قالت أذربيجان، الخميس، إنها طردت أربعة موظفين في السفارة الإيرانية، في سياق من التوتر المتزايد بين البلدين، مع اتهام باكو، لطهران، بتدبير محاولة انقلاب.
وتأتي عمليات الطرد هذه، والتي تعكس شكلا من أشكال الاحتجاج الدبلوماسي الشديد، بعد أشهر من التصعيد بين أذربيجان وإيران، القوتان المتنافستان اللتان تملكان الغاز وتتبادلان الاتهامات بالتدخل.
وأعلنت "باكو"، في يناير وقف "مؤقت" لأنشطة سفارتها في إيران بعد استهدافها بهجوم بأسلحة رشاشة أدى إلى سقوط قتيل وجريحين.
واستدعي السفير الإيراني في "باكو" إلى وزارة الخارجية الأذربيجانية، الخميس، حيث أبلغ بأن أربعة موظفين في السفارة الإيرانية في باكو "اعتبروا أشخاصا غير مرغوب فيهم".
وأعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية، في بيان، أن الأشخاص الأربعة طردوا "بسبب أنشطتهم التي لا تتوافق مع وضعهم الدبلوماسي"، وأمامهم 48 ساعة لمغادرة البلاد.
وأضاف المصدر نفسه، أنه خلال الاستدعاء عبرت باكو "للسفير الإيراني عن استيائها الشديد من استفزازات بلاده الأخيرة حيال اذربيجان".
لم تعرض "باكو" على الفور مآخذها على موظفي السفارة، لكن قبل ساعات أعلنت السلطات الاذربيجانية اعتقال ستة اشخاص متهمين بالتخطيط لانقلاب بأمر من أجهزة الاستخبارات الايرانية.
"زعزعة استقرار"
وأعلنت وزارة الداخلية الأذربيجانية ومكتب المدعي العام، في بيان، أن المشتبه بهم الستة، وهم أذربيجانيون، "جندتهم الاستخبارات الإيرانية لزعزعة استقرار الوضع في البلاد".
وأكد المصدر نفسه، أن مهمتهم كانت "تشكيل مجموعة مقاومة مكلفة بإقامة دولة تحكمها الشريعة في أذربيجان عبر أعمال مسلحة لزعزعة الاستقرار والإطاحة بشكل عنيف بالنظام الدستوري".
وأضاف أن الرجال الستة كانوا "يقومون بالدعاية لتطرف ديني موال لإيران وينفذون أوامر من الخارج تهدف إلى تقويض تقليد التسامح في أذربيجان".
وإذا كان من المتعذر التحقق من صحة هذه الاتهامات بشكل مستقل، فإنها تزيد من التوتر المتصاعد بين إيران وأذربيجان في الأشهر الماضية.
بعد إطلاق النار على السفارة الأذربيجانية في طهران في يناير والذي نسبته السلطات إلى إيراني متزوج من أذربيجانية تحرك بدوافع "شخصية"، ندد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، بحصول "هجوم إرهابي".
وكانت الخارجية الأذربيجانية استبعدت آنذاك "أي قطع للعلاقات الدبلوماسية" رغم التوقف "الموقت" لعمليات سفارتها في طهران.
والعلاقات بين باكو وطهران حساسة تقليديا، لأن أذربيجان الناطقة بالتركية حليفة مقربة لأنقرة، الخصم التاريخي لإيران.
من جانب آخر تشتري باكو أسلحة من إسرائيل، الخصم الرئيسي للنظام الإيراني.
وتتهم أذربيجان من جهة أخرى إيران بدعم أرمينيا في النزاع على الأراضي الجاري بين باكو ويريفان منذ ثلاثة عقود.
من جهتها، لطالما اتهمت إيران حيث يقيم ملايين الأذريين، وهم مجموعة عرقية تعيش بشكل أساسي في أذربيجان وإيران وروسيا، جارتها، بتأجيج مشاعر انفصالية على أراضيها.
وتأتي هذه الأزمة الدبلوماسية بين طهران وباكو في وقت تسعى فيه إيران لتطبيع علاقاتها مع السعودية، منافسها الرئيسي في الشرق الأوسط.