعلم نفس، وقفة رمزية أمام جامع محمد الأمين في وسط ساحة الشهداء.
ورفع المحتجون لافتات، عرضت ما يعانيه قطاع الصحة منذ سنوات طوال، منوهين بـ"الدور الأساسي الذي يلعبونه في المنظومة الصحية"، وحقهم بـ"الانصاف في مطلق تصور للبنان الغد".
وتحدث اسماعيل بحمد باسم المعتصمين، قائلا "بعيدا عن أي مطلب سياسي، وبعيدا عن أي تحرك في وجه أي كان، جئنا من كل المناطق اللبنانية، لإثبات وجودنا، وتأكيد حقوقنا، وللمشاركة في وقفة القطاع الطبي، باللباس الأبيض".
وأضاف "إن من أهم أهداف تحركنا اليوم، أن نسب الأمراض المستعصية في لبنان، باتت مرتفعة، بسبب الإهمال الحقيقي من قبل السلطات للخدمات الصحية كافة، إضافة إلى الكوارث الصحية، جراء الإهمال البيئي والرقابة، من قبل الوزارات المعنية، ونحن مستعدون للتصعيد عبر العصيان المدني، ريثما يكون هناك آذان صاغية وحلول جذرية حقيقية وليس مجرد وعود".
ووصلت تظاهرة مهنيات ومهنيين التي انطلقت من قصر العدل، وجابت عددا من شوارع العاصمة، إلى وسط بيروت، حيث انضمت إلى المعتصمين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح.
خارطة الاحتجاجات
وفي طرابلس، نفذ أهالي جبل محسن، مسيرة راجلة، جابت عددا من الشوارع وشارك فيها رجال ونساء وشبان وشابات ومعلمات ومعلمون وطلاب وطالبات.
وعند حوالي الساعة الرابعة والنصف عصرا، توجهوا معا إلى مستديرة الرابية في جبل محسن، بمواكبة الجيش، حيث نفذوا وقفة احتجاجية، مسجلين مواقف تضامنية "مع جميع الأشقاء من أبناء الوطن".
وحمل المشاركون الأعلام اللبنانية واللافتات التي تطالب بـ"الحقوق المسلوبة"، و"رفع الجوع والحرمان عن كواهل المواطنين".
وفي الختام، توجه عدد منهم إلى ساحة عبد الحميد كرامي "النور" للمشاركة في فعاليات الساحة لهذه الليلة.
وفي الضنية، قطع محتجون الطريق التي تربط بين بلدتي بيت داود وإيزال، بالإطارات المشتعلة والحجارة، مرددين هتافات تؤيد مطالب الحراك الشعبي.
ونفذ طلاب المدارس الرسمية والخاصة في بلدات سير ونمرين وقرصيتا وبعزقون، إضرابا واعتصامات أمام أبواب المدارس، ثم قاموا بمسيرات في شوارع هذه البلدات بمواكبة أمنية.
وفي صيدا، نظم عدد كبير من أصحاب الدراجات النارية، مسيرة بعد ظهر اليوم، انطلقت من مدخل صيدا الشمالي، وجابت شوارع صيدا، وصولا إلى ساحة إيليا، حيث ركنها أصحابها وسط الساحة وانضموا إلى المعتصمين.
وشهدت ساحة دوار ايليا لليوم الرابع نقطة تجمع لتلامذة المدارس والأساتذة المتعاقدين الذين توافدوا منذ الصباح بأعداد كبيرة.
وما زالت الساحة تستقطب جموعا من المحتجين تلامذة ومواطنين من مختلف شرائح المجتمع ليعبروا عن مواقفهم تجاه السلطة وأدائها، بمواكبة أمنية يتخذها عناصر الجيش في محيط اتجاهات ساحة التقاطع.
كما نفذ عدد من أبناء منطقة البترون والشمال، بدعوة من الحراك المدني، وتحت عنوان "تما نفوت كلنا بالحيط"، وقفة رمزية على الاوتوستراد عند جبل حامات الذي انهار في كانون الأول من العام الفائت، رافعين الأعلام اللبنانية واللافتات المستنكرة للتأخير في تنفيذ أعمال الصيانة اللازمة.
وفي صور، ارتفع عدد المشاركين في الاعتصام الاحتجاجي عند ساحة العلم في صور بعد وصول عدد منهم من خارج المدينة، حيث علت الأصوات المنادية بـ"محاسبة الكل"، و"استمرار الثورة حتى تحقيق المطالب".
وحمل المشاركون الأعلام اللبنانية ولافتات كتب عليها "إذا بتحب الثورة زمر" والتي لاقت استجابة من قبل السيارات المارة التي أطلقت العنان لأبواقها".
"أحد الطلاب"
ودعا ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي للخروج بمظاهرات حاشدة يوم الأحد 10 تشرين الثاني/نوفمبر الساعة 4 عصرا، تحت شعار "أحد الطلاب"، وذلك بعد "أحد الضغط" الأسبوع الفائت.
مطالب الثورة
ويصر المتظاهرون على إسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والسياسية، ويتهمونه بتكريس الفساد على مدار عقود، وسط إجماع شعبي من الحراك على مواصلة المظاهرات حتى تنفيذ مطالبهم بالكامل.
ويطالبون ببدء استشارات نيابية فورية من أجل تشكيل حكومة مصغرة مؤقتة ذات مهام محددة، من خارج مكونات الطبقة الحاكمة، وحددوا مهامها بما يلي: "إدارة الأزمة المالية وتخفيف عبء الدين العام، وإقرار قانون يحقق العدالة الضريبية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة تمثل الشعب، والقيام بحملة جدية لمناهضة الفساد ضمنها إقرار قوانين استقلالية القضاء واستعادة الأموال العامة المنهوبة".
ويشددون على أن "الحكومة المصغرة يجب أن تشكل من خارج كل قوى وأحزاب السلطة برئيسها/رئيستها وكامل أعضاءها"، مؤكدين أنه هذا هو مطلب الشارع، وأي بحث في حكومة لا تتطابق مع هذه المعايير وتخالف إرادة ومطالب الناس سيرتد بتصعيد في الشارع.
ريتا مارالله - إيران إنسايدر