اعتبر موقع "بلومبيرغ" في تقرير له، أن محاولات السعودية التقارب مع نظام بشار الأسد هي مكسب إيراني.
وفي التقرير الذي أعده "سام داغر وفوينا ماكدونالد وزينب فتاح" قالوا إن السعودية تقود جهودا لجلب رئيس النظام السوري بشار الأسد رسميا إلى الدائرة العربية في وقت مبكر من الشهر المقبل، فيما سينظر إليه كمكسب إيراني وروسي وتحدٍ للتحذيرات الأمريكية وبعد عقد من النزاع.
وأضافوا أن المملكة تقوم باتخاذ الخطوات التي ستسمح فيها الجامعة العربية بوقف تعليق عضوية سوريا مع اقتراب موعد القمة المقرر عقدها في السعودية منتصف أيار/مايو، وذلك نقلا عن ثلاثة أشخاص على معرفة بالمناقشات السعودية وشخص مقرب من الحكومة الإماراتية التي تدعم الخطة.
وقال الأشخاص، إن هذه الجهود ربما امتدت أو فشلت أو توافق القادة العرب على خطة انتقالية في الشهر المقبل، مضيفين أن الولايات المتحدة على معرفة بالخطط، لكنها تعي عدم قدرتها على وقفها.
وبحسب التقرير، فإن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يريد تقديم بلاده على أنها الزعيمة السياسية والاقتصادية للعالم العربي.
وبعد الصفقة المفاجئة الشهر الماضي مع إيران، تريد السعودية أن تكون في مقدمة مبادرات تهدف لخفض التوترات في مناطق النزاع مثل سوريا والتأكد من عدم عرقلة جهودها في تحويل اقتصادها، كما ورد في افتتاحية بصحيفة "عكاظ" السعودية الأسبوع الماضي.
وحتى لو وافقت الجامعة العربية على شطب تعليق العضوية، فسيكون القرار رمزيا نظرا لأن الجامعة التي مضى على تأسيسها 80 عاما لا تؤثر على السياسة وليس لقراراتها وزن في صناعة القرارات العالمية.
إلا أن المصالحة مع نظام الأسد ستكون ضربة للتأثير الأمريكي في المنطقة وتعزز من الانقسام بين القوى الإقليمية والولايات المتحدة. وستكون مكسبا لإيران التي دعمت نظام بشار الأسد بالمال والسلاح ضد المعارضة التي كانت تريد الإطاحة به وتقيم علاقات مع سوريا منذ 1979.
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، قال في مؤتمر ميونيخ الأخير للأمن إن الوضع الراهن بشأن سوريا لا يمكن أن يستمر. ولم يرد مسؤولو الحكومة الإماراتية أو الجامعة العربية في القاهرة على الأسئلة للتعليق.
وأشار التقرير إلى أن كلا من قطر والكويت تعارضان عودة سوريا إلى الجامعة العربية، مع أن هناك شكوكا حول قدرتهما للوقوف أمام المد ولوقت طويل، وذلك حسب أشخاص على معرفة بالنقاشات. وعلقت عضوية سوريا في عام 2011 بعد قمع الأسد المتظاهرين، وانضمت السعودية إلى بقية الدول العربية والغرب بقطع علاقاتها مع النظام ودعمت جماعات معارضة له.
وفي الوقت الذي فوجئت فيه الولايات المتحدة بالصفقة السعودية - الإيرانية في بكين، إلا أن بربارة ليف، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى رحبت بها واعتبرتها "ذات أثر مهدئ" وبخاصة على النزاع في اليمن.
وتدخلت السعودية في اليمن عام 2015 لوضع حد للتأثير الإيراني بالمنطقة، وبعد عام قطعت العلاقات مع طهران بعد هجوم متظاهرين على سفارتها احتجاجا على إعدام رجل دين شيعي سعودي.
وفي شهادة قدمها وزير الخارجية أنتوني بلينكن أمام الكونغرس في 23 آذار/مارس، قال إن واشنطن حذرت من خطوات التطبيع مع الأسد، وإن الولايات المتحدة مع دول أوروبية أخرى اقترحت في مؤتمر متعلق بسوريا عقد في الأردن وحضرته السعودية من بين عدة دول، قيام الأسد بخطوات مثل الإفراج عن السجناء والحد من ممارسات قواته الأمنية، مقابل التواصل والتطبيع معه.
وحذر مسؤولون أمريكيون سابقون عملوا في الشرق الأوسط في رسالة لجو بايدن وبلينكن من خطوات التطبيع، وضرورة اتخاذ الإدارة خطوات لمنعها فهي "ضيقة النظر ومضرة لأي أمل للأمن والاستقرار الإقليمي".